قصي عطية*
- 1 -
يموءُ الصّباحُ ...
مُتجشِّئاً سُعالَ اللّيل الطّويل
مُستنِداً ملءَ وجعِهِ
إلى أظافرِ الصّوان...
مُغتسِلاً بقارورةِ الخطايا
يدقّ أجراسَ الفصولِ
المركونةِ تحت وسادته.
فحيحٌ يُلقي بحمولته على الرّصيفِ،
رافعاً رأسَه ...
مادّاً قامتَه صوبَ النّجوم ...
***
- 2 -
هاربٌ من نبضٍ طازجٍ
يشبهُ الأبدية...
أدخلُ في ميسم الأنين
مُمغنَط الشّوق أطوفُ
في الأروقة الخفيّة...
على أطراف الجديلة كثيفة العطر.
فائضٌ منَ الحنانِ يهفو صامتاً
يُفهرسُ الوجعَ المُكوَّمَ
على جبين الغياب.
***
- 3 -
أتأبّطُ صمتي،
وأجلسُ في زاويةِ مثلّثٍ قائمِ الرّغبة
أطالعُ أخبارَ الفصولِ
في الوتر المُحاذِي لدهشتكِ
أتفرّسُ بالوجوهِ العابرةِ
إلى شاطئ العطر ...
هاجَني ذكرى اللّقاءِ الأوّل
وصوتُ أنوثتكِ يُعلنُ انبلاجَ الحنين
أتلو في محرابه تعويذة مُقدَّسةً
تجثمُ جثّةٌ بثلاثينَ ضلعاً...
فتصير البنفسجةُ طائراً
يمدّ جناحَيه
فوق النّجيع الأحمر.
* شاعر سوريّ، من أعماله: ديوانا شعر بعنوان: (معراج الضوء)، و(كونشيرتو الرغبة الحدباء).