TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من أين لمحمد علاوي كل هذه الثقة؟

العمود الثامن: من أين لمحمد علاوي كل هذه الثقة؟

نشر في: 23 فبراير, 2020: 10:09 م

 علي حسين

من أين كل هذا اليقين الذي يتحدث به رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي؟.. الرجل في آخر ظهور له يؤكد أن حكومته لن تكون حزبية، على الرغم من أن معظم الأحزاب تمضي بمشروع المحاصصة،

وبشراهة ونهم تعودت عليها خلال الستة عشر عاما الماضية لاستمرار قانون المحاصصة رغم أنف الجميع، وأولهم المتظاهرون الذين قدموا أكثر من 600 شهيد وآلاف الجرحى والمعاقين، ورغم بعض التصريحات التي يطلقها بعض النواب عن الحكومة المستقلة، فإن الأحداث التي عشناها خلال السنوات الماضية تؤكد أن الأحزاب تنشط من أجل تمرير مرشحيها، فيما يأتي محمد توفيق علاوي ليقول لنا إنه انتهى من تشكيل حكومة "مستقلة بدون مشاركة مرشحي الأحزاب السياسية"، وأخشى أن تكون نتيجة مثل هذه المحاولات التي تقوم بها أحزاب السلطة هي أن يخفت انتباه الناس لما يجري في ساحات الاحتجاج، وأن يناموا مطمئنين على أن حكومة المحاصصة لن تتم، بينما أحزاب السلطة تتمدد أفقيا ورأسيا كل يوم. 

ولهذا أخشى أن يكون البعض قد فهم أن قطار انتفاضة تشرين ، توقف عند محطة حكومة محمد توفيق علاوي، لقد عرفنا من قبل حكومات قال أصحابها إنها مستقلة ثم اكتشفنا أن الوزير لا يستطيع أن " يهرش " رأسه دون موافقة رئيس الكتلة التي أجلسته على كرسي الوزارة، وأن مشاريع الوزارات منذ ستة عشر عاما وهي توزع بين الأحزاب. إن حكومة ترفضها ساحات الاحتجاج، لا يستقيم أن نطلق عليها اسم حكومة مستقلة بأي حال من الأحوال. 

كنت سأصفِّق للسيد محمد توفيق علاوي وأبصم له بالعشرة، لو أنه لم يأت إلى كرسي رئاسة الوزراء عن طريق دربونة المحاصصة نفسها ، التي كانت قبل هذا التاريخ تتغنى بمحاسن عادل عبد المهدي وحكومته المستقلة .

تعوّدت في هذه الزاوية، أن أتحدّث عن الجديد في عالم الكتب، ورغم أنّ البعض يرى "بطراً" في مثل هذه الأحاديث، ولكني أحاول أن لا أحاصركم بأخبار حكومة علاوي الخالية الدسم، ورغم انني أُدرك وأعي أنّ البعض "سيضيفونني" إلى قائمة "البطرانين" ولكن اسمحوا لي أن أحدّثكم عن كتاب اتذكره باستمرار وفيه نتعرف على إرادة التغيير التي كان ينشدها المهاتما غاندي.

ففي صفحات كتاب اسمه "المتمرّد" نتعرّف على رجل نحيل قضى معظم حياته صائماً،لم يقل للناس إنّ حزبه غير معنيّ بما يحصل في البلاد ، مثلما تتحفنا الكتل السياسية ببيانات براءة مما جرى ويجري لتقول انها لا تتحمّل مسؤوليّة الفشل في إدارة الدولة ، تخبرنا مؤلفة الكتاب عن حلم غاندي في بناء وطن : "ليس مهمّاً أن يتولّى أمر البلاد مسلم أو هندوسي أو من طائفة المهمّشين، المهمّ أن يكون هنديّاً في المقام الأول والأخير".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram