TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عبد المهدي الذي هزم كورونا

العمود الثامن: عبد المهدي الذي هزم كورونا

نشر في: 27 يناير, 2020: 10:15 م

 علي حسين

في ظل هذا البؤس الذي لا يريد ان يفارق بلاد ما بين النهرين، تحولت مأساة شباب الاحتجاجات إلى موضوعٍ للمزايدة.

يجهز عادل عبد المهدي قواته ومعها جماعات مسلحة خفيفة ولطيفة لحرق خيم المحتجين وإطلاق الرصاص على أجسادهم، فيخرج ثلاثة من قادة البلاد يستنكرون: "ياجماعة ما يصير هذه إساءة للديمقراطية ! "، يصمت عادل عبد المهدي أو ينام كعادته، فيما قوات مكافحة "الشعب" تعتدي على الفتيات وفي وضح النهار وأمام وسائل الإعلام، وكأن وزير الداخلية يصر على أن يمارس المهزلة الأمنية دون أن يسأله أحد: ماذا تفعل؟ .

إن واقعة ضرب الفتاة والإجهاز عليها عند بناية أمانة بغداد كشفت أولئك المتبجحين بالقيم والأخلاق، والذين يصرخون أن ساحة التحرير بها مخالفات شرعية واجتماعية.

يكتب ألبير كامو في روايته الطاعون: حين يعم الوباء تزحف المقابر إلى قلب المدينة.. تذكرت رواية كامو وأنا أقرأ ماذا يفعل فايروس "كورونا"، وكيف جندت الصين كل جهودها للقضاء عليه، في الوقت الذي اعتبرت فيه الطبقة السياسية الاحتجاجات نوعا من أنواع الوباء أصاب المواطن العراقي "المؤمن" الذي لاينام إلا وصورة نوري المالكي وصالح المطلق وعادل عبد المهدي تحت الوسادة، فساستنا الأشاوس بدلا من أن يحاوروا الشباب للوصول إلى هدف مشترك، سلطوا عليهم الجماعات المسلحة التي تتباهى علنا بقتلهم، وأوعزوا إلى قوات الأمن أن تحارب أعداء العراق الذين يريدون الخراب للتجربة السياسية العراقية. 

العالم يعيش هاجس الخوف من وباء "كورونا" ، بينما نحن نعيش مع وباء "سياسيي الصدفة" الذين ينشرون كل يوم أنواعا جديدة من وباء السرقة والانتهازية واللصوصية والقتل والخراب.. حين ينتشر الطاعون في رواية ألبير كامو نجد الساسة والمواطنين يصبحون أسرى داخل المدينة، فيما يبدل الوباء معالم العلاقات بينهم، فنحن هنا لسنا إزاء مرض قاتل فقط، وانما بمواجهة التغيير الذي يحصل في علاقات الناس، فالمسؤول يبيع للناس طمأنينة زائفة مقابل أن يحصل على مزيد من الثروات مستغلا خوفهم وقلقهم، ورجل دين يدعوهم إلى طريق الهداية، فالطاعون غضب من الخالق على عباده المنحلين، فيما البسطاء يدفعهم الخوف إلى التخلي عن مصالحهم الشخصية لمساعدة الآخرين.

في موسوعته الكبيرة "صعود وسقوط الإمبراطورية الرومانية" يخبرنا المؤرخ إدوارد غيبون بأن الإمبراطوريات تسقط عندما يستبيح الحاكم لنفسه عمل كل شيء باسم القانون، وأيضا عندما يستبيح الحاكم لنفسه استعباد الناس وقهرهم تحت شعارات الوطنية والقومية.. تسقط الدول حين يفتح الحاكم أبواب التنكيل والتهميش والإقصاء والقتل، ويغلق نوافذ التسامح والمحبة ، وتعمر البلدان حين يؤمن حكامها بأن الحرية حق، والأمان حق، وحب الحياة حق، وتصاب بالخراب حيت يخرج فيها شخص مثل ريان الكلداني يقول نريد رئيس حكومة يحصر السلاح بيد الدولة ، هذه اخر نكات الوباء 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram