رفعة عبد الرزاق محمدهذه اشتات من فرائد اخبار الكتب والكتبيين وبعض من صفحات الذكريات والتداعيات ....فهي من شوارد (الاوراق).(الزهاوي ييبع ديوانه بالامتار)
سكن الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي دارا بمحلة (الصابونجية) او قريبا منها. وذاق الامرين من هذه الدار، فقد كانت ضيقة وفي محلة شعبية وكان يمني النفس بدار جديدة، وعندما بيعت الاراضي المحيطة بالبلاط الملكي في منطقة الكسرة، اشترى محمود حلمي الكتبي صاحب المكتبة العصرية قطعة ارض مساحتها نحو 800م، بسعر طفيف وللصداقة الوطيدة بين الشاعر الزهاوي والكتبي، أهداها اياه فاستحسن الشاعر هذه الارض وساوم محمود حلمي على بيعها له.. فطالب الاخير بربح وأبى الزهاوي، ان يدفع مبلغا اضافيا ولكنه رضى ان يعطيه ربحا من كل متر نسخة من ديوانه المطبوع بمصر (مطبعة الزركلي) ووافق حلمي.  وهكذا استطاع الشاعر الزهاوي ان يصرف (800) نسخة من الديوان بهذه الطريقة الغريبة، و تملك الارض وابتنى عليها داره الجديدة في الشارع الذي اطلق عليه بعد وفاته (شارع الزهاوي). (ديمقراطية)ذكر المؤرخون المحدثون ان اول من استخدم كلمة (الاشتراكية) لمعناها الشائع هو الكاتب العربي الكبير احمد فارس الشدياق وقد ذكرني هذا بما قرأته في جريدة (الناشئة الجديدة) ليوم 8 حزيران عام 1923 ، اذ قال صاحب الجريدة ابراهيم صالح شكر الكاتب والصحفي العراقي الرائد ان اول من استعمل لفظة (الديمقراطية) في كتاباته ، في العراق هو حسن غصيبة وهو محام عراقي وكاتب شهير في عشرينيات القرن الماضي.  (عناوين الكتب طولا وعرضا)كان المؤلفون القدامى يميلون بطبعهم الى الايجاز ويعنون بالمضمون قبل الشكل، كان هذا في عهود الكتابة الاولى، غير ان الامر تغير كثيرا تماما، فقد اطعلنا على كتب بائسة باسماء كبيرة ومثيرة، اما مقولة (الكتاب يقرأ من عنوانه ) فقد اصبحت شبه وهم وخيال.. قرأت مؤخرا كتابا جليلا اتحفتنا (مؤسسة المدى) باعادة نشره وهو كتاب (الديارات) للشابشتي بتحقيق الاستاذ الكبير كوركيس عواد ويكاد يكون الكتاب موسوعة باخبار الاديرة القديمة، ومما اثار اهتمامي عنوانه الجميل الذي لم يتعد كلمة واحدة.. وقد وجدت لدى سياحة سريعة في فهارس المكتبة العربية ان العديد من الكتب الجليلة والمهمة كبار المؤلفين لم يتعد عنوانها الكلمة الواحدة، فمن ذلك البخلاء، الاغاني، الحيوان الجمهرة، الديارات، الفهرست ، المعارف الخراج وغير ذلك، ولاريب ان هذه المؤلفات تعد من نفائس الابداع في التأليف. وقد ذاعت شهرتها بين القراء قديما وحديثا.  ووجدت كتبا تتكون عناوينها من كلمتين وهي لاتقل قيمة عن ماذكرناه..ووجدت كتبا تتكون عناوينها من كلمتين، وهي لاتقل قيمة عن ما ذكرناه مثل: الاخبار الطوال، الاعلاق النفيسة ، البيان والتبيين، البدء والتاريخ، الشعر والشعراء، العقد الفريد، لسان العرب معجم البلدان، عيون الاخبار، ومنها ما تألف عنوانه من ثلاثة الفاظ مثل احياء علوم الدين ، ادب الدين والدنيا، تاريخ الامم والملوك (تاريخ الطبري) الحادي في الطب ، الكامل في التاريخ. والكثير من الكتب واغلبها ما صنف في القرون المتأخرة ما جاوزت عناوينها الثلاث كلمات واكثر، وتحفل الفهارس باسماء طائفة كبيرة من هذه الكتب، حتى اصبح ذكر العنوان امرا صعبا في كثير من الاحيان، وقد دخلت في تسمية هذه الكتب الالفاظ المسجعة والغريبة ايضا.. والغريب ان يلجأ كبير مثل ابن خلدون الى تسمية تاريخه (العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن والاهم من ذوي السلطان الاكبر) غير ان ما يخفف وطأة ذلك ان تكون مقدمة هذا الكتاب ذي العنوا ن المكون من خمس عشرة كلمة، من الانجازات الفكرية الكبيرة، وجعلت من اسم ابن خلدون خالدا في الوجدان الانساني فطبعت مستقلة باسم (المقدمة). ونختم هذه النبذة بذكر كتاب احمد فارس الشدياق، وهو احد ابرز وجوه النهضة الفكرية، في الشرق.. ففضلا عن طول عنوانه، نجد الغرابة في التسمية ، فاسم كتابه الشهير (الساق على الساق فيما هو الفارياق) بينما استخدم الاب انستاس ماري الكرملي عنوانا طريفا لاحد كتبه المخطوطة وهو (حشو اللوزينج)..