TOP

جريدة المدى > كردستان > تدخين الاطفال والمراهقين قنبلة موقوتة.. من ينزع فتيلها ؟

تدخين الاطفال والمراهقين قنبلة موقوتة.. من ينزع فتيلها ؟

نشر في: 8 مايو, 2010: 05:04 م

أربيل/سالي جودتباتت ظاهرة تدخين الاطفال والمراهقين تشكل كابوسا  في اقليم كردستان , لما تسببه من مشاكل اجتماعية و صحية  خطيرة . ومن المؤسف انه صار من المألوف ان نشاهد الاطفال والمراهقين يسيرون في شوارع اربيل وهم يحملون السكائر, و هذا ما دفعنا الى تسليط الضوء على اسباب ودوافع انتشار هذه الآفة  القاتلة .. وبهذا لصدد يقول الطفل  نوزاد 13 عاماً  امارس التدخين منذ عدة اشهر ,
 فلقد شجعني زملائي على اقتنائها , على اساس انها تدل على مظاهر الرجولة . واننا  نشتري السكائر من مصروفنا اليومي , واحيانا نشتري علبة نتقاسمها فيما بيننا , بعد انتهاء الدوام المدرسي.ئاري عمره 16 عاماً  يقول : تعلمت التدخين عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري  كنا نجتمع انا واصدقائي في احد المتنزهات العامة وكان احدهم  يشتري علبة  السكائر  ويوزعها علينا , ويشجعنا بالقول ان التدخين يساعد على التركيز , وان مذاقه جيد وهو من صفات الرجولة , وما زلت مستمراً على التدخين خصوصا ايام الامتحانات والمراجعة , لا اعتقد اني استطيع الابتعاد عن السيكارة , التي هي  ملاذي الوحيد للترفيه عن النفس والتفكير .هيمداد عمره 9 اعوام يقول:  اعلم ان السيكارة مضرة للصحة وتسبب مشاكل كثيرة الا انني اعتدت عليها من اجل النسيان , نسيان  القسوة والاهانة التي اتعرض لها من قبل زوج امي , فالتدخين هو الحل الذي عن طريقه انسى همومي.اما اوس وعمره 17 عاماً فيقول : بالنسبة لي انا لا احبذ التدخين فمضاره اكثر من نفعه , رغم ان زملائي  يدخنون  ويشجعونني على التدخين , اجلس معهم  دون ان انضم اليهم , فالله عز وجل  وهبنا نعمة الصحة والعافية فكيف لنا التفريط بها ؟ ! كما ان التدخين استنزاف لمصروفنا ودائماً ما انصح زملائي بترك هذه العادة المضرة , الا انهم يعتقدون ان التدخين نوع من الرجولة المتكاملة .في الطريق شاهدنا مجموعة من اطفال الشوارع المتسولين ممن تتراوح اعمارهم ما بين (8-15) عاماً  يلتقطون اعقاب السكائر ,  وعند استفسارنا اجابوا :اننا نلتقط اعقاب السكائر ونضعها في علب من اجل تدخينها مرة اخرى , فليس لدينا المال لشراء السكائر ,. سألناهم لماذا تدخنون .؟ قالوا : التدخين  هو الحل الوحيد  الذي ينسينا شعورنا بالجوع   و همومنا وما نعانيه من حرمان و فقر , لايوجد من ينتشلنا من هذا الوضع ويهتم بنا , فلقد اكتسبنا من الشارع الكثير من العادات الضارة وتعلمنا الكثير , لهذا التدخين هو الحل الوحيد لمشاكلنا وترفيهنا بنفس الوقت .من جانبه قال طبيب الاطفال شوان ابراهيم :هناك الكثيرممن لايدركون المخاطر الخفية في دخان التبغ والتي يمكن ان تسبب مجموعة من المشاكل الصحية خاصة عند الاطفال الصغار والمراهقين ,فدخان التبغ يحتوي على اكثر من 4000 مادة كيميائية سامة تسبب امراض السرطان , فالاطفال المدخنون معرضون للخطر بسبب دخول هذا الدخان في الرئتين .واضاف: رغم المخاطر الصحية للتبغ الا ان معدلات التدخين  اصبحت في نمو مستمر , وان 90% من المدخنين البالغين  بدأو مرحلة التدخين  عندما كانوا  اطفالاً , لذا من المهم التأكد من توعية الطفل بمخاطر التدخين وما يسببه من امراض , كما يجب وضع قواعد  واضحة تساعدهم وتحميهم من هذه الآفة .اما شيلان عامر  باحثة اجتماعية فتقول : يلجأ الطفل الى التدخين نتيجة لعدة اسباب كأن  يتصور ان هذه العادة تعطيه نوعا من الاستقلالية عن والديه والرجولة والاحساس بالبلوغ  , وتوحي له بقدرته على الاعتماد على نفسه , وتقليد الكبار , واحساسه ان هذا التصرف يمنحه نوعا من الرقي الاجتماعي اوانه يبدو اكثر جاذبية عند حمله السيكارة , اما المراهق فيلجا الى التدخين لاعتقاده ان ذلك قد يكون حلا لبعض الضغوط  النفسية او الاجتماعية او المرضية  التي قد يتعرض لها كما ان وجود الفراغ من الاسباب المؤدية الى ذلك , علاوة على  ان الأطفال المراهقين  يتأثرون بأقرانهم المدخنين بشكل اكبر من والديهم. وان البدء في التدخين عملية تنطوي على كثير من المشاكل الاجتماعية والصحية على الطفل أو المراهق المدخن وأسرته. كما ان  الطفل يتعرض الى  مضار التدخين السلبي خلال تواجده في أسرة قد يكون أحد أو كلا الوالدين مدخناً وهو ما لا يقل خطورة عن ضرر التدخين ، وهذا مدعاة لان يكون سبباً لجميع الآباء والأمهات إلى توخي الحذر على أنفسهم وعلى صحة أطفالهم وترك تلك العادة. واضافت : هناك من يعمل على تشجيع نمو ظاهرة التدخين فالإعلان عن التبغ والترويج له عبر وسائل الإعلام لهما تأثير مهم على سلوك الأطفال. فالإعلان يخلق ويدعم الانطباع لدى الطفل بأن التدخين يشكل قاعدة مقبولة اجتماعياً، ولاجل منع الاطفال والمراهقين من التدخين هناك طرق وقائية من شأنها ان تمنع الأطفال من ممارسة هذه العادة: حيث تشتمل على إرساء قواعد جيدة للاتصال مع الطفل في وقت مبكر لتسهيل ابداء النصح لهم وبيان مضار التدخين ومدى الخطورة الصحية الناتجة عن ذلك و مناقشة المواضيع الحساسة بطريقة لا تجعل الطفل ف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة
كردستان

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة

خاص / المدى تمكنت القوات الامنية ،اليوم الثلاثاء، من احباط عملية تهريب قطع ومخطوطات اثرية شمال محافظة ديالى.وذكر مصدر امني لـ(المدى) ان "قوة امنية مشتركة وبمشاركة جهاز المخابرات ووفق لمعلومات دقيقة تمكنت خلالها من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram