اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لا يأس مع ساحة التحرير

العمود الثامن: لا يأس مع ساحة التحرير

نشر في: 24 فبراير, 2020: 09:58 م

 علي حسين

اليوم نتذكر 25 شباط، 2011 حين خرج شباب العراق إلى ساحة التحرير، في ذلك اليوم لم يرفع الشباب شعارات طائفية، ولا سعوا إلى إسقاط النظام، ولا قدموا مطالب مستحيلة، ولم يفعلوا ما فعله الشباب في مصر وتونس وليبيا عندما طالبوا برحيل النظام، كل ما طالبوا به هو إصلاحات سياسية لا تنتقص من قدر الحكومة ولا تنال من هيبتها، إذا ما استجابت لمطالب شعبها وقررت أن تكون جزءا منهم.

هل كثير على العراقيين بعد عقود من الدكتاتورية أن يحظوا بحكومة تعبر عنهم وتلبي مطالبهم المشروعة؟ هل كثير على العراقيين أن يحظوا ببرلمان يمارس دوره الرقابي الحقيقي ولا يكون جزءا من الحكومة ؟. هل المطالبة بالحق في العمل الذي أقرته كل قوانين البشرية والحق في الفرص المتكافئة والحق في سكن لائق والحق في مجتمع مدني والحق في ابسط الخدمات والحق في محاسبة الفاسدين وناهبي المال العام، أصبح نوعا من أنواع الشغب والتمرد يستحق المواجهة وأن تجند الحكومة كل إمكاناتها وقواتها الأمنية من أجل الوقوف بوجه شباب مسالمين؟، لماذا يصر بعض السياسيين والمسؤولين على أن ينشروا سموم الدكتاتورية في نسيج المجتمع العراقي ؟ لماذا يصر بعض المقربين من السلطة على تغييب الحد الأدنى من العلاقات الإنسانية بين المسؤول والمواطن ؟ يقول أريك فروم عن حاشية المستبد إنه يصر أن يجعل من الطاقم الذي حوله حفنة من الأشخاص المحبطين عديمي الكرامة، لأنه كان ممسكا بمصائرهم، هكذا يختار الطاغية الفاسدين من البشر في نظام حكمه ليكونوا أصدقاء له، فهم عبيد النفاق والتملق الذين يصفهم ايتان دي لابوسي في خطاب حول العبودية "إنهم لا يتعين عليهم أن يفعلوا ما يأمرهم به، بل عليهم أن يفكروا كما يريدهم هو أن يفكروا، وهو لا يكفيه أن يطيعوه، بل عليهم أن يشددوا انحناءهم أمامه، إن عليهم أن يرصدوا وبكل عناية كلماته وصوته وعينيه وأي إيماءة تصدر منه". إن نيل المكاسب هو القيمة التي تسود ويعمل على شيوعها وتعميمها أولئك الذين قدموا الولاء فكان بديلا للخبرة والمعرفة والوطنية، ، وليس من المستغرب أن يرى المسؤول الفاشل أن القرابة هي الضمان الأول للولاء ولهذا يكون أقرباؤه هم حاشيته وهم أول المستفيدين، تعمل الحاشية على إيهام الحاكم بأنه محبوب من الجماهير وذلك من خلال الحشود المسخرة بفعل الإرهاب المنظم لمظاهرات التأييد. يكتب علي الوردي "الحاكم العادل يدرك بعدله لا بحدسه فقط أن خراب الحكم يبدأ لحظة توسيع دائرة عبيد النفاق". 

اليوم ونحن نعيش أجواء احتجاجات تشرين ، نجد أن دم الشهداء يصرخ على أرض ساحات الاحتجاجات وشوارع المدن المنتفضة التي ترفع شعار لا يأس مع شباب التظاهرات ؟ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram