سجل اعترافاته / محمود النمرماذا يقرا الادباء العراقيون سؤال يهم القاريء العادي قبل القاريء المثقف ..قراءاتهم وآراؤهم بالكتاب هي زاوية جديدة نلتقي فيها باعلام الثقافة العراقية ولعل من ابرزهم الدكتور مالك المطلبي الناقد المعروف والاستاذ الجامعي ..
*ما اول  كتاب قرأته في حياتك ..؟  - السؤال لطيف جدا وسنساهم في ثقافة المدى،واول كتاب قرأته ،وانا  اسميه مرحلة ما قبل اول كتاب،وهي مجموعة ضخمة جدا من مسلسل ينشر في فترة الخمسينيات من القرن الماضي عن –ارسين لوبين – وطرزان ،فقرأنا بشغف رهيب جدا ،هاتين المجموعتين،وقد تصل هذه السلسة القصصية الى مايقارب المئة كتاب،وهذه هي قاعدة القراءة الاولى ،ولكن القراءة الثقافية الفعلية واعتبره اول كتاب قرأته هي رواية –اهلا وسهلا – للروائي المصري – حسين مؤنس – وهو خريج الاندلس –اسبانيا- وهي رواية ضخمة جدا حوالي 800 صفحة ،وظلت هذه الرواية تؤثر في ّ،وهذه  الضربة لرواية –اهلا وسهلا - انا صادفتها في الواقع،وقد ذكرتها في كتابي، وهذا الواقع حصل في قرية مصرية ،وهي قرية –أشبين -  او قرية – ابو  الكوم – وهي قرية لااحد يتذكرها من نتؤات مصر وهي منسية في صعيد مصر، والقرية هي منطقة مرور سكة حديد للقطار وقد تلقى عامل البريد  هناك اشارة مفادها ان ملك فاروق سيزور هذه  القرية ،فتغيرت طبيعة القرية كاملة ،وارسلوا وفدا ضخما جدا الى مصر،ليراقب الملك ويدرس عاداته وتقاليده وماذا  يحب ويكره،المهم صار تحول اقتصادي وجذري في تلك القرية ،فأسسوا مدرسة واستأجروا معلما ،وهذه الاشياء ماكانت قبل هذا الخبر موجودة ،واقام العمدة وشيخ الغفر وليمة ضخمة جدا للملك ،واستوردوا حتى صحونا ذهبية ،وبعد هذا الرعب الكبير جدا ،يأتي القطار وهم واقفون في التشريفات ينتظرون ،والمفارقة العجيبة يمر القطار سريعا دون ان يتوقف تاركا الغبار على الوجوه المنتظرة، ويحدث انقلابا كوميديا رهيبا جدا ،بينما كان التلاميذ يتدربون على استقبال الملك في حين تدخل بقرة مزركشة والجياع تزحف على الوليمة.وهذه الحقيقة حدثت في الحلفاية بمحافظة العمارة ،ايضا جاءت اشارة الى الناحية مفادها ان وزير الداخلية (سعيد قزاز) سيزور المدينة، وفعلا تغيرت معالم المدينة ،ولكنه جاء الينا.وهذه هي اول رواية ،ومع الاسف لاادري لم تحتل مكانة في النقد هذه الرواية وهي من الروايات المهمة والعظيمة ،وهي التي ادخلتني الى الرواية ورحت الى ماوراء الافق وعلى حافة قوس الوجود.rn* واخر كتاب  آخر كتاب قرأته هو ايضا رواية وايضا  رواية عجيبة   (اسمي احمر) للروائي التركي الفائز بجائزة نوبل –اورهان باموك – وهي رواية لايمكن التحدث عنها بعجالة ،  رواية جميع الكائنات وهي   جنائية ،فالثيمة للرواية هي جريمة قتل ،ولكن العالم كله يشترك بما فيه  الحجارة والجدران والاشجار والبشر والنسيج والقطن ،الكل يتكلم ويساهم في بناء احداث،وكل فقرة لاتتعدى صفحة او صفحة ونصفا، ووجهة النظر عجيبة جدا ،انه عندما يقتل هذا، ويأتي به الى الدفن، القبر يتكلم عليه كيف استقبله، والشجرة ايضا تتكلم عنه ،والتابوت يتكلم عنه عندما وضع فيه ،والميت يتكلم ،والجميع يتكلمون، من وجهات نظهرهم لقضية واحدة ومن زاويته الخاصة به، ولمركز نفسه ،كيف الشجرة رأته ُ من فوق مسجى.؟ وهي قضية تتعلق بالنساجين داخل البلاطات والقصور والتجار الاتراك العثمانيين والنسيج والحياكة ،والروائي يريد ان يقول ان هنالك اكثر من وجهة نظر في الكون ،ويؤكد ان الانسان هو مركز هذا الكون ،ويذهب الى تصادم   المادي الاقتصادي والثقافي، وهناك تصادم رهيب جدا ،لكن هو من الناحية التقنية يحرك العوالم هذه بحيث ان هناك وجهات نظر ،يعني ان قنينة الماء هذه لها وجهة نظر بالانسان وتراني من زاوية مقابلة لي، وانا اراها كذلك الان ،وكذلك المنضدة لها وجهة نظر، فكل الاشياء تنشيأ وكل الاشياء تتأنسن، والعجيب ان قراءاتي لمدة خمسين عاما محصورة مابين رواية (اهلا وسهلا) ورواية (اسمي احمر).rn*وما هو الكتاب الاخير الذي تعكف على تأليفه الان.؟= الكتاب الذي اكتبه في هذه  المدة هو كتاب عن العلامة علي الوردي ( سوسيولوجيا الادب) وهو علم اجتماع الادب ،ادرس فيه افكار علي الوردي فيما يخص الادب من  زاوية اجتماعية ،وكيف نظر الى الظاهرة الادبية ؟وما هي الافكار الفنية والاجتماعية والفلسفية التي طرحها ورؤآه ،وناقشته من وجهة نظر اديب،لانه جاء من حقل آخر  approachمقاربة، وانا من وجهة نظري الادبية احاول  ان اراها كيف اقتربت ،والكتاب انتهى الجزء الاول منه والان مازلت اكتب الجزء الثاني .rn* هل نقدر ان نطلق على هذا الكتاب مناظرة أو جدل مابين الوردي والمطلبي..؟نحن نريد ان نرى وجهة نظر عالم اجتماع عراقي في الادب من وجهة نظر اجتماعية، والادب ظاهرة متعددة الز