TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: جماعة هل من كرسي؟!

العمود الثامن: جماعة هل من كرسي؟!

نشر في: 22 فبراير, 2020: 09:42 م

 علي حسين

يقرأ عليك أحمد الجبوري الشهير بأبو مازن، القائد العام لحركة الإصلاح في العراق بيانا يرفض فيه تشكيل حكومة من دون أخذ مشورته، لأنها ستكون حكومة مزوّرة، ويُريد منك السيد ظافر العاني أن تقف معه،

وهو الذي ظل نائما خلال أربعة أشهر قتل فيها أكثر من 600 متظاهر، ويسخر منك ائتلاف سائرون قائلين: سنبقى في الصدارة، الجميع عربا وكردا يحذرونك من تشكيل حكومة من دون محاصصة حزبية ، وستسمع البعض يردّد محفوظات من عيّنة : لا مصادرة لحق المتظاهرين ، لكن الحكومة يجب ان تنبثق من البرلمان ، والبرلمان انبثق من المحاصصة والاحزاب ، والاحزاب " تريد " فلوس ، والفلوس في المكاتب الاقتصادية التي انتشرت في الوزارات ، وهذا كله يحدث ويمرّ بنا يوميا ، ولم يكن أبدًا مشروعًا لبناء دولة ، وانما واقع تفرضه الاحزاب فرضًا على الناس وبقوة السلاح .

ولا ينسى البعض أن يذكرك بمآثر عادل عبد المهدي وبأنه "ابن خير" ولايحتاج إلى المنصب، وأن الفقراء سيتحسرون عليه . بعد أكثر من عام على جلوس عبد المهدي مبتسماً على كرسي رئاسة الوزراء، وبعد عشرات الخطب واللقطات التلفزيونية عن الإصلاح والمواطنة والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، نشاهده هذه الأيام "متجهّم الوجه" ومقربوه يؤكدون أن العراق لا يصلح معه إلا رئيس وزراء يضرب المتظاهرين بالرصاص الحي، ويسحلهم بالشوارع، ويرسل إليهم قوات سوات لسحقهم، لأنهم تجاوزوا الإشارة الحمراء في طريق الديمقراطية العراقية، لم يطق رئيس الوزراء أن يسمع البعض يشكك بنزاهة حكومته فخرج يعلنها صريحة : "إنّ المتظاهرين يريدون الخراب " . من المهم الانتباه إلى أن البعض من ساستنا الكرام مصاب بنوع من "فوبيا التظاهرات" العراقية حصراً، تجعلهم كلما ذكر اسم ساحة التحرير يستغرقون في نوبة من الهرش وحكّ الجلد بعنف حتى تسيل منه شتائم وصرخات من العيار الثقيل.

ليس في تاريخ أي شعب، شيء يدعى احزاب تصر على أن لا تغادروا كراسيّ السلطة ، فالدول عبارة عن أنظمة ومؤسسات واستقرار وقوانين تُسنّ لخير الناس وحماية الدولة، وليس لمنفعة نائب لم يستطع الحصول على ألف صوت. 

ولهذا أتمنى عليك عزيزي المواطن المهموم بغياب الكهرباء، وشحّ المياه، وانعدام مستشفيات تليق بالبشر، والخوف من القادم الجديد " الكورونا " وانحدار التعليم، وانتشار الخرافة والجهل، أن لا تشغل نفسك كثيراً بالخطب الحماسية التي يطلقها محمد الكربولي، فلا أعتقد أنك بحاجة إلى حكومة تحوّلت من مهمة خدمة الشعب ، إلى مكان تغيب فيه القضايا الأساسية لتحلّ محلها جلسات " المنفعة " من أجل الحصول على الامتيازات والمكاسب ، وتَحول العمل الاداري فيها إلى انتهازية وتملق ، وتغني بـ " منجزات " عادل عبد المهدي !!. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram