TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: معركة عبد الكريم خلف

العمود الثامن: معركة عبد الكريم خلف

نشر في: 21 يناير, 2020: 10:05 م

 علي حسين

أنظر من يتحدّث عن القانون وحقوق الإنسان.. عبد الكريم خلف الذي ظل لأعوام يطالب باكتساح المنطقة الخضراء وطرد جميع السياسيين لأنهم لم يسمحوا له أن يمارس هوايته "الصّحافية" على العراقيين،

وحين مكنوه ووضعوا "مايك" أمام فمه أخذ يغرد عن الفوضى التي يسببها شباب التظاهرات، وعن الجنة التي نعيش فيها، والتي ما كان يمكن لها أن تكون لو لا جهود الطبقة السياسية.. بالامس كان يشتم السياسيين ويسخر منهم ، واليوم يقف ليقول إن على العراقيين أن يسبّحوا بحمد الطبقة السياسية "المؤمنة".

ينتحل عبد الكريم خلف شخصية العارف، حتى يخيّل إليك أنه يريد أن ينافس المرحوم سقراط في عقر داره، وبدلا من أن يكون ناطقا باسم الحقيقة، نجده يحرض ضد شباب التظاهرات وكأنهم أعداء للدولة العراقية ويجب استئصالهم.. ليمثل نموذجا من ملامح استعادة منظومة الصحاف ومن جاء بعده ابتداء بعلي الدباغ ومرورا بقاسم عطا ، وليس انتهاء بالجنرال خالد المحنا.

بالأمس وأنا أتابع ردود الأفعال التي تمجد بالجنرال عبد الكريم خلف، باعتباره رمزا للعسكرية العراقية، تذكرت كيف أن هذه الأصوات كانت تسخر من الجيش في ظاهرة لا وجود لها إلا في هذه البلاد المغرقة في الخطابات والشعارات، تلخصت في محاولة البعض ممن يتباكون الآن على رتبة عبد الكريم خلف أن يطمسوا دور الجيش في معارك التحرير، بحيث غابت آنذاك صور قادة عسكريين في العديد من صفحات التواصل الاجتماعي، فيما أصرت بعض الفضائيات على أن تجعل من الجيش الرقم الثاني في المعركة.

عندما كنا ننتقد أداء الأجهزة الأمنية ونطالب بالحفاظ على قيمة الجيش والقوات الأمنية، فهذا لأننا نريد جيشا وطنيا يكون للعراق والعراقيين جميعا بعيدا عن الانتماءات الحزبية، لا جيشا يدافع عن فشل الغراوي ويهتف باسم كنبر، ويأخذ التحية لقادة فاشلين من الذين ظلوا يهزجون بشعارات دعم القوات الأمنية طالما هي تتركهم يفعلون في البلاد ما يشاؤون..كنا ننتقد الجيش لأننا ندرك جيدا خطورة أن يتورط في لعبة السياسة، فيصير طرفا في معارك يمكن أن تحل بلغة الحوار لا بلغة الحروب.

اليوم وغدا سنرفع شعار "حافظوا على الجيش العراقي من أذناب الفاشلين، ومن السياسيين الفاشلين الذين يحلمون أن تكون هذه القوات داعما لهم للسيطرة على مؤسسات الدولة.

يكتب ديغول في مذكراته : " علمتني تجربتي في ميدان الحروب، أن الانتصار ليس أرقاماً بعدد القتلى، بل هو ذكريات عن الرجال الذين يصرون على أن يجعلوا من البلاد عنوانا لحياة جديدة".. عدت للاستشهاد بالغرب! ماذا افعل ياسادة ورئيس وزرائنا المؤمن يدين قصف السفارة الاميريكية ، وينسى ان هناك رصاص حكومي انهى حياة عدد من الشباب 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram