TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نقطة ضوء: كلام في الصحافة الرياضية

نقطة ضوء: كلام في الصحافة الرياضية

نشر في: 26 يناير, 2020: 08:01 م

 د.علي الهاشمي

أتيحت لي فرصة زمالة الصحفيين الرياضيين الكبار سواء من رابط الكلمة التي جمعتنا كل في صحيفته التي يعمل بها أو من خلال اللجنة الرياضية لنقابة الصحفيين العراقيين في العقود الماضية التي تحوّلت في الوقت الحاضر الى الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية

فقد كانت اللجنة الرياضية تضمّ شخصيات بارزة في الصحافة الرياضية ، يأتي في مقدمة العاملين فيها شاكر إسماعيل وإبراهيم إسماعيل اللذين لا تجمعهما قرابة سوى تشابه اسماء آبائهما إضافة الى ضياء حسن وقاسم العبيدي وعبد الجليل موسى ونصر الله الداوودي وينتمي الى هذه اللجنة خمسة وثلاثون صحفياً رياضياً يتوزّعون على الصحف المجلات العراقية التي لا تتعدى اصابع اليدين .

وكانت بعض الممارسات الخاطئة ترافق مسيرة العمل منها: إن البعض يلتصق بالاتحادات الرياضية أكثر من ارتباطه باللجنة الرياضية لنقابة الصحفيين ، لكن كانت هناك رقابة شبه مركزية تحتّم على الاتحادات أن تطلب من اللجنة ترشيح من يرافق الوفود الرياضية ، ومع ذلك كانت تحصل بعض الخروقات لهذه القاعدة ، فبعض الاتحادات تحاول إغراء بعض الصحفيين ومحاولة استمالتهم نحوها ، فكنا نعرف من يسافر مع هذا الفريق أو ذاك المسؤول قبل فترة مناسبة للسفر ، حيث يبدأ الصحفي الرياضي بكتابة تصريحات استباقية من بنات أفكاره وينسبها الى رئيس اتحاد اللعبة ويشيد بمواقفه وكونه أمضى وقتاً طويلاً مع اللاعبين وحثهم على الابتعاد عن الغرور وأوصاهم بأن يضعوا الوطن في قلوبهم والشعب في حدقات عيونهم وطلب منهم أن يكون عطاؤهم متواصلاً يستمد استمراره من ذلك المعين الشعبي الذي يرفد الرياضة العراقية بالطاقات الشبابية الرياضية المتجدّدة وبعدها يكتب عن رئيس الوفد كيف استطاع تذليل الصعاب في البطولات الماضية وكان لمهارته وحنكته دور في تغيير القرعة والحصول على فندق تتوفر فيه كل أجواء الراحة للاعبين وملعب مناسب للتدريب مستثمراً علاقاته المؤثرة في خدمة الفريق والرياضة العراقية ، حينذاك عرفنا أن الصحفي حجز مقعده على الطائرة مسافراً مع الفريق وحالما يحطّ رحاله يبدأ بالتفكير في كيفية إيجاد المبرّرات والاسباب في حال خسارة الفريق العراقي ، فالملعب شهد أمطاراً غزيرة لم تشهدها تلك البلاد من قبل أو الثلوج انهمرت ولم تكن فرقنا العراقية قد اعتادت على هذه الأجواء ، أما إذا كانت الشمس مشرقة فإن الحكم كان ظالماً في قراراته وسهّل للفريق المنافس الوصول الى مرمانا دون وازع من ضمير وخانه التوفيق وغابت العدالة في قيادته للمباراة حيث لم يحتسب الأخطاء على الفريق المنافس في وقت كانت صفارته بالمرصاد لأي احتكاك بسيط ، أما الحكم الجانبي فإن رايته ترتفع حتى قبل حدوث التسلل واذا لم يجد الصحفي مبرّراً خاصة بعد تطور وسائل الاتصال وثورة التكنولوجيا استطاع أن يعيش المشاهد المباريات لحظة حدوثها من قارات العالم المختلفة فإن الصحفي لا يجد غير سوء الحظ سبباً في الخسارة وكل هذه التبريرات ليست في محلّها تتسم بغياب الضمير المهني واخلاقيات العمل الصحفي التي تؤكد على أن الرأي حر، ولكن الوقائع مقدّسة لا يجوز أن يتدخل فيها المزاج الشخصي للصحفي لكي لا تفقد الأحداث حقيقتها وموضوعيتها .

وفي الوقت الحاضر، وبعد أن تراوح عدد الصحفيين الرياضيين بين (150 - 200) صحفي حيث لا توجد إحصائيات دقيقة أصبح من الصعوبة السيطرة على الصحفيين وكل منهم يعمل بشطارته ويوظف قلمه للتقرب من الاتحادات لينعم بالسفر أو الامتياز ممّا يستوجب عقد لقاءات أو مؤتمرات لتوضيح حقوق وواجبات الصحفي وخاصة من يحمل هوية الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية وتشذيب الأخطاء التي تقلّل من هيبة الصحافة الرياضية وقيمها الجليلة وإفهام الجميع أن العمل الصحفي الرياضي أمانة ومسؤولية يجب أن يتحلّى بها من اختار هذه المهنة طريقاً في الحياة واضعاً الحقيقة نصب عينيه وأن تكون أعلى الفضائل التي يتمسّك بها لا يغرّه منصب أو جاه أو أمتياز ويعبّر بمواقفه عن إنتمائه للاتحاد العراقي للصحافة الرياضية فعلاً وليس شكلاً موقفاً ثابتاً وليس عابراً ، وبالمقابل على الاتحاد أن يتخذ الإجراء المناسب بحق الذين يخرقون انضباط العمل الصحفي الرياضي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

شرطة ذي قار تصدر بياناً بشأن التظاهرات

رونالدو الاعلى اجراً في قائمة "نجوم الساحرة المستديرة"

المفوضية تعلن إرسال نتائج التصويت الخاص لانتخابات كردستان الى بغداد

ذي قار ممتعضة من "الدعاوى الكيدية" والاعتقالات وحراك لمنع إراقة الدم

حكومة الاقليم تعلن تعطيل الدوام ليومي السبت والأحد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: اغلقوا النوافذ

العمودالثامن: الكاتب الحقيقي

العمودالثامن: مطاردة الرأي الآخر!!

العمودالثامن: جمهورية قص اللسان

العمودالثامن: الكاتب الحقيقي

 علي حسين ذات ليلة من ليالي الشتاء دوّت رصاصة من بندقية عتيقة لتنهي حياة أشهر كتـاب القرن العشرين "ارنست همنغواي"، وكان قبل ذلك بساعات يجلس ليكتب، يدون تأملاته: "يوما واحدا من دون ان...
علي حسين

كلاكيت: فرهادي يكتب عن الصورة

 علاء المفرجي من الصورة الى الصورة. كيف يكتب السيناريو، كتاب للمخرج الإيراني الحائز على الأوسكار مرتين، أصغر فرهادي، والكتاب يمثل مساقا تثقيفيا شاملا ومتكاملا عن السينما كما رآها فرهادي، وخبرها.. وأعيد هنا ما...
علاء المفرجي

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي* التجربة الهولندية(لماذا يعتبر النظام التعليمي في هولندا من افضل الانظمة التربوية في العالم؟) (الحلقة 8)من منا كان يتصور ان دولة صغيرة مثل هولندا ستصبح مصدر الهام للعالم اجمع في مجال التعليم؟ فبفضل...
د. محمد الربيعي

ضجيج الدجاجة:عندما يتحول الصخب إلى أداة لتسويق الوهم

د. طلال ناظم الزهيري عالم اليوم يزخر بالضوضاء والضجيج التي يفتعلها أشخاصًا يسعون جاهدين لتسويق أعمالهم البسيطة على أنها إنجازات عظيمة وذلك من خلال إثارة الضجيج حول ما يقومون به في محاولة منهم لتضخيم...
د. طلال ناظم الزهيري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram