د.علي الهاشمي
اختارت المؤسسة الأم لجميع الصحفيين عبر تاريخها مناسبة صدور العدد الأول من جريدة الزوراء في 15 حزيران عام 1869 عيداً لأعضائها ،
وهي محقّة في هذا الاختيار الذي قد يحفزالاتحاد العراقي للصحافة الرياضية على تحديد عيد للصحفي الرياضي بالرجوع الى الماضي لاختيار تاريخ معيّن انطلقت فيه الأقلام مبشّرة بإصدار رياضي في زمن مضى.
وبرغم أن أول إصدار شهدته الصحافة مطلع عشرينيات القرن الماضي في الثاني والعشرين من تشرين الثاني عام 1922 حمل اسم مجلة نادي الألعاب الرياضية ، إلا أن المرحلة ذاتها وما بعدها شهدت اصدارات عدّة ، واللافت أن جلّها ينصب على النشاط المدرسي والكشفي بالذات كمجلة الكشاف العراقي التي صدرت في الخامس عشر من أيار عام 1924 والتي رأس تحريرها محمود نديم ، وجريدة النادي التي اصدرتها اللجنة الثقافية للنادي الرياضي الملكي عام 1947 واللافت أيضاً صدور مجلة التربية البدنية والكشافة في شهر آذار عام 1935 من قبل فريق من معلمي الرياضة والكشافة تحت اشراف مديرية التربية البدنية والثقافة الرياضية عام1945. كما تجدر الاشارة الى أن هاشم الخياط اصدر جريدة النشاط المدرسي في 27 كانون الثاني عام 1966 والنشاط الرياضي في منتصف آذار عام 1967 وكان هو المالك ومدير تحرير الاثنين. وتوالت الاصدارات في تلك الفترة كالملعب عام 1963 والجمهور الرياضي عام 1964 والجنوب عام 1965 والملاعب عام 1966 والميادين الرياضية 1967 والرياضي العسكري عام1969 وغيرها حتى تقرّر اصدار جريدة الرياضي في 11 أيلول عام 1971 وتلتها اصدارات أخرى .
إن بعض هذه الصحف أصدرتها أندية كالنادي الرياضي الملكي ونادي الأمة الرياضي ونادي الجنوب الرياضي والرياضي العسكري وبعضها من قبل أشخاص مالكيها وكل ذلك تعبيراً عن الاهتمام بالرياضة ومحاولة نشر مفاهيمها وسط الجمهور برغم قلّة الامكانيات الطباعية وقلّة الصحفيين الذين لديهم اختصاص مهني في الرياضة أو الصحافة معتمدين على مواهبهم الشخصية ومفاهيمهم للرياضة ومتابعاتهم لما يحدث في سوح الرياضة.
إن الصحفيين الذين ألتصقت أناملهم بالأقلام وعبّروا عن افكارهم على مساحات الورق وحملوا شعلة الألعاب الرياضية ليضيئوا بها كل سوح الرياضة ويدعون لممارستها وتحقيق الانجازات المطلوبة أفنوا بحق كل اعمارهم في خدمة الرياضة ولم يدخل في جيوبهم فلس واحد ولم يأخذوا من بورصة الحياة ما جادت به على غيرهم ، وكان كل الذي حصلوا عليه ذلك النقاش بين قرّائهم كمعارض أو مساند أو محاور ، هدف الجميع الوصول الى الحقيقة التي هي من الفضائل وعنوان الصحافة الرياضية على مرّ الزمن فهؤلاء الروّاد الكبار الذين عبّدوا المسارب الصحيحة لتسلكها الاجيال اللاحقة ، غادروا هذه الحياة الفانية ولم يحصدوا منها إلا كلمات الاعجاب بما كتبوا ولم ترافقهم الى قبورهم إلا عناوين كتبت عنهم تعبّر عن الأسى بفقدهم كنجم هوى من سماء الرياضة والصحافة أو خسرنا قلماً لا يمكن تعويضه وكلمات الرثاء من زملاء لهم .
هذه التواريخ المتعدّدة والتي ثبّتتها في هذا المقال أردت منها لفت انتباه من يهمّهم الأمر في انتقاء أحدها ليكون عيداً للصحفي الرياضي يحتفل به كل عام بتكريم عوائل من غادرنا الى رحاب الله وتذكيراً بهذه الاسماء والرموز التي غابت عن الذاكرة بفعل تقادم الزمن ويا حبذا أن يخصّص مكان في إحدى المؤسسات الرياضية لإقامة متحف لأهم نتاجاتهم وأبرزها وما هو متوفر في المكتبة المركزية وما هو موجود لدى عوائلهم ، متحف يليق بهم وبأسمائهم وتاريخهم ، متحف مرئي يستطيع أن يؤمّه المنضوون تحت جناح الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية أو من جماهير الرياضة وقد أجاد الاستاذ خالد جاسم بإصداره كتابه الموسوم بـ " نجوم وكواكب " انصف كل زملائه الأحياء منهم والاموات ليكون مرجعاً للباحثين عن رجال الكلمة الصادقة .
إنها دعوة عسى أن تجد لها صدى للمتصدّين لقيادة الحركة الرياضية ليعبّروا عن فهمهم . الصحافة الرياضية والرياضة وجهان لعملة واحدة تتمثل في الانجاز الرياضي في صفحتها الأولى والحرف المعبّر عن همومها وتطلّعاتها في صفحتها الثانية ، فأي اهتمام بالرياضة لا يصاحبه اهتمام بالصحافة الرياضية يجعل الرياضة تحلق بجناح واحد مختل التوازن .