محمد حمدي
انتهى المشهد الدراماتيكي رسمياً وطويت صفحة اتحاد عبد الخالق مسعود وأصبحت من الماضي ، هكذا وببساطة أقولها للمتخوفين من عودة اتحاد الكرة السابق المستقيل من الشباك بعد أن خرجوا من الباب وأوصدوه رسمياً في صفقة اللحظات الاخيرة
التي شملت تعهدات من أعلى سلطتين في البلاد تشريعية ممثلة بالبرلمان وتنفيذية قادها وزير الشباب والرياضة ، الأمر الذي يؤكد مدى خطورة الملف وتداعياته فيما لو استمر لينتظر الحسم من القضاء ، ويكتب للمساعي الخاصة بالاحتواء وما أكثرها بين درجال ومجموعته وتشكيلة اتحاد الكرة النجاح في سحب الدعوة القضائية واستقالة الاعضاء برمتهم وتصديق الاستقالة لدى فيفا كشرط أساس منتظر ، الحقيقة إن ما يثار اليوم وبعد أن اكتسب اتفاق اربيل صفة قطعية موثقة عن عودة محتملة وتراجع بحسب ما وصفها أحد المعلقين بالعودة لتقنية VAR غير مقبولة بالمرة وإن كان البعض يحاكي افتراضات قانونية من قبيل الحق العام واعترافات سابقة ، بل ويسرف البعض منهم في متاهات قانونية وتؤيده بعض الفضائيات بسبتايتل مثير بان مسعود وجبار هما قانوناً تحت رهن الحجز بدعوى قائمة لن يكون غلقها يسيراً إلا إذا ادخلت رغماً في اتون قانون العفو المنتظر ، نقول لكل هؤلاء إن الدعوى القضائية ستسحب أصلا من المشتكي لانتفاء الحاجة للشكوى وهذا ما أعلنه المحامي المختص بالقضية.
المهم وبحكم تواجدنا بالقرب من طاولة المفاوضات في أربيل التي حسمت مساء الخميس الماضي فإن أعضاء الاتحاد انهوا رحلتهم مع اتحاد الكرة رسمياً وتركوا الساحة تماماً حتى من التواجد الاعلامي الذين تسيدوا المشهد فيه فهم سرعان ما انزووا تاركين كل شيء لتقدير من يقدر المشهد وأولهم أهل الإعلام بمختلف مشاربه فلكل منهم صياغة وتوقع وحسابات ، وللأسف الشديد غلب على أكثرها لغة التشفي وغياب المنطق في استقراء القادم من وحي ضبابية المشهد وكان لابد أن ينتج من جراء ذلك أن تشوش الصورة لدى الجمهور أيضاً وينقسم على حاله هو الآخر أكثر من الانقسام الذي نعيشه بل ويصر البعض على سوداوية المستقبل وكأنّ الحال السابق هو عصرنا الذهبي الذي تألق فيه دوري الكرة بلا توقفات ونالت منتخباتنا الوطني البطولة تلو الأخرى ، كما أن المتغنّين بعصر التغيير الدرجالي بالغوا أيضاً بدورهم على أن الكابتن ومجموعته يملكون عصا التغيير سريعاً ، الحقيقة هي غير ذلك بكل تأكيد وتستلزم الكثير من الوقت لحين إخراج الهيئة الإدارية المؤقتة الى العلن والتوافق عليها ومن ثم يبدأ صراع الإرادات لتصويب ما يمكن عبر ديمومة دوري الكرة وإجراء بعض العمليات السريعة لجسد الاتحاد المريض أصلاً ومن ثم انتظار الموافقات الخارجية على عدد وشكل وتوصيفات الهيئة العامة كيما تجرى الانتخابات التي ستوصل عدنان درجال ومجموعته الى سدّة الحكم في جمهورية القدم كل ذلك الجهد سيكون منوطاً بوقت ثقيل يستلزم العمل وتحمل المطبات والعوارض وإن كنا ننشد السرعة في العمل وجني الثمار الناضجة فعلينا كجمهور وإعلام رياضي أن ندعم العمل الجديد بما هو متيسر لأجل رياضتنا وسمعة بلدنا ونصلح ونشير الى الخطأ بمهنية واحتراف وليس بتصيّد الأخطاء وافتعال الأزمات فقد اكلت المشاكل والفضائح من جرف رياضتنا كثيراً ولم يعد لدينا متسع لتحمّل المزيد.