أحمد فاضل
حظي الكاتب الصحفي الإنكليزي جوناثان لين بمقابلة أسطورة هوليوود كيرك دوكلاس ، قبل رحيله عن الدنيا بأسابيع ، بعد جهد جهيد ، المقابلة كانت سريعة لأن عائلة النجم الشهير الذي بلغ عمره 103 عام ، لا تسمح له بالكلام كثيراً مع الصحفيين خوفاً على صحته ، فبادره لين بسؤاله الغريب :
ما اسمك الحقيقي ؟ نظر إليَّ بازدراء وقال :
" إيسي دانييلوفيتش ، ألم تقرأ سيرتي الذاتية ؟ سوف أعطيك نسخة منها ، أما اسم كيرك دوكلاس فقد أطلق عليَّ حين بدأت التمثيل في هوليوود ، كان لدى العديد من نجوم السينما في الأربعينيات والخمسينيات أسماء غير التي حملوها الآن ، خذ مثلاً ماريون موريسون أطلقوا عليه اسم جون واين ، روك هدسون كان لوري هارولد ، فريدريك أوستريليتز ، أصبح فريد أستير ، وأصبح بيرني شوارتز توني كيرتيس " .
كانت هذه المحادثة قد سبقت رحيله حينما ذكرت له فيلم Greedy الذي عرض عام 1994 وتلقى استقبالاً سلبياً من قبل النقاد ، كان يدور حول عائلة من البالغين الذين ينتظرون موت عمهم الغني حتى يتمكنوا من الحصول على ماله ، ولماذا لم ينجح كبقية أفلامه ؟ ، قال :
" أرادت شركة يونيفرسال ستوديوز وقتها أن يكون نجمها كبيراً ، وسرعان ما تم اختياري وأنتوني كوين ، أيهما سيضطلع ببطولته ، وجاء لمقابلتنا المنتج براين غراتزر ، والكاتب لويل غانز وبابالو ماندل ، لقد شعرت بالخوف من لقاء بطل زوربا اليوناني ، وبدا خياراً مستحيلًا .
جسديا ، كنا مختلفين بشكل مدهش ، كوين كان رجلاً كبيراً ، كان عملاقاً ، والممثلات اللائي سيقفن أمامه قصيرات القامة ، لكن شكله كان مثالياً لنجم سينمائي ، أكتاف عريضة وعضلات هائلة ، وعلمت أنه كان مصارعاً قبل أن يكون ممثلاً ومسناً ، لكنه ما زال يمارس تمريناً رياضياً كل صباح ، الشركة في النهاية اختارتني أنا لهذا الدور " ، الغريب في الأمر أنه لم يلق النجاح بسبب أنني لم أكن مهيئاً لمثل هذه الأفلام الهادئة ، الجمهور اعتاد رؤيتي مقاتلاً عنيداً في أفلامي ، أما النقاد فلا أعتقد أنهم أنصفوني .
أما عن الحادثة التي غيرت حياته وجعلته يتوقف عن التمثيل ، أخبرنا عن حادثة تحطم طائرة الهليكوبتر التي كان يستقلها مع آخرون ، فقُتل الجميع إلا هو نجا بأعجوبة قائلاً :
" لا أزال أشعر بالذنب ، لماذا يجب أن أنجو ويموت الآخرون ؟ " . قلت : " لأنك سبارتاكوس !"
عن / الملحق الأدبي لصحيفة التايمز البريطانية