علي حسين
في العام 1989 انشغل العالم بكتاب عنوانه "نهاية التاريخ" أصدره عالم اجتماع أميركي، كان جده قد هرب من اليابان عام 1905 ليفتتح متجراً لبيع الملابس في لوس إنجليس،أراد السيد فوكوياما أن يخبرنا أنّ عصر الآيديولوجيات قد انتهى،
وأننا سنعيش في ظلّ نظام ليبرالي في السياسة والاقتصاد، وأن الليبرالية هي تتويج للتطور الطبيعي للبشرية: "ما نشهده ليس مجرد نهاية الحرب الباردة، أو مرور فترة معينة من تاريخ ما بعد الحرب، ولكنها نهاية التاريخ على هذا النحو، هذه نقطة النهاية للتطور الآيديولوجي للبشرية وبداية عولمة الديمقراطية الليبرالية"، بعد أربع سنوات خرج علينا صامويل هنتنغتون ليوبّخ تلميذه فوكوياما ويقول له إن الصراع القادم ليس صراعاً بين الدول المختلفة اقتصادياً وسياسياً، وإنما ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيس للنزاعات الدموية بين سكان هذا الكوكب.
نحن في هذا الجزء من العالم وأنا واحد منه، لا نزال نحلم بنهاية الزعامات التي خربت البلاد ، لكننا للاسف بدلا من ذلك نعيش مع " تغريدات " يريد البعض من خلالها ان ينافس السيد فوكوياما ، ويأمل أن يزاحم المرحوم جان جاك روسو في مفهومه للديمقراطية ، سيقول البعض يارجل : "خذ نفسا عميقا"، مثلما قالت السيدة حنان الفتلاوي للذين نشروا خبرا يقول إنها ربما تُصبح وزيرة للصحة ، فخرجت تولول وتصف الذين تداولوا الخبر بأنهم مرضى نفسيين، ونسيت السيدة الفتلاوي أن سبب خلافها مع حيدر العبادي كان على منصب وزارة الصحة بالذات، وإن لم تكن وزارة الصحة فلا بأس كرسي محافظ لبابل مثلما أخبرنا ذات يوم النائب هيثم الجبوري، .
وأنا أقرأ تغريدة الفتلاوي "العصبية" تمنيت عليها لو أنها بادرت وكتبت لنا ولو سطرا واحدا عن احتجاجات الشباب، ألم تطالبنا حنان الفتلاوي عام 2016 بأن نثور على حكومة حيدر العبادي؟، من منا ينسى مشهد اعتصام الفتلاوي والزاملي وعالية نصيف وحمد الموسوي الذين استيقظوا فجأة ليصرخوا بهتاف واحد: " تسقط المحاصصة".
تغريدة السيدة الفتلاوي التي تصحو دائما حسب مصالحها، تقول إن زمن الفهلوة السياسية لا يريد أن يغادر هذه البلاد، ولو كانت هذه الصحوة المفاجئة سلوكا عاما وعقيدة وقناعة راسخة، لما تطلب الأمر كتابة تغريدة عن المنصب وإنما عن 700 شهيد سقطوا برصاص الحكومة التي تعمل فيها السيدة الفتلاوي مستشارة لشؤون المرأة.. تخيل جنابك مستشارة لشؤون المرأة لم تكتب حرفا واحدا عندما تعرضت الكثير من النساء للضرب والخطف والقتل في تظاهرات تشرين، بل إنها سخرت من الاحتجاجات.
للأسف الذين دمّروا وخرّبوا البلاد، تجدهم اليوم يلقون خطاباتهم عن الزهد بالمناصب. والحقيقة هي أن العراق لم يكن في أي يوم من الأيام بالنسبة لهم سوى مغارة علي بابا !.