TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هذا هو الصحيح..!

هذا هو الصحيح..!

نشر في: 11 نوفمبر, 2012: 08:00 م

من تداعيات قرار مجلس وزرائنا الموقر  الخاص بإلغاء البطاقة التموينية،أن المجلس نفسه عاد بعد ستة أيام للانعقاد ليصدر قرارا آخر بإلغاء القرار السابق..وعلى نفس الخلفية قدم وزير الإعمار والإسكان محمد الدراجي من التيار الصدري استقالته إلى زعيم تياره معتذرا من الشعب العراقي على "اجتهاده" في قضية لم تكن مدرجة أصلا على جدول أعمال المجلس، بحسب الدراجي الذي قال إن "الفرصة لن تسنح لشرح الموضوع أو مناقشته خصوصاً أنه تمّ طرحه في اجتماع مجلس الوزراء دون أن يكون موجوداً على جدول أعماله " وكأن يدا خفية دست البند في جدول الأعمال، وهو ما لا يمكن أن يحدث إلا في حكايات ألف ليلة وليلة أو في قرارات زيكو وهو يتلاعب بمقدرات المنتخب العراقي ومشاعرنا أيضا!

هذه التداعيات تعطينا بصيصا من الأمل  في أن لنا في البقية صوتاً نستطيع من خلاله إخضاع حكومتنا الرشيدة للرأي العام الشعبي، وعلينا أن نواصل الضغط لأجل قضيتين:

الأولى: أن نصر على أن نعرف اليد الخفية السحرية التي دست بند إلغاء البطاقة التموينية في جدول أعمال مجلس الوزراء خصوصا وأن السيد المالكي رئيس الوزراء لم يكن راغبا في القرار بحسب المقربين منه، ومعروف أن أي اجتماع مهما بلغ من عدم الأهمية يجب أن يهيأ له ويوضع له جدول أعمال يطلع عليه المجتمعون قبل دخول قاعة الاجتماع، وهو تقليد في مجلس النواب أيضا، وحتى في مجالس إدارة الشركات، لكي يعرف المجتمع من اجل ماذا أتى إلى الاجتماع وماذا سيقول، إلا إذا كان مجلس وزرائنا الموقر يجتمع "على الثقة "..فيضع جدول أعماله في قاعة الاستراحة من عناء الاجتماعات والقرارات المصيرية أو أننا في مازلنا في عصر المعجزات والخرافات فدخل "أحدهم" معتمرا طاقية الإخفاء فورط الجميع في إطار المؤامرة الامبريالية العالمية الصهيونية على علماء حكومتنا!

الثانية:إن القرار الذي اتخذه الوزير محمد الدراجي نتمنى أن يكون مثالا نموذجيا للإحساس بالمسؤولية، فوزير يجتهد بلقمة 30 مليون عراقي ثم يكتشف بعد 144 ساعة أن اجتهاده خاطئ، لا يستحق أن يكون وزيرا يتلاعب بمقدرات الملايين،كل في مجال اختصاصه،وأدعو السيد مقتدى الصدر لقبول استقالته وترشيح بديلا عنه لا يتعامل معنا من منطق من اجتهد وأخطأ فله أجر.. ماذا لو اجتهد وزير النفط في لحظة تجلٍّ، وكان اجتهاده خاطئا، سيكسب الرجل ثوابا واحدا فقط فيما ندفع نحن،غير المجتهدين، ثمنا باهظا من ثرواتنا، على سبيل المثال لا الحصر! والشيء نفسه.. وقس على مجموعة اجتهادات ونوايا طيبة عندها سنجد أنفسنا بالجملة على أبواب الجحيم وإن كنّا قريبا منها بفعل سياسات الاجتهاد والثواب!

بوضوح نقولها إن حكومة لا تعرف ماذا على جدول أعمالها ورئيس وزراء حائر بين وزرائه ومستشارين وناطقين رسميين يدافعون عن الخطأ والصواب بنفس الطريقة العمياء التي حدثت في القرار التأريخي بإلغاء البطاقة التموينية.. نقولها هذه الجوقة من الجهلة لا نحن بحاجة إليهم ولاهم يفيدون البلاد والعباد والأفضل لهم أن يرحلوا بهدوء وكرامة وأمنحهم وعدا نيابة عن مساكين هذا الوطن أن أحدا لن يذرف عليهم دمعة واحدة.. ليجربوا!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: نازك في السراي

العمودالثامن: تسقط الاستقالة تعيش الاخلاق

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: من الفوضى إلى التهريج

بعد "طوفان الأقصى".. ترسيم نظري لخارطة الحرب في الشرق الأوسط

العمودالثامن: بغداد تقرأ

 علي حسين يعاتبني بعض الاصدقاء على اصراري الكتابة عن البرلمان ، وكنت اقول : ياسادة لن اتوقف عن الكتابة عن برلمان " هذا لك وهذا لي " ، فكيف لكاتب عمود يومي يعيش...
علي حسين

كلاكيت: قيس الزبيدي.. منظر السينما التسجيلية

 علاء المفرجي لقائي الأول بالمخرج العراقي قيس الزبيدي كان في مهرجان الخليج عام 2009، عندما شارك فيلم له في هذه المسابقة، واتصلت به قبل عامين، وكان لي حوار طويل معه، نشر في (المدى)،...
علاء المفرجي

يوميّات سوريةً

زهير الجزائري (2-2)الحرية أو الأمان؟في دمشق استبدلنا الحرية بالأمان. بدأنا نتحرك بسهولة، لا نتلفت إلى الوراء لنرى من يتبعنا ولا نتوقف حين يعترض أحد طريقنا. نمشي في الشوارع على مهل. ونحن نستنشق بعمق رائحة...
زهير الجزائري

مرجعية النّجف.. "السلاح بيد الدولة"

رشيد الخيون أفادت المرجعية الدِّينية النجفيّة، في لقاء مع ممثل الأمم المتحدة، نصاً: "حصر السِّلاح بيد الدَّولة"(النَّجف4/11/2024، وكالات الأنباء). عندما تُصرح المرجعية بذلك، وهو اِفتاؤها السابق، تعني عشرات الميليشيات، أما الأفراد والعشائر، لا اِمتداد...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram