إياد الصالحي
الإرادة والحلم والثبات على الهدف دوافع رئيسية لصناعة النجاح مهما كانت الظروف شائكة للتفاؤل وربما مستحيلة ، من هذه الومضة أنار الاتحاد العراقي لكرة السلة طريق موسمه الجديد 2020-2019 ، وأوفى بوعده للهيئة العامة ومنظومة اللعبة أنه يمضي بتحدياته على قدر المسؤولية التي أولته أياه حتى يُكلّل جهوده بتحقيق غايات كثيرة من عمله مع الأندية والمنتخبات ورعاية الجيل السلوي الناشئ.
إن سرّ نجاح أسرة كرة السلة العراقية يُعزى الى مبدأ الاستقرار الإداري الحريص على نبذ المشاكل واعتماد حزمة من اللوائح التي تسهّل تنفيذ الواجبات مع المرونة في تغييرها لمصلحة الانشطة السارية للتغلب على عنصر المفاجأة الذي غالباً ما يكون خارج إرادة الاتحاد والأندية المشاطرة له في السرّاء والضراء ، ووفقاً لهكذا توافق بدأ الاتحاد موسمه دون أية منغّصات يُشغل الإعلام بها وسينهي إلتزاماته بهدوء ويترك التقييم للإعلام والجمهور لتأشير حقائق النجاح والاخفاق بموضوعية كي يستفيد منها في المواسم المقبلة.
إن تقييم مسيرة عمل اتحاد كرة السلة لن يُحقق غاية أي منصف بتوثيق مرحلة العمل والضغوط المحيطة به دون أن يتوقف عند كاريزما رئيسه الخلوق الدكتور حسين العميدي الذي اجتهد في إدارته الاتحاد بتوفّر نخبة من الاعضاء المخلصين من اصحاب اللعبة ممّن تركوا تأريخاً نظيفاً يُحصّن حاضرهم ومستقبلهم من السهام الطائشة التي تتزامن مع كل دورة انتخابية للنيل من مكانتهم وهزّ ثقة الهيئة العامة بهم ، وهذا المؤشر نعني به جميع الاتحادات الفاعلة ضمن أنشطة اللجنة الأولمبية الوطنية إذ كلما استقوَتْ برجالات العلم والخبرة ليستحكموا بمجلس الإدارة فوّتت الفرصة على المتربّصين وضيّقت عليهم دوائر التآمر لإثارة بلبلة واسعة في المنظومة طمعاً بالمواقع ليس إلا!
لم يقف اتحاد كرة السلة متفرّجاً مثل غيره أمام الحالة الاستثنائية التي يمر بها بلدنا بتواصل التظاهرات في العاصمة وبقية المدن المطالبة بالحقوق العامة المشروعة ، فقرّر نقل منافسات دوري السلة الممتاز الى مدينة دهوك في إقليم كردستان بالتعاون مع كاوة فيصل نائب رئيس الاتحاد وزملائه في الاتحاد الفرعي لما تتمتع به مدينتهم من مؤهّلات تنظيمية مجرّبة وفي مقدمتها القاعات الحديثة ، وجرت المنافسة بمستويات فنية عالية فاجأت رئيس وأعضاء الاتحاد ودعتهم لمضاعفة الجهد في المربع الذهبي وصولاً الى كرنفال الختام وتتويج البطل بلقب الموسم الاستثنائي نهاية آذار المقبل.
وكانت إجراءات الاتحاد سلسة بالتعامل مع المتغيّرات التي واجهت اللعبة وخاصة التوقف لأكثر من شهرين بسبب التظاهرات ، فقد أجرى تعديلاً في لائحة الدوري الممتاز وحرّر جميع لاعبي الاندية المنسحبة منه وأقرّ بأحقيتهم الانتقال للأندية المواكبة على التنافس والسماح بزيادة قائمة كشف النادي لاعباً واحداً ليصبح العدد الكلي 15 ، علاوة على تطبيق تعليمات الاتحاد الدولي في قانون اللعبة بما تؤمّن الانضباطية العالية إزاء قرارات التحكيم باعتبارها ملزمة للخروج بالمباريات إلى برّ الأمان.
وعلى خط الاهتمام نفسه بالمسابقة المحلية ، يجري الاتحاد اتصالات مكثفة مع نظيره الآسيوي لتأمين نجاح مباراة المنتخب الوطني مع نظيره الهندي يوم الرابع والعشرين من شباط الجاري في العاصمة بغداد ضمن الجولة الثانية من النافذة الأولى من تصفيات كأس آسيا 2021 لحساب المجموعة الرابعة والتي سيحلّ قبلها ضيفاً على المنتخب اللبناني يوم الحادي والعشرين في مستهل التنافس ، وستكون دهوك جاهزة لتضييف منتخب الهند في حالة تعذّر اللعب في العاصمة ، وهي إحدى التحدّيات الكبيرة التي يسعى الاتحاد للظفر بثمرتها عند إقامة أول مباراة دولية على أرض بغداد منذ عام 2003 برغم ضعف الأمل لتحقيق ذلك نتيجة استمرار الظروف الراهنة.
ومع إطلالة العام 2020 تفاخر اتحاد كرة السلة والرياضيين كافة بأثنين من كفاءات عدّة عاملة في اللعبة هما علي طالب والدكتورة وسن حنون لحصولهما على ثقة الاتحاد الآسيوي الذي ضمّهما الى عضوية لجنتي (الشباب والنسوية) ويأتي هذا الاختيار متماهياً مع السمعة الطيبة التي تحظى بها كرة السلة العراقية في المحيط القاري وقيادتها بأيدٍ أمينة لاسيما بعد ظفر العميدي برئاسة اتحاد غرب آسيا تشرين الأول 2019 ، وهي مسؤولية كبيرة نأمل أن تؤدّى بتميّز وتفاعل كدأب الاسماء المذكورة على إنجاز واجباتهم المحلية.