بعدما كثر عدد الشكاوى الخاصة بظاهرة العنف الأسري والمسجلة لدى مديرية متابعة العنف ضد المرأة في دهوك خلال السنوات الأخيرة، هذا الأمر دفع بمجموعة من منظمات المجتمع المدني وعدد من المؤسسات الحكومية في دهوك في العام 2009 لتأسيس المجلس الأعلى لمناهضة العنف في محافظة دهوك وعن طريق  هذا المجلس تم تنظيم العديد من الندوات التثقيفية والحوارات والمؤتمرات الخاصة بموضوع العنف ضد المرأة و العنف الأسري .

فيان عباس المتحدثة باسم هذا المجلس قالت " نحن سنقوم بتنظيم الكثير من الفعاليات المناهضة للعنف الأسري الذي كثر خلال الفترة المنصرمة وذلك من خلال الشكاوى والدعاوى التي تصل إلينا أو تلك التي تسجل لدى مكاتب متابعة العنف ضد المرأة في دهوك وستزداد نشاطاتنا في النصف الأخير من هذا الشهر الذي يصادف يوم مناهضة العنف ضد المرأة ،وقد هيأنا جدولا بالنشاطات التي سنقدمها خلال هذا الشهر، منها تكريم عدد من الرجال الذين يناهضون العنف بأي شكل من الأشكال وخاصة العنف الأسري كما سيتم تكريم عدد من النساء اللواتي دافعن عن المرأة وعملن في مجال مكافحة العنف الأسري إضافة إلى تقديم العديد من الندوات والمؤتمرات وورش العمل الخاصة بهذا الموضوع "

من جهته أكد إسماعيل طاهر عضو المجلس الأعلى لمناهضة العنف في دهوك أن هنالك الكثير من حالات العنف الأسري التي سجلت خلال الفترة المنصرمة ،مشيرا إلى أن" الأرقام والإحصائيات في تزايد مستمر بشكل مخيف قائلا " هنالك عنف أسري كبير إضافة إلى وجود عنف مؤسساتي حيث أن المرأة تتعرض بشكل كبير إليه وأن الحكومة  تبذل كل جهودها للتقليل من هذا العنف والسيطرة على مكامنه"

وعن أسباب تواجد العنف الأسري بهذا الشكل الواسع يقول طاهر " كان المجتمع الكردي مجتمعا قرويا إلى أن جاءت انتفاضة 1991 التي طورت الحالة السياسية لكن العقلية العشائرية لم تتطور والمرأة أصبحت الضحية في هذا المجال "

رمضان السليفاني ممثل منظمة السلم والتضامن في المجلس الأعلى لمناهضة العنف في دهوك أشار إلى أنهم قد ركزوا في نشاطاتهم على مكافحة حالات الانتحار والحرق الجسدي التي كثرت حالاته في السنوات الماضية ،وأضاف " لقد استطعنا ولو بنسبة ضئيلة أن نقلل من هذه الظاهرة داخل المجتمع لأن هنالك أسباباً كثيرة منها أن المجتمع مازال متحفظا إضافة إلى مسائل عشائرية ودينية أدت إلى تفاقم هذه الظاهرة داخل المجتمع"

سليفاني بين أنهم مستمرون في مكافحة ظاهرة العنف الأسري داخل المجتمع " نحن سنقوم بتنظيم 186 ندوة عن موضوع العنف الأسري وكيفية التغلب عليه خلال الفترة القادمة وستقدم هذه الندوات لطلاب الجامعة والمدارس لأن معظم الذين يلجأون إلى الانتحار والحرق هم من فئة الشباب"

هندرين شاب  شارك في أحد نشاطات هذا المجلس قال " تقديم محاضرات خاصة بموضوع العنف الأسري ضروري بالنسبة لمجتمعنا وهي تعمل على ترسيخ وتطوير الوعي لدى الشباب في عدم التوجه نحو سلوكيات خطيرة في معالجة القضايا التي تصادفهم وإنما التوجه نحو تبني أساليب عقلية في التعامل مع الصعوبات والعوائق التي تواجههم أثناء حياتهم " أما هيرش رشيد مدير منظمة مند للمساواة وهو من المؤسسين للمجلس الأعلى لمناهضة العنف في دهوك فقد قال " استطعنا خلال الفترة المنصرمة تقديم الكثير من الندوات والمحاضرات و سعينا لحل الكثير من المشاكل الأسرية وخاصة في ما يتعلق بالعنف الأسري عن طريق هذا المجلس الذي نتمنى أن تستمر أعماله ".