ماس القيسي
رمز من رموز الكفاح الشعبي، المناضل الافريقي نيلسون مانديلا، محور جلسة نادي المدى للقراءة في بغداد، انطلقت بتعريفنا عن مانديلا حنان النشمي قائلة:
" ولد نيلسون في 18 تموز 1918، في قرية بيتيزو جنوب افريقيا، اسمه الحقيقي (روليهلالا) أي مثير المتاعب، ولصعوبة نطقه أطلقت عليه معلمته اسم مانديلا، ثم أطلق عليه لاحقاً ماديبا وهو اسم جده". هيمنت الطقوس والعادات على حياته"، عاش مع والدته واثنين من اخوته في قرية كونو، وجد نفسه في سن الخامسة راعيا للأغنام في الحقول، توفي والده مما دفعه ليعيش حياة الرشد بعمر الطفولة، كان يشعر باعتزاز لأنه ورث شخصية التمرد من والده".
واظب مانديلا على تحصيل تعليمه، وتقول النشمي:" اهتم مانديلا بالتاريخ الافريقي، وكان يتردد على الكنيسة فأصبحت للمسيحية مكانه خاصة في حياته، ثم بدأ دراسته الثانوية في معهد يعد أكبر مدرسة للأفارقة حيث الفصل العنصري، وقد اتسمت لديه ملامح المبادرة في مجابهة العنصرية من خلال تشجيع الطلبة على الاختلاط".
الفصل العنصري في جنوب افريقيا وصل لدرجة عزل الشعب الافريقي في كل جوانب حياتهم، حيث المشافي خاصة بهم فقط والمدارس ووسائل النقل وكل شيء، مما أسفر عن تراكم وتأجيج مشاعر الغضب والتمرد بشكل عفوي دون تخطيط مسبق لدى مانديلا حتى وجد نفسه ثائراً ضد اضطهاد البيض.
في عام 1973 التحق مانديلا بالجامعة وبهذا تعقب النشمي قائلة:” اهتم بالثقافة الافريقية ودرس اللغة الإنكليزية والانثروبولوجيا والسياسة والاقتصاد والقانون الهولندي والروماني، رغبة منه للعمل كمترجم، اهتم أيضاً بدروس الرقص والرياضة والتمثيل" مارس الرياضة والفنون القتالية لكونها تهذب العقل والتفكير، وهذا ما ساعده على تخطي التوتر والغضب والآلام النفسية.
شارك مانديلا في العديد من الاحتجاجات في 1940 في مطلع شبابه، وتضيف النشمي:" نتيجة لنصب كمين له هرب الى جوهانسبرغ وعمل في المناجم حيث كانت فترة الحكم الامبريالي في بلاده، ثم طرد من عمله". كان معجبا بالأوروبيين والهنود والأفارقة الملونين لكونهم يتمتعون بحس الفكاهة فيما يخص أصحاب البشرة السوداء وهنا تعقب النشمي بقولها:" ألاحظ أن الفكاهة بخصوص التفرقة الدينية والمذهبية باتت موجودة الآن بين الأصدقاء في العراق لوعينا أن السياسة وراء كل تلك الخلافات بينما الجميع محب للتعايش السلمي".
واجه مانديلا عنصرية شديدة اثناء رحلته الجامعية لكونه الرجل الأسود الوحيد، وقد أسس رابطة المؤتمر الوطني الافريقي في 1944 حيث " ترأسه وشارك في الانتخابات لأول مرة، وقد اعتقل بتهمة قمع الشيوعية في 1952، وفي 1962 حكم عليه بالسجن مدة ثمانية عشر عاما في جزيرة روبن بسبب عدة تهم، كالتحريض على الاحتجاجات العمالية، والتحريض ضد حكومة البلاد والهروب"، وقد تعرض للتعنيف الجسدي واللفظي طيلة فترة سجنه مع عزلة في الحبس الانفرادي.
تساؤل طرحته عذراء سجاد قائلة:” في زمن العولمة، هل لازال هناك مجال لنظرية المخلص في ظل هذا التضارب الذي تشهده البلدان نتيجة حكم المؤسسات؟!، اذ لا وجود لشخص ممثل للشعب، كل فئة من المجتمع لها من يمثلها حسب التحيز الديني او العرقي". فأجاب على البهادلي قائلا:" النظريات الاقتصادية هي السبب في الهيمنة على الفكر الجمعي، كلنا نعلم كيف ان الشيوعية مثلا فشلت امام الامبريالية في الحكم، واستبعاد مبدا قيادة الجماهير من خلال رمز وحيد في سبيل تجنب تحويله لمستبد قمعي فيما بعد".