الانبار /المدىعانت المرأة في الانبار كثيرا من الظلم والحيف نتيجة كوارث ونكبات خرجت في كثير من الاحيان عن اِطار المعقول والمتوقع فزاد عدد الارامل والايتام وكثرت الهموم، وما كان لها اِلا ان تحاول الخروج من طوق الازمات.يقول حكمت توفيق نائب رئيس جمعية الاخيار لحقوق الانسان في الفلوجة"
 اِن الارقام والاحصائيات المسجلة للارامل في جمعيتنا فقط بلغت اكثر من (1200) ارملة ومطلقة لكن هذا الرقم يصغر امام العدد الهائل في المدينة واطرافها والبالغ تقريبا من (6000 - 7000) ارملة وهو رقم كارثي بمقاييس حقوق الانسان وهؤلاء النسوة ليس لهن اي معيل. ويضيف قائلا: وقد حاولنا الحصول على دعم للارامل عن طريق رابطة المرأة وتمكنا من الحصول على 50 هوية لخمسين امرأة فقط من اصل (1200) مما مسجل في جمعيتنا وتؤهل هذه الهويات من تحملها الحصول على مبلغ مالي قدره (100) الف دينار فقط كل ثلاثة اشهر وربما يتأخر هذا المبلغ في كثير من الاحيان فالمبالغ المدفوعة تعتمد على المساعدات والهبات الانسانية، وبين حكمت"ان غالبية هؤلاء النساء وبنسبة (60%) من الاميات وبحاجة الى برامج لمحو الامية، فاضافة الى معاناة العيش تضاف معاناة اخرى عليهن وهي الجهل، ولهذا السبب قمنا بمفاتحة وزارة التربية لفتح دورات محو الامية ضمن برنامج خاص، لكنه اخفق نتيجة عدم تجاوب الوزارة بالشكل المطلوب، ونحن نسعى حاليا للحصول على دعم مالي لتنفيذ هذا المشروع قريبا".فيما يقول علي خليفة رئيس مؤسسة الغد لرعاية الارامل والايتام/ فرع الفلوجة"كانت نسبة تزايد الارامل على اوجها خلال الفترات التي شهدت عمليات عسكرية وعنف، وما مسجل في جمعيتنا اكثر من (10000) ارملة و(3700) يتيم و (120) مطلقة و(60) من ذوي الاحتياجات الخاصة، اما اِذا اردنا الحديث عن عدد الارامل فقط في الفلوجة وضواحيها فيصل العدد الى (7000) ارملة و (11000) مطلقة، اما عدد غير المتزوجات فوصل الى (21000) امرأة. هذا طبعا وفقا لاحصائيات ميدانية على مدى السنوات السابقة. واِذا ما اخذنا هذه الارقام الهائلة بعين الاعتبار، نجد مدى فداحة ما يقع على المرأة من ظلم كبير ومعاناة متواصلة ليلا ونهارا، والمصيبة الكبرى ان نسبة 60 % من الارامل من الاميات او متوسطات التعليم".تقول الدكتورة رابعة محمد نايل عضو مجلس محافظة الانبار والناشطة في شؤون المرأة"ان حقوق المراًة شبه معدومة خاصة في الفترة السابقة، وبعد الانتخابات الماضية اصبح لدينا سياق عمل خاص بالمراًة من المطلقات والارامل وغير المتزوجات.ام صابر اِمرأة في الاربعين من العمر تقول"اعيش انا واطفالي ظروفا قاسية للغاية بعد ان قتل زوجي واصبحت المعيل الوحيد لاطفالي الخمسة اعمل في خياطة الملابس في البيت لاوفر بعض المصاريف الكثيرة، وليس لدي راتب تقاعدي فاضطررت الى تشغيل ابني ذو العشر سنوات في احدى الكافتريات فترك المدرسة لهذا السبب وما يحصل عليه ولدي وما اتقاضاه من الخياطة لا يكفي لسد كل احتياجاتنا، فلجأت الى المنظمات الخيرية لكني فوجئت باعداد هائلة مثل حالتي وربما اسوأ، وتضيف ام صابر"لم يلتفت اي مسؤول لحالتنا ونعتمد على الهبات".