علاء المفرجي
فيروس كرونا الذي أصبح الشغل الشاغل في العالم ، من حيث تداعياته الخطرة على أرواح البشر، بانتقاله من مكان انتشاره الى بقية العالم، إضافة لتداياته الأخرى على الاقتصاد العالمي، والسياسة.. وغيرها.
مثل هذا الذي هزّ العالم، مثل الكثير من الأحداث العالمية التي حصلت خلال الاعوام القليلة المنصرمة، كانت السينما قد تنبأت به، ليس بالتفاصيل الصغيرة للحدث ولكن بالخطوط العامة له.
فهل هذا التنبؤ مجرد مصادفة، أو توارد خواطر، أو ربما يعكس سوء ظن سينمائي بوقوعه؟ أسئلة كثيرة تثار حول هذا الموضوع، باعتبار أن السينما استشرفت ملامح هذا الحدث قبل وقوعه.
فبمجرد الإعلان عن اكتشاف هذا الفيروس ومن ثم انتشاره بسرعة كبيرة، حتى أعاد للأذهان فيلم (Contagion) أو مرض معدي
فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأوجه الشبه بين أحداث هذا الفيلم الأميركي الذي صدر عام 2011 وبين ما يحدث في الصين اليوم بسبب فيروس كورونا.
فالفيلم يوثق مرضاً معدياً ومميتاً يهدد البشرية، ويتناول الفيلم أحداثاً تلت انتشار هذا المرض وكيف سيحاول أشخاص النجاة والبحث عن علاج في مدينة معزولة.
ويقتل الفيروس الغامض في الفيلم عشرات الملايين من الناس في مختلف أنحاء العالم بينما تحاول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وسلط الفيلم الضوء على الخفاش وهو السبب الرئيس في تفشي الفيروس، وهو الأمر نفسه الذي يحدث حالياً مع كورونا.
وهناك كثير من الاحداث الذي ضبطت السينما متلبسة بحدوثها قبل وقوعها، ومنها أحداث 11 سبتمبر وضرب الابراج في نيويورك وهو الحدث التي هزّ العالم حينها.. وهناك مِن الناس من يُحمّلون مسؤولية هذه التفجيرات لمجموعات إرهابية، بالخصوص تنظيم القاعدة. لكن، في مجال السينما هناك بعض الأفلام والمسلسلات تنبأت بهذه الأحداث قبل تاريخ وقوعها.
الأمر يزداد غرابة ويصبح مخيفاً عندما تُدرك أنها فعلاً، وبشكل خفي، تنبأت بهذه الأحداث قبل حدوثها، الشيء الذي يطرح العديد من التساؤلات حول مصداقية ذلك. ففي فيلم The Matrix ، مشهد جواز سفر الشخصية الرئيسة في الفيلم "نيو" يُظهر تاريخ انتهاء صلاحيته 11 سبتمبر. الفيلم صدر سنتين قبل هذه الأحداث، مما يثير العديد من الشكوك، غير أنه بالنسبة للبعض فما الأمر إلا مصادفة، لكن إذا ما حاولت ربط هذا التلميح بموضوع الفيلم فهناك شيء ما يجري.
في الجزء الثاني من سلسلة Terminator للمخرج "جيمس كاميرون"، عند مشهد اصطدام الشاحنة بحائط الجسر التي كانت تلاحق الدراجة النارية، قبل الاصطدام مباشرة يعطينا المخرج لقطة تبين ما هو مكتوب على ذلك الحائط (تحذير 11ـ9).
وبعد كارثة حريق كنيسة نوتردام، استعاد عشاق السينما عدداً من الأفلام التي تنبأت بهذا الحادث، ففي فيلم الانيميشن (أحدب نوتردام) إنتاج 1996، جاءَ مشهد حريق كاتدرائية نوتردام خلال أحداث الفيلم، والذي جسّد من خلاله الكاتب الفرنسي، فيكتور هوجو، في روايته عام 1831، التي تحمل نفس الاسم نظرته للكاتدرائية وشعور الجميع تجاهها باعتبارها الملاذ والملجأ الوحيد للاجئين والمحرومين، وبدونها ستختفي كل معاني الإنسانية وقبول الاختلاف الجسدي في عام.
من وجهة نظري إن السينما ليست بهذا السوء من الظن، ولكنها ببساطة مثل أي جنس معرفي تمتلك القدرة على القراءة والاستشراف، خاصة مع وجود كتّاب وصناع سينما موهوبين في التطلع الى المستقبل، ووضع حكايات تبدو خيالية، تجذب المشاهد وتترسخ في ذهنه، لكنها مع التطور المضطرد في العلوم والتقنيات تصبح حقيقة، وربما هذا هو من وضع السينما موضع إتهام.