اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رسالة إلى سائرون

العمود الثامن: رسالة إلى سائرون

نشر في: 15 فبراير, 2020: 09:31 م

 علي حسين

هل أنتم سعداء لمشهد قتل الشباب في ساحة التحرير، وابتكار وسائل جديدة لقمعهم كان آخرها السم ، مثلما صفقتم وأنتم ترون الهجمة التي طالت المرأة العراقية لمجرد أنها شاركت إخوتها وأبناءها في دعم الاحتجاجات؟،

وأيضا لا تنس عزيزي النائب في كتلة سائرون أنك كنت منتشياً وأنت تسمع لصرخات شباب النجف وهم يواجهون بصدورهم الرصاص و"التواثي" والسكاكين؟ وتتابع بمنتهى الرضا ما قام به أنصارك وهم يهددون كل من يختلف معهم بأن "البطة" جاهزة.

للأسف، لستُ مستعدّاً لأشاطرك هذه المتعة والنشوة التي هبطت عليك فجأة، وأنت تخبرنا أن التظاهرات لم تعد مجدية، وأن على المتظاهرين أن يعودوا إلى بيوتهم، وتنسى أنّك كنت داعما للتظاهرات وجزءا منها وطالبت بأن يتم الاستعداد لاقتحام المنطقة الخضراء في أية لحظة.

لا تنسَ عزيزي النائب أنك كنت وما زلت مشاركا في الحكومة وجزءا لا يتجزأ منها، لكنك في الوقت نفسه تتظاهر وتعتصم وتناور على نظام سياسي، رسّخ وأسّس للمحاصصة الطائفية، وحاول بكل ما امتلك من قوة وسلطة أن يعزل المواطن العراقي عن المشهد السياسي، وأن يحوّله إلى مجرد متفرّج .

ولهذا ياعزيزي، أتمنّى عليك أن تسأل نفسك اليوم وليس غدا: هل قتل الشباب وتخوينهم ومطاردتهم بالسكاكين، ستؤسس لنا مدينة فاضلة، يتساوى فيها الجميع، شعارها الكفاءة وليس الولاء للمسؤول أو السياسي ؟

من الرابح في هذه الألاعيب السياسية، هل المواطن الذي يتعرض كل يوم لأنواع من الخديعة والسرقة والقتل على الهوية والظلم والإهانة والإقصاء، أم كتلة سائرون التي تعتقد أن مشكلة العراقيين اليوم هي بالاختلاط بين الشباب؟، من المستفيد؟ الأرملة العراقية التي تجلس في ساحة التحرير بانتظار أن يتحقق حلمها في العدالة الاجتماعية، أم أحزاب وقوى سياسية استولت على كل شيء في البلاد؟. 

لماذا ندعو الناس إلى ترك ساحات الاحتجاج؟ هل من أجل أن نقول لهم إنه لاشيء سيتغير، وأن الوجوه التي عشتُم معها سبعة عشر عاماً باقية وتتمدّد؟، هل من أجل أن نجد مفهوما جديدا للديمقراطية يحولها إلى الاستهزاء بالشعب وتسخيف إرادته؟.

لم يحدث في تاريخ الأمم أن تم الإصرار على تغييب الدولة المدنية إلى هذه الدرجة. غيّبها الخطاب السياسي، والشعار الديني، وهوس هتافات "البطة". والمدنية التي كانت حلما، صارت تهمة وعيبا خلقيا لا يتلاءم مع دولة الفضيلة التي أصر عادل عبد المهدي على أن يبنيها لنا حتى ولو كان الثمن أكثر من 600 شهيد الآف الجرحى ، وامهات ثكلى وايتام .

أيها السادة في سائرون ومن جاورهم ، هذا الشعب يصر اليوم على أن يتمسك بحلمه بقوة، فهو طريقه الوحيد لكي ينجو من الغرق في رمال القوائم "العابرة للطائفية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram