TOP

جريدة المدى > سينما > قضية ورأي:المخدرات وباء فتاك من مظاهره التفكك الاسري

قضية ورأي:المخدرات وباء فتاك من مظاهره التفكك الاسري

نشر في: 8 مايو, 2010: 05:24 م

شاكر المياحلم يعرف العراق (المخدرات) الا في ثمانينات القرن المنصرم، وتحديدا خلال الحرب العراقية – الايرانية. هكذا بدأ  الدكتور الاخصائي بالامراض النفسية (صلاح اكرم العبيدي) حديثه ، موضحا بان دوافع ودواعي تعاطيها وخاصة بين الاوساط الشبابية تكمن اولا في الخوف من المجهول في خضم الازمات الكبرى (الحروب مثلا)
 حينما تبدو  الحياة  لديهم  ليست بذات جدوى  فتضعف الرغبة فيها لدى الفرد او الجماعة، عندذاك تتحول هذه الرغبة الضعيفة الى نوع من العبث.... او بعد سلسلة من الاخفاقات والعجز عن بناء  علاقات عاطفية او اجتماعية ، هذا عند اليافعين ، اما الكبار وتحديدا الفئات العمرية المحصورة بين سن (24 – 35) فربما يكون الفشل في مشاريع مالية او تجارية هو الدافع الاساس . في الازمات الكبرى تتعرض البنى الاجتماعية الى هزات عنيفة قد تفصم عرى العلاقات الاجتماعية الرخوة. لاشك بان الحروب التي خاضها النظام السابق فتحت الابواب على مصاريعها لدخول شتى انواع المخدرات ، ممثلة بالعقاقير التي كانت تعطى للجرحى والمعاقين كمهدئات الآلام ، او اثناء اجراء العمليات الجراحية التي لا تخلو من خطورة ، فراجت سوقها وتحديدا (مذاخر الادوية) الاهلية، ولا استبعد الحكومية منها ، وازدهرت تجارتها ، فصار لها مروجون ومنتفعون ومستوردون وبائعون ، وبالاخص في المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية والتي كانت ترفد ساحات الحروب بالجند والرجال . الصيدليات ، كانت وما تزال هي الطريق الاسهل للحصول عليها . ليس كل انسان قادرا على احتمال الاحباطات والتداعيات النفسية ، والمعيار هنا يعتمد قوة المواجهة معها والمطاولة ، فهي لا تعالج بالادوية او بالتداخلات الجراحية ، بل تحتاج الى فهم حقيقي لجوهر المشكل النفسي ومعرفة الباعث النفسي  لتعاطي المخدرات لفرد او لمجموعة افراد ، اما العشرات ، والالاف ، فان الامر يبدو عسيرا من دون جهد استثنائي رسمي واجتماعي واكاديمي ، وتوعوي واجرائي وقانوني ، وحتى امني.ليس سهلا على شعب مثل الشعب العراقي ان يخوض غمار اربعة حروب مدمرة ومهلكة في مدة 23 عاما ، لم يشاهد فيها المواطن امام ناظريه سوى مناظر الاشلاء والدماء والدمار والفناء من دون ان يتخلخل بناؤه النفسي والاجتماعي والسلوكي ، حتى تلك التي كنا نحسبها ثروة قيمية ، ممثلة بالاخلاق وبالانماط الاجتماعية التي تحترم الذات البشرية ، ناهيك عن اتساع رقعة التخلف والتراجع الكبير في منظومات الوعي المختلفة ، ولا انفي بان استقدام اربعة ملايين مصري ومن بيئات مختلفة كان لوحده كافيا لارباك التوازن الاجتماعي والقيمي والاعتباري واتجاه (بوصلة) الاداء المجتمعي اليومي نحو (الفذلكة والاحتيال والنصب)، وهذا ما اكدته احصائيات السجون منذ عام 1985 وحتى عام 2003 ، اذ بلغ عدد سجناء ( ابو غريب )  اكثر من 160 الف سجين محكومين على خلفية ارتكابهم جرائم لم يعهدها المجتمع العراقي من قبل ، ومن هذا السجن انطلقت جموع المخدرين والمحتالين والقتلة ومروجي المخدرات والمتاجرين بها.كل الافات الاجتماعية التي آذت الشعب العراقي نمت وترعرعت في ذلك السجن البغيض ، وحينما اطلق النظام السابق سراحهم ، صاروا وبالا على العراق. ويسترسل فيقول: الحديث عن تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات طويل وذو شجون ، اذ يحمل بين طياته وبعد التغيير الذي حدث في العراق اسبابا ودوافع اخرى، كالبطالة، اعمال العنف، الارامل ، اليتامى، الجياع ، نقص الخدمات ، والخوف من المجهول.!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تضاربات بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة

حماس توافق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى

البرلمان يعدل جدول أعماله ليوم الأحد المقبل ويضيف فقرة تعديل الموازنة

قائمة مسائية بأسعار الدولار في العراق

التسريبات الصوتية تتسبب بإعفاء آمر اللواء 55 للحشد الشعبي في الأنبار

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram