TOP

جريدة المدى > عام > حنجرة عراقية

حنجرة عراقية

نشر في: 24 فبراير, 2020: 07:02 م

ناجي رحيم

(وأرد للناصريّة إردود ..) 

مدينتي كم أتشرّف أني ولدت فيك، 

في أحد أفقر أحيائك، نعم أتشرّف، 

أسمك من ناصر السعدون والحقيقة هي أنّك ناصرة العراق 

لذلك أنت ناصريّة.

*

في حنجرة داخل حسن

وهي تتهدّج وتصلّي وتصعد إلى سماوات،

في ساحة الحبوبي وهي تصرخ في وجوه أرباب،

الساحة حيث يقفُ الجدُّ الشّاعرُ معاضداً أحفاده الشباب 

في الناصريّة في الناصريّة أنا الآن

*

لو كان حسين مردان هنا (1)

والحصيري بل لو لم يغادر الجواهري بعمره المديد

لو حضر السياب عند شطّ العرب ورأى تمثاله

لو الرصافي نسي معاركه مع برلمان الملكية

وانعطف قليلاً حول شارع الرشيد وتمشّى

سيرى تمثاله حتما

لو نسي غرفته البائسة من فندق وحضر

لو عقيل علي لم يتمدّد في محطّة باص

لو سركون لم يذهب إلى برلين ويسهر في فراشه طيلة اليوم

لو كمال سبتي لم يمت في يوم ما لا يعرفه أحد

لو خالد الأمين لم يعدموه في أعلى ظهيرة أو في صباح باكر

لو زياد حيدر لم يذهب إلى معرضه الأخير

ويتكوّم بين لوحاته

لو حسين الموزاني معنا وحميد العقابي لو

ماذا كانوا يكتبون عن هذا الورم؟

أرواحهم تورّمت قبل أن يعرف العالم كلّه مصابهم

لو حضروا ماذا يكتبون

علّهم سيبكون بحيرات من حبر ودموع

علّهم سيصمتون طويلا وأصابعهم تطرق على قبور

علّهم وعبر قشرة الأرض السميكة يخبرون

لا نريد لا نريد لا نريد لقد أعطينا أغلى ما لدينا ويكفينا تعب

*

في مفاصل

ما يأتي موحشاً كالنأي

مدٌّ تطاولَ لدمِ الغروب

سربٌ من العيون يتهادى مع وطأةِ هذي الليلةِ العانس

يتهادى ينفثُ ترتيلَ بقايا مُكدّسة

في الطريقِ إليه

ثمّةَ الكثيرُ من الحديثِ غير المُعبّأِ بالكلام

فكيف سيّدة اللعثمات 

أنبشُ حروفي وأعرّيها بالشهيق ؟

أسيجةُ الوقتِ توغلُ في قلبِ العصرِ حكمتَها

تلعقُ بالنّهمِ السريّ رقبةَ الطريق

لو كانَ ثمّةَ ما يُحدّدُ لأنتهى القائلُ إلى حديقةِ الصّمت

لذا، يا قرقعةَ الصوتِ القادمِ تنبّهي لعروق الطريق

ثمّة رئةٌ ناعسة وآلافٌ من الطبول تنفثُ صفيرَها

هي الصحوةُ وحدَها لو كانت تصحو

تمنعُني من هذيانٍ معروق

وإذ لا يحدثُ شيءٌ تحتَ القبّة التي لا تعرفُ كنهَ استدارتها 

علّقتُ آلامَ السربِ في قلبي

(1) أعيد نشر هذا المقطع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة:  صفقة مع الخطر
عام

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة: صفقة مع الخطر

ألِكْس كورمي* ترجمة: لطفية الدليمي بينما أكتب الآن هذه الكلمات يرسلُ هاتفي النقّالُ بطريقة لاسلكية بعضاً من أعظم ألحان القرن الثامن عشر (مؤلفها الموسيقار العظيم باخ لو كنت تريد معرفة ذلك!!) إلى مكبّر الصوت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram