علاء المفرجي
مرة أخرى (تخطئ) جائزة الأوسكار فيلم المخرج الكبير مارتن سكورسيزي، من خلال فيلمه (الايرلندي)، وهو الذي لم ينل سوى جائزة أوسكار واحدة طوال حياته الفنية،
والتي كانت عن فيلمه الرائع “المغادرون” عام 2007. والتي احتفل بها جميع الفنانين الذي وجدوها متأخرة عن صاحب (سائق التاكسي)، بل وحتى اللجنة المنظمة للجوائز التي اختارت ثلاثة من عمالقة هوليوود هم مخرج “العراب” فرانسيس فورد كوبولا، وأشهر منتجي الأفلام وخصوصاً سلسلة “حرب النجوم” جورج لوكاس، والمخرج العبقري ستيفن سبيلبرغ، لتقديم الجائزة له.
ورغم أن الجائزة هذا العام ازدحمت بالأفلام ذات المستوى الفني والفكري العالي. وبالرغم أيضاً من مقولة سكوسيزي نفسه "أنت لا تصنع فيلما لكي تفوز بالأوسكار"، ، إلا أن ذلك لم يمنع هذا الفيلم بالحصول على جائزة واحدة. ومع ذلك فإن من يرصد حقيقة على مسيرته المهنية بدقة يجد تماماً أنه يطبقها، ولا يسعى إلى الجوائز بقدر سعيه إلى إنجاز تحف سينمائية جعلت من اسمه خالداً في تاريخ السينما العالمية عموماً.
يعدّ سكورسيزي المخرج الأكثر ترشحاً لجائزة الأوسكار في تاريخها بعد المخرج الراحل ويليام وايلر ، حيث نال تسعة ترشيحات.
وكثيرة هي الحكايا التي تذكر عن هذه الجائزة، التي اغفلت العديد من المخرجين الكبار أمثال: رايدلي سكوت، كريستوفر نولان، كوينتن تارينتينو، وغيرهم الكثير، بل وقبلها المخرج العظيم أورسن ويلز.
تقول كيت ونسليت ( المرشحة للاوسكار 5 مرّات )، في المسلسل الكوميدي اكستراس ( قناة البي بي سي 2005 )، على سبيل الدعابة : (( ثلاثة لهم الحظ الأكبر في الفوز بالأوسكار : المعوّقون، اليهود، المثليين الجنسيين. )) وينسليت تمثل دور شخصيتها الحقيقية في المسلسل الذي يستضيف نجم من نجوم السينما في كل حلقة.
بينما رفضها مارلون براندو عام 1972 عن فيلم العرّاب، الذي فاز بها أول مرة قبل ذلك بعشرين عاماً عن فيلم عربة إسمها الرغبة ( 1951 )، إحتجاجاً على الصورة التي قدمتها صناعة الافلام عن الهنود الحمر.
بعدئذ، صرّح جوني كارسون، مذيع تلفزيوني وكوميدي، في حفلة أخرى للأوسكار على سبيل السخرية : (( أنا مع إعطاء المزيد من الأدوار الى الهنود الامريكيين والأقليات الأخرى. أنا ضد قتل الفقمة ومع إنقاذ الحيتان. ))
لم تمنح الجائزة للسود بشكل واسع إلا عام 2002 - بدافع من ضرورة الوحدة إزاء عدو مشترك بعد أحداث سبتمبر- حين منحت لأفضل ممثل ( دينزل واشنطن ) وأفضل ممثلة ( هال بيري ) وجائزة شرفية لسيدني بواتييه عن أعماله. قبل ذلك كانوا مهمشين.
عام 1977،عندما مُنِحت فانيسا ردغريف جائزة اوسكار لأفضل دور مساعد عن فيلم جوليا تظاهر خارج قاعة الحفل أعضاء من فيلق الدفاع اليهودي يقودهم الحاخام مايير كاهانا إحتجاجاً على الممثلة وموقفها المؤيد للقضية الفلسطينية وقاموا بإحراق صورها. في كلمتها عند استلام الجائزة، مخاطبة شريكتها في الفيلم جين فوندا قائلة: (( أحييكِ واشيد بك للتشبث بموقفك دون أن ترهبك عصبة صهيونية من الأوغاد، )) تعالت صيحات استهجان من الجمهور الذين يمثلون في غالبيتهم صناعة الفيلم في هوليوود. وحين ظهر بعد فترة قصيرة كاتب السيناريو بادي تشايفسكي باعتباره واحداً من مقدمي السماء المرشحة للجائزة، وخرج عن النص ليوجه نقداً لردغريف، قائلاً: (( أنا اقرف من اولئك الذين يستغلون حفل الاوسكار للتعبير عن آرائهم السياسية، )) قوبل بتصفيق حاد من الجمهور.