اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: في إهمال الثقافة والمثقفين

قناطر: في إهمال الثقافة والمثقفين

نشر في: 1 مارس, 2020: 07:34 م

 طالب عبد العزيز

لا يختلف أحدٌ معي على أن جزءاً مهماً مما يجب أن تضطلع به شبكة الإعلام العراقية والجهات الثقافية الأخرى، هو رعاية المثقف والثقافة، ولعلها تستطيع ذلك من خلال استضافة الأدباء والمثقفين والفنانين في تلفزيون العراقية عبر تخصيص مبلغ مكافاة نقدية محترمة تمنح للضيف،

في مظروف يتسلمه من المحاسب، بعد انتهاء الحلقة مباشرة ، شريطة أن تُشعره بأنها غير متفضلة عليه إنما هو مما يستحقه، وأن ما تمنحه له لا يختلف عما تمنحه الجريدة والمجلة والموقع الالكتروني أحياناً.

نقول ذلك لعلمنا بأن ما مخصص لشبكة الاعلام العراقية من مال يفوق ما خصص لكثير من المؤسسات في الدولة، وإنها تمنح مرتبات محترمة لكبار موظفيها، وإنها تنفق سخية على مشاريع أقل ما يقال عنها إنها غير ذات أهمية، بل وتستطيع أن تسهم بشكل فاعل في إحياء مفاصل كثيرة لها علائق وثيقة بالثقافة، وبالتأكيد فأن جهات ثقافية أخرى غير مبرأة من التقصير في ذلك، مثل وزارة الثقافة واللجان الثقافية، سواء في البرلمان أو مجالس المحافظات. هل من يدلنا على ما قامت به الجهات تلك؟ ونحن نرى ونعاين الإهمال الذي تعاني منه المواقع الثقافية والفلكورية والتراثية، ترى ماذا قدمت لجنة الثقافة في مجلس محافظة البصرة طوال فترة تأسيسها الى اليوم؟ وأين صرفت المبالغ المخصصة لها؟ أو ما هي أوجه الصرف؟ 

الجواب: لا شيء. نعم، ففي البصرة، المدينة التي تعتبر منارة ثقافية في أكثر من مفصل، لا نجد ملاذاً محترماً لمثقفيها. وليس فيها دالة واحدة على ماضيها في اللغة والشعر والسرد، نقول ذلك لأننا نقرأ ونشاهد الامم المحترمة، التي ترعى الثقافة والأثر بوصفه دالة على أهمية المدينة. هل يختلف اثنان على أهمية الجاحظ أو الفراهيدي أو الاصمعي أو المُبّرِّد، ألا يشكل بدر شاكر السياب ومحمود عبد الوهاب ومحمود البريكان ومحمد مهر الدين وإسماعيل فتاح الترك ومحمد سعيد الصكار وسعدي يوسف ومهدي عيسى الصقر ومحمد خضير وكاظم الحجاج وحسين عبد اللطيف وغيرهم، وهم بالعشرات أهمية في الثقافة العراقية والعربية؟

نحن نعرف القليل عن كولومبيا لكننا نعرف الكثير جداً عن ماركيز، وإذا كنا لا نعرف إلا القليل عن المكسيك، فنحن نعرف الكثير عن اكتافيو باث وفريدا كاهلو ، وعن قرب نعرف فنون الرسم فيها، ومثل هذه وتلك نقولها عن جمهورية الجيك وكونديرا، والنمسا وزيافييج، واسبانيا ولوركا، ولبنان وفيروز، وموسكو واخماتوفا ويسينن، والقاهرة ونجيب محفوظ، وهل أدل على لندن من سكشبير ... بل ولا نعرف عن الكويت أكثر مما نعرفه عن خالد النفيسي وعبد الحسين عبد الرضا. هل تعلم حكومتنا الأهمية التي عليها بدر شاكر السياب مثلاً في الثقافة العربية والعالمية. ماذا قدمنا له؟ وقد انفقت الملايين دونما وجهة حق.

إذا كانت ثورة الشباب المتظاهر في الساحات قد عنيت بالتغيير السياسي فهي في جانب من أنشطتها عنيت بالثقافة. الشباب يسعون الى تقديم الصورة المثالية والجميلة عن العراق المختطف من قبل أحزاب السلطة والمليشيات عبر الأغنية والعمل المسرحي، لعلمهم بأن ما يبقى هو الجمال، وسيذهب السياسيون والقتلة الى ما ذهب إليه أمثالهم في العالم. كل حكومة قادمة مطالبة برعاية الثقافة والفنون والأثر التاريخي لمدن العراق وإلا لن تختلف عن كل الحكومات العراقية السابقة، مع يقيننا بأن عراق ما قبل 2003 كان أفضل بكثير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram