TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: جدل الفياض

العمود الثامن: جدل الفياض

نشر في: 11 فبراير, 2020: 10:39 م

 علي حسين

غريبة هي أخبار هذا العالم، فبينما تنشر صحافة العالم صورة الرئيس الصيني يرتدي الكمامة الطبية وهو يتجول في الشوارع والساحات مطمئنا الناس إلى أن بلاده لن تسمح لوباء كورونا أن يهزم الصين،

وجدنا لفيفا من مستشاري السيد عادل عبد المهدي يرفعون لافتة في مجلس الوزراء مكتوب عليها "بالبنط العريض": "ستبقى أفكارك نبراسا ينير طريقنا" مع إضافة جملة ظريفة وخفيفة "شكرا بحجم الوطن"، وماذا عن الـ600 شهيد الذين سقطوا في ساحات الاحتجاج؟.. إنه أمر بسيط لا يثير الاهتمام حتى تنسى الحكومة ومعها الشعب افضال عادل عبد المهدي عليهما. ونقرأ في الأخبار أيضاً أن الصين قررت ضخ عشرات المليارات لمشاريع طبية تحارب بها الأوبئة، ونشاهد في الأخبار أيضا أطفالا عراقيين مهجرين يعيشون في الخيام وسط الثلج عجزت الدولة عن أن توفر لهم سكنا كريما، مثلما عجزت ومنذ سنوات عن أن توفر الأمان والأمن للمواطن العراقي. 

ولا أريد أن أخبركم أن الصين برغم ما جرى لا تزال ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، كما أنها تُعدّ أقلّ الدول فساداً. نحن خارج هذه الحسابات، فقد حصدنا المراكز الأولى في الفساد والبؤس ودرجات متأخرة في التنمية والاقتصاد، رغم أن رئيس وزرائنا المقال كان يصدع رؤوسنا صباح كل يوم في جريدته العدالة بمطولات عن نظريته الفريدة في الاقتصاد !!. لا يهم، فمثل هذه التقارير تضعها منظمات تتآمر على تجربتنا. المسؤول الصيني يؤمن بأن واجبه الأول خدمة الناس، ويؤمن أن النزاهة ليست خطابات يلقيها المسؤول في الفضائيات، وليست آيديولوجيا تُقرأ في الكتب، ولا حرباً باردة بين العشائر ، إنها عدالة اجتماعية ورقيّ إنساني ونزاهة وطمأنينة.

لا أنباء، فنحن الشعب الوحيد الذي يضحك عندما يقرأ خبراً يقول إن الرئاسات الثلاث تجتمع كل يوم وكل ساعة لتتدارس وتقرر أن تعلن "حصر السلاح بيد الدولة".. أما كيف، والسلاح مزدهر بجميع أنواعه: قنابل يدوية، رشاشات، صواريخ، وأيضاً مدرعات إذا تطلب الأمر..يا سادة "حصر السلاح بيد الدولة"، هذا أقصى ما تتمناه الرئاسات الثلاث، وأقصى ما نُفرح به هذا الشعب الذي يصحو بين ليلة وضحاها على صواريخ تعرف الحكومة اسماء الذين يلعبون بها ، لكنها تخاف ان تقترب منهم !!. 

لاحِظ جنابك الكريم أن من بين أبرز أخبارنا أن فالح الفياض تحول إلى فيلسوف يريد أن ينافس المرحوم هيغل في عقر داره حين أخبرنا امس أن كل ما حولنا جدل في جدل، وحضرتك وحضرتي أيضا جزء من هذا الجدل الذي لا يريد له الفياض أن ينتهي قبل ان يعلن شباب التظاهرات التوبة ، هل فهمتم شيئا؟ كان هيغل يقول "لم يفهمني إلا واحد، وحتى هذا أساء فهمي"، وأنا دائما أُسيء فهم السيد الفياض. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram