TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: صورة وتغريدة!!

العمود الثامن: صورة وتغريدة!!

نشر في: 25 فبراير, 2020: 09:50 م

 علي حسين

في منتصف القرن العشرين كتب الفرنسي رولان بارت كتابا عن الصورة ضمنه شذرات عن علاقة الصور بالسياسة قائلا: "هذه الصور ما هي إلا مجموعة من الإعلانات التي لا تحظى باحترام الجمهور".

وأعتذر لكم عن العودة إلى عالم الفلاسفة، لكن ماذا أفعل، وجنابي يحاول التذكير مرة ومرتين وثلاثا بما يجري حولنا، لكن لا شيء يتغير سوى تقلبات أصحاب الفخامة.

بالأمس امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي ومعها بعض الوكالات والفضائيات بصور لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي يحضر جلسة تكليف محمد توفيق علاوي، وفي واحدة من الصور يظهر السيد الحلبوسي وهو يقرأ في خطاب التكليف، وفي ثانية يبتسم فرحا وكأنه يراقب مجريات معركة تشكيل الحكومة، ولا أريد أن أثقل عليكم بالحديث عن صورة سابقة للسيد نوري المالكي وهو يستقبل ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيدة بلاسخارت، وكان الحوار بينهما حول الأزمة السياسية في العراق، واتمنى عليكم قراءة تغريدة السيدة حنان الفتلاوي تستنكر تواجد بلاسخارت نفسها بلحمها ودمها مع محمد توفيق علاوي.. ياسلام يازعيمة.. هكذا يكون التوازن!! 

دعكم من صورة بلاسخارت وتغريدة الزعيمة وتذكروا أن رئيس مجلس النواب ظل خلال الأيام الماضية يصرخ رافضا تكليف محمد علاوي، منددا بانفراد رئيس الجمهورية.. معاتبا كتلة الفتح لأنها لم تستشره، ومغتاضا من سائرون لأنها تؤيد علاوي. وكلما نشر خبر عن موعد جلسة تشكيل الحكومة، يخرج علينا الحلبوسي ليقول ياجماعة لم نتفق بعد، ولكنني كمتابع لأحوال وأهوال هذه البلاد لا أفهم كيف تسنى لسيادته نسيان أن قدميه لم تقوداه يوما إلى خيمة من خيم المتظاهرين التي امتلأت بها مدن العراق، مثلما لم تقده قدماه أيضا إلى خيمة من خيم المهجرين خوفا من أن تتاثر أناقته.

يا سيدي رئيس مجلس النواب لقد استشهد عشرات الشباب في ساحات الاحتجاج دون أن تتكرم بالتقاط صورة مع أمهاتهم .

يرفض مسؤولونا "الأفاضل" أن يراهم الناس في لحظة صدق بشري.. فكيف يمكن لمن حصل على الكرسي من خلال مزاد عقده أبو مازن، أن يجلس على الأرض تحيط به عوائل شهداء الانتفاضة ؟!

عندما وضع العراقيون القدماء علم الحساب، لم يكونوا يدركون أن أحفادهم سيتحولون إلى أرقام في سجلات الموتى والمشردين، والباحثين عن الطمأنينة والأمان.

يا سيدي صاحب الفخامة ومعك أصحاب المعالي لم يعد ممكنا خداع العراقيين باحاديث مزيفة، فالعصر اليوم عصر الصورة ، ولم يعد ممكنا تحويل هذا الشعب إلى مجرد هتافين ومرددي شعارات.

المشكلة لم تكن في الصور، ولا في الشعارات التي يطلقها البعض، بل في الخداع، خداع النفس أولا، وخداع الناس مرة ومرتين وعشراً .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram