علي حسين
يقرأ عليك أحمد الجبوري الشهير بأبو مازن، القائد العام لحركة الإصلاح في العراق بيانا يرفض فيه تشكيل حكومة من دون أخذ مشورته، لأنها ستكون حكومة مزوّرة، ويُريد منك السيد ظافر العاني أن تقف معه،
وهو الذي ظل نائما خلال أربعة أشهر قتل فيها أكثر من 600 متظاهر، ويسخر منك ائتلاف سائرون قائلين: سنبقى في الصدارة، الجميع عربا وكردا يحذرونك من تشكيل حكومة من دون محاصصة حزبية ، وستسمع البعض يردّد محفوظات من عيّنة : لا مصادرة لحق المتظاهرين ، لكن الحكومة يجب ان تنبثق من البرلمان ، والبرلمان انبثق من المحاصصة والاحزاب ، والاحزاب " تريد " فلوس ، والفلوس في المكاتب الاقتصادية التي انتشرت في الوزارات ، وهذا كله يحدث ويمرّ بنا يوميا ، ولم يكن أبدًا مشروعًا لبناء دولة ، وانما واقع تفرضه الاحزاب فرضًا على الناس وبقوة السلاح .
ولا ينسى البعض أن يذكرك بمآثر عادل عبد المهدي وبأنه "ابن خير" ولايحتاج إلى المنصب، وأن الفقراء سيتحسرون عليه . بعد أكثر من عام على جلوس عبد المهدي مبتسماً على كرسي رئاسة الوزراء، وبعد عشرات الخطب واللقطات التلفزيونية عن الإصلاح والمواطنة والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، نشاهده هذه الأيام "متجهّم الوجه" ومقربوه يؤكدون أن العراق لا يصلح معه إلا رئيس وزراء يضرب المتظاهرين بالرصاص الحي، ويسحلهم بالشوارع، ويرسل إليهم قوات سوات لسحقهم، لأنهم تجاوزوا الإشارة الحمراء في طريق الديمقراطية العراقية، لم يطق رئيس الوزراء أن يسمع البعض يشكك بنزاهة حكومته فخرج يعلنها صريحة : "إنّ المتظاهرين يريدون الخراب " . من المهم الانتباه إلى أن البعض من ساستنا الكرام مصاب بنوع من "فوبيا التظاهرات" العراقية حصراً، تجعلهم كلما ذكر اسم ساحة التحرير يستغرقون في نوبة من الهرش وحكّ الجلد بعنف حتى تسيل منه شتائم وصرخات من العيار الثقيل.
ليس في تاريخ أي شعب، شيء يدعى احزاب تصر على أن لا تغادروا كراسيّ السلطة ، فالدول عبارة عن أنظمة ومؤسسات واستقرار وقوانين تُسنّ لخير الناس وحماية الدولة، وليس لمنفعة نائب لم يستطع الحصول على ألف صوت.
ولهذا أتمنى عليك عزيزي المواطن المهموم بغياب الكهرباء، وشحّ المياه، وانعدام مستشفيات تليق بالبشر، والخوف من القادم الجديد " الكورونا " وانحدار التعليم، وانتشار الخرافة والجهل، أن لا تشغل نفسك كثيراً بالخطب الحماسية التي يطلقها محمد الكربولي، فلا أعتقد أنك بحاجة إلى حكومة تحوّلت من مهمة خدمة الشعب ، إلى مكان تغيب فيه القضايا الأساسية لتحلّ محلها جلسات " المنفعة " من أجل الحصول على الامتيازات والمكاسب ، وتَحول العمل الاداري فيها إلى انتهازية وتملق ، وتغني بـ " منجزات " عادل عبد المهدي !!.