TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > حديث من القلب ...مذكرات لورا بوش

حديث من القلب ...مذكرات لورا بوش

نشر في: 8 مايو, 2010: 04:39 م

مذكرات لورا بوش الجديدة " حديث من القلب " والصادرة مؤقتا في 456 صفحة عبارة عن كتابين في الواقع . الاول يمكن الاحساس به بعمق حيث يلاحظ  بشكل متحمس طفولتها وشبابها في مدينة تكساس ، ذلك الاعتبار الذي يحاول أسر الوقت والمكان بدقة عاطفية مميزة وهذا ما يظهر كيف أن السيدة بوش طالما أحبت الكتب التي اثرت في خيالها .
أما الكتاب الثاني فهو تكرار لسيرة ذاتية  تقليدية جدا لزوجة سياسي وسفراتها وظهورها في المجتمعات العامة والالتقاء مع كبار المسؤولين الأجانب مما لا يلقي ضوءا جديدا على رئاسة زوج المؤلفة جور دبليو بوش" .خلال فترة تولي زوجها منصبه في البيت الأبيض كانت لورا بوش توصف في اغلب الأحيان بمصطلحات التواضع كطراز قديم للسيدة الأولى  و "كزوجة مثالية " على العكس من هيلاري كلنتون " التي تعرف منزلتها " وكانت لورا تريد الوقوف فقط الى جانب زوجها . في اسوأ الأحوال وصفت كزوجة احيطت بهالة من الضعف أما في احسن الأحوال فقد وصفت كورق قصدير مترف ورقيق الى جانب زوجها الصاخب وقد وجد المعلقون أن من الصعوبة تصديق  القول بأن كتابها المفضل كان رواية " الاخوة كرامازوف " واذا صدقوا ذلك فهم يتساءلون عن كيفية زواجها من ذلك الرجل المتلاعب باللغة جورج دبليو بوش .في " حديث من القلب " والذي كتب بلغة وجدانية " ساعدتني في وضع قصتي بكلمات " كما تقول لورا بوش تعترف بانتحالها الدور الذي يتطلبه وجودها كزوجة سياسي ففي ليلة الانتخابات التي خسر فيها بوش كتبت "يجب عليك  تظهر بمظهر الراحة المشعة عند النصر او الهدوء الشجاع عند الهزيمة "  لذلك يبدو الجزء الثاني من الكتاب متسما ببديهيات مشاعة وجاهزة كهذي في السير الذاتية السياسية .هناك بضعة اجزاء صغيرة من المصالح السياسية المتناثرة على طول الطريق ، وعادة ما تلاحق السيدة المحسنة عادة الديمقراطيين أمثال نانسي بيلوسي وهاري ريد " لنقدهم الشخصي السيئ لجورج بوش " وقد كتبت انها كانت غالبا ما تتساءل في اغلب الاحيان  في ما اذا كان جاك شيراك او غيرهارد شرويدر كانوا قادرين على فعل ما هو أكثر لمنع الحرب على العراق او كان احدهما قادرا على اقناع صدام حسين بترك منصبه ومغادرة العراق ان كانوا قادرين على ذلك فلم تكن الولايات المتحدة لتدخل في الحرب .الجزء الأكبر والذي يخص البيت الابيض تم اعداده بعناية ودقة شديدة حيث تعد السيدة بوش دفاعا متوقعا لقرار زوجها بغزو العراق وقراره الثاني بعدم زيارة نيو اورليانز بعد اعصار كاترينا وتقدم فقط صورة عادية لشخصيات الأدارة الامريكية السابقة امثال ديك تشيني و دونالد رامسفيلد وكارل روف ففي تلك الفصول لاتوجد فسحة للفصل بين لورا بوش وسياتها باعتبارها السيدة الاولى .ان الاقسام الافتتاحية لهذا الكتاب تبوح وتكشف كما في الفصول  التي تليها عن كتابة تنم عن استدعاء رائع حيث تثير السيدة بوش مشاعرها باستذكار مدينتها الأصلية تكساس بتفاصيل كثيرة وجدانية وغنائية فقد كانت مدينة صغيرة في الخمسينيات  و اوائل الستينيات حينما كان الأطفال يتطلعون الى الآيس كريم والفول السوداني  والجولات على ظهور الخيل وعلاقات المراهقين الذين يلتقون وتجمعهم الأفلام والمطاعم . ذلك العالم مكون من  جزء منه معرض الصور الأخيرة وجزء آخر هو الرسوم الأمريكية ولكنه كان في ذلك الوقت اقل تطورا فقد كانت تكساس مكانا يجمع فيه الناس الاشجار المتساقطة التي تقع في البلدة اثناء الشتاء حيث يتم ربط كل ثلاثة منها على حدة وتصبغ باللون الأبيض بينما يتوجه الرجال الذين يعيشون في الصحراء للتجمع افواجا لجعلها خضراء ومكانا ايضا حيث الناس يريدون بيوتا بطوابق الارضية مألوفة " غرفة المعيشة في المقدمة  والحمامات في المؤخرة بينما توجد ثلاث غرف نوم عند المدخل " ولا شيء يشغلهم غير التفكير في قيادة السيارة لمدة ست ساعات الى دالاس او الباسو لعمل شيء ما . تقول السيدة بوش " ربما كان من السهل جدا أن تكون حزينا في وسط تلك البقعة ، حزين من الفقدان ومن الوحدة ومن الرياح الفظيعة والفراغ الجميل " حيث كانت كلمات الرسام الجورجي ذات المعنيين أن تكساس هي السهل المهجور قد قرأتها بعد عدة سنوات عندما اصبحت اكثر نضجا في العمر .تضيف السيدة بوش بأن حياتها مع والديها لم تكن بتلك الدرجة من الحزن لكن الشعور بالحزن والخسارة كانا يعصفان بطفولتها لقد خسرت والدتها ثلاثة  اسقاطات وكان اولئك الصغار الثلاثة يطارد شبحهم لورا الشابة . كانت تقول انها كانت تعلم كم أن والدها اراد طفلا وقد احست بالشوق لوجود الاشقاء عندما وجدت نفسها طفلة وحيدة بين حشود الاطفال في مدينة الملاهي في تكساس " لكنها بدلا من ذلك كانت لديها نزهة فردية في المتنزة على الشارع الذي يليها وساعات من القراءة كانت تصرفها على مؤلفات نانسي درو والتي كانت تعرفها على انها طفلة وحيدة أخرى . حادث سيارة فظيع حدث للورا حينما كانت في السابعة عشرة من عمرها في يوم السادس من تشرين الثاني عام 1963 وكاد يقضي على حياتها ففي طريقها لمشاهدة احد الافل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram