TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: صفقوا لقائد قوات الصجم

العمود الثامن: صفقوا لقائد قوات الصجم

نشر في: 18 فبراير, 2020: 09:40 م

 علي حسين

صفقوا مرة ومرتين للقائد العام للقوات المسلحة الذي اكتشف بواسطة قواه الخارقة وبنادق صيد الحيوانات أن الخطر الذي يهدد أمننا واستقرارنا، ليس غياب الخدمات والفقر، ولا الجماعات المسلحة التي استباحت الوطن..

الخطر هو المتظاهرين الذين خرجوا لينددوا بالفشل السياسي وبالفساد الذي افترس جسد الدولة، ولهذا نراه يصر على أن ترفرف أعلام قواته على ساحة التحرير وشارع الخلاني، وفوق اعتصامات البصرة وذي قار والمثنى وميسان وبابل والنجف وكربلاء، تصاحب هذه الرايات وجوه كئيبة لضباط يصرخون في جنودهم: اضربوا هؤلاء الخونة.. إنه انتصار المهزوم الذي يرى في متظاهرين مسالمين مجموعة من الخونة، يجب أن تخترق أجسادهم طلقات "الصجم" التي تطلقها عليهم قوات عبد المهدي وتابعه خلف، وشتائم مقربي الحكومة. 

صفقوا معي، فالسيد عادل عبد المهدي يريد وحتى اللحظة الأخيرة من جلوسه على كرسي رئاسة الوزراء أن يحقق النصر على المتظاهرين، لا على الذين يسرقون أموال الشعب.. صفقوا معي فالرجل لا يسعى إلى استعادة الأمن، وإنما للسيطرة على ساحات الاعتصام ليستبدل شباب التظاهرات.. بقوات هوايتها ممارسة لعبة الصيد. 

هكذا يريد لنا القائد العام للقوات المسلحة أن نعيش معه دراما ساذجة عن قوات أمنية تتهاون في الدفاع عن أمن الناس واستقرارهم، لكنها تشتعل حماسةً إذا كان الأمر يتعلق بمحاصرة متظاهرين ومطاردتهم واعتقالهم .

صفقوا معي للقائد العام.. فهو يريد أن يشنّ حربه على المعتصمين في ساحة التحرير ، وينسى أن الاعتصام والتظاهر حق يكفله القانون الدولي حتى في ظل أشدد الانظمة استبدادا، لأنه أصبح امراً مشاعا.. لا يمكن لدولة أن تلغيه، والدول التي تمنع عن مواطنيها حقوق التعبير، هي دول ما قبل التاريخ، دول العصور الوسطى، و"زعاطيط السياسة"..

السيد القائد العام لقوات "الصجم" يريد لدولة الاستبداد أن تكون بديلا عن دولة الاستقرار والعدالة الاجتماعية.. ولهذا فالتظاهر والاعتصام يمكن أن يكون على الورق فقط، وخصوصا في افتتاحيات جريدة العدالة التي كان يكتبها قبل أن يصبح رئيسا للوزراء، وفي واحدة منها وبتاريخ شباط 2011 كتب عبد المهدي مقالة بعنوان "دعوات التظاهر.. حدودها وآفاقها" سأنقل لك مقطعا منها يقول فيه: "حرية التظاهر حق كحرية الإعلام والتعبير والأحزاب وغيرها من حريات كفلها الدستور.. ومن واجب قوات الأمن حماية المتظاهرين لا تسديد فوهات البنادق ضدهم". 

وفي واحدة أخرى بتاريخ 15 شباط 2011 يكتب عبد المهدي: "ليهتف المتظاهرون بسقوط المسؤول أو بنجاحه. وليهتف المتظاهرون بما يطالبون من أمور مقبولة وغير مقبولة.. فالمسألة ليس أن نختلف أو نتفق حول الشعارات.. بل احترام الرأي".

لا نريد أن ننشغل كثيرا بكتابات عادل عبد المهدي ونظرياتاته المتقلبة عن التظاهرات ، ليس مطلوبا منه الكلام، لأنه يذكّر الناس بالحواة ولعبهم على الحبال .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Ali almusawi

    حينا تتعطل الدوله وتصبح مشلوله. وتقطع الطرق والجسور والممصاع والمعامل وتضرب قوات الجيش والشرطة. ثم يتحول ألحانه إلى ابطال ويكون مرتزقة السفاره وماجوريها إلى ابطال ويكون مرتزقة السفاره فأي ثوره هذه

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram