علي حسين
صفقوا مرة ومرتين للقائد العام للقوات المسلحة الذي اكتشف بواسطة قواه الخارقة وبنادق صيد الحيوانات أن الخطر الذي يهدد أمننا واستقرارنا، ليس غياب الخدمات والفقر، ولا الجماعات المسلحة التي استباحت الوطن..
الخطر هو المتظاهرين الذين خرجوا لينددوا بالفشل السياسي وبالفساد الذي افترس جسد الدولة، ولهذا نراه يصر على أن ترفرف أعلام قواته على ساحة التحرير وشارع الخلاني، وفوق اعتصامات البصرة وذي قار والمثنى وميسان وبابل والنجف وكربلاء، تصاحب هذه الرايات وجوه كئيبة لضباط يصرخون في جنودهم: اضربوا هؤلاء الخونة.. إنه انتصار المهزوم الذي يرى في متظاهرين مسالمين مجموعة من الخونة، يجب أن تخترق أجسادهم طلقات "الصجم" التي تطلقها عليهم قوات عبد المهدي وتابعه خلف، وشتائم مقربي الحكومة.
صفقوا معي، فالسيد عادل عبد المهدي يريد وحتى اللحظة الأخيرة من جلوسه على كرسي رئاسة الوزراء أن يحقق النصر على المتظاهرين، لا على الذين يسرقون أموال الشعب.. صفقوا معي فالرجل لا يسعى إلى استعادة الأمن، وإنما للسيطرة على ساحات الاعتصام ليستبدل شباب التظاهرات.. بقوات هوايتها ممارسة لعبة الصيد.
هكذا يريد لنا القائد العام للقوات المسلحة أن نعيش معه دراما ساذجة عن قوات أمنية تتهاون في الدفاع عن أمن الناس واستقرارهم، لكنها تشتعل حماسةً إذا كان الأمر يتعلق بمحاصرة متظاهرين ومطاردتهم واعتقالهم .
صفقوا معي للقائد العام.. فهو يريد أن يشنّ حربه على المعتصمين في ساحة التحرير ، وينسى أن الاعتصام والتظاهر حق يكفله القانون الدولي حتى في ظل أشدد الانظمة استبدادا، لأنه أصبح امراً مشاعا.. لا يمكن لدولة أن تلغيه، والدول التي تمنع عن مواطنيها حقوق التعبير، هي دول ما قبل التاريخ، دول العصور الوسطى، و"زعاطيط السياسة"..
السيد القائد العام لقوات "الصجم" يريد لدولة الاستبداد أن تكون بديلا عن دولة الاستقرار والعدالة الاجتماعية.. ولهذا فالتظاهر والاعتصام يمكن أن يكون على الورق فقط، وخصوصا في افتتاحيات جريدة العدالة التي كان يكتبها قبل أن يصبح رئيسا للوزراء، وفي واحدة منها وبتاريخ شباط 2011 كتب عبد المهدي مقالة بعنوان "دعوات التظاهر.. حدودها وآفاقها" سأنقل لك مقطعا منها يقول فيه: "حرية التظاهر حق كحرية الإعلام والتعبير والأحزاب وغيرها من حريات كفلها الدستور.. ومن واجب قوات الأمن حماية المتظاهرين لا تسديد فوهات البنادق ضدهم".
وفي واحدة أخرى بتاريخ 15 شباط 2011 يكتب عبد المهدي: "ليهتف المتظاهرون بسقوط المسؤول أو بنجاحه. وليهتف المتظاهرون بما يطالبون من أمور مقبولة وغير مقبولة.. فالمسألة ليس أن نختلف أو نتفق حول الشعارات.. بل احترام الرأي".
لا نريد أن ننشغل كثيرا بكتابات عادل عبد المهدي ونظرياتاته المتقلبة عن التظاهرات ، ليس مطلوبا منه الكلام، لأنه يذكّر الناس بالحواة ولعبهم على الحبال .
جميع التعليقات 1
Ali almusawi
حينا تتعطل الدوله وتصبح مشلوله. وتقطع الطرق والجسور والممصاع والمعامل وتضرب قوات الجيش والشرطة. ثم يتحول ألحانه إلى ابطال ويكون مرتزقة السفاره وماجوريها إلى ابطال ويكون مرتزقة السفاره فأي ثوره هذه