رعد العراقي
منذ انطلاق دوري المحترفين العراقي ظلّ الجمهور ومعه المتخصّصين من نقاد ومحللين يترقبون توافد اللاعبين المحترفين من كل أنحاء العالم على أنديتنا ليمنحوها زخماً وإثارة أثناء المباريات ،
ويسهموا في إحداث نقلة نوعية في أسلوب الأداء والمنافسة بما يحقق الغاية الحقيقية من الاحتراف سواء في الجانب الفني أو التسويقي وكذلك المادي لمصلحة تلك الأندية.
الحقيقة إن كل تلك السنين من التجربة كانت أقرب كثيراً من الفشل وربما أثرت سلباً على أداء الأندية التي تسابقت على استقطاب لاعبين لا يحملون سوى لقب المحترف ، بينما اعمارهم الفنية الافتراضية قد شارفت على الانتهاء ، ولا يمكن لهم أن يشكلوا فارقاً ملحوظاً ، بل إن وجودهم أصبح عبئاً وبات يهدد الكثير من المواهب المحلية التي ركنت على دكة الاحتياط ومعها هدرت الأموال دون فائدة استثمارية أو حتى ساهمت في تحقيق نتائج أو ألقاب محلية أو خارجية ، وبالتالي فإن الضرر أمتد بالتأكيد الى المنتخبات الوطنية.
اليوم وأنا اطالع ما أقدم عليها نادي أربيل من خطوة ذكية من خلال نجاحه بالتعاقد مع اللاعب ياسر قاسم يمكن اعتبارها أولى الصفقات الاحترافية ضمن مقياس فني وحسابات منطقية تنطلق من أهمية اللاعب وخبرته وموهبته وتأثيره في منطقة العمليات وما يمكن أن يشكّله من ثقل ودفعة معنوية للفريق وخاصة أن اللاعب يحمل جينات الدوري الإنكليزي وله بصمات واضحة من الأندية التي مثلها ولولا الأخطاء الإدارية ولعنة الإصابات لكانت مسيرته أكثر اشراقاً ضمن كبار دوري البريمر ليغ .
الصفقة ستحمل أكثر من فائدة لنادي أربيل أولاً على صعيد تعضيد قوته والمنافسة في الدوري أو زيادة العائد المالي فمن المتوقع أن ترتفع القيمة المالية للاعب إذا ما ظهر بمستواه الحقيقي. ولنفس الأسباب فإن ياسر قاسم سيكون أمام فرصة كبيرة في تسويق قدرته وإعادة فرض وجوده بعد غياب طويل وهو بذلك سيكون أمام عيون الأندية العربية وحتى القارية ويمكن أن يكون مطلوباً بقوة وخاصة إذا وضع أمام أنظاره أن ما يقدمه مع ناديه الجديد وهو بوابة القفز مرة أخرى نحو الواجهة.
الأمر الأكثر أهمية هو تصريح قاسم في برنامج (وقت إضافي) الذي يقدمه الزميل هشام محمد من قناة الرياضية العراقية حينما أكد على أنه لم يفقد الآمال بالعودة للمنتخب الوطني وأنه يؤمن بذلك وهو أمر أكثر من رائع يؤكد على حرص اللاعب بتجاوز كل ظروف المراحل السابقة وتصحيح الأخطاء والتعايش مع أجواء المنتخب وهو يدرك جيداً أن اقناع كاتانيتش لا يتم إلا من خلال إيصال رسالة من داخل الملعب مفادها إن وسط المنتخب الوطني لا يزال بحاجة لمواصفات لاعب يدير هذه المنطقة ويجيد تمويل خط الهجوم أو حتى مواجهة مرمى الخصم قد لا يجدها حالياً إلا بياسر قاسم لو عاد لمستواه المعروف ليكون إضافة كبيرة لزملائه الآخرين في المنتخب.
نقول .. إن صفقة ياسر قاسم تمثل العمل الاحترافي الصحيح الذي يحسب لإدارة نادي أربيل التي حققت في نفس الوقت رغبة الجماهير في متابعة فنون نجم محبوب عن قرب وتأمل في رؤيته مجدداً مع أسود الرافدين ، ولعلَّ ذلك سيكون حافزاً لبقية أنديتنا في السير على ذات النهج والتنافس في استقطاب لاعبين على مستوى عالٍ يليق بسمعة الدوري العراقي ليتحوّل شيئاً فشيئاً الى ملاذ يتسابق عليه خيرة المحترفين حينها ستكون الكرة العراقية هي أكثر المستفيدين وبمساهمة أنديتنا بالتأكيد!