علي حسين
أعلنت الحكومة الصينية أنها استعانت بالسيدة "شن وي" في الحرب ضد فيروس كورونا. السيدة شن تعمل برتبة جنرال فى الجيش الصينى وتلقب بمدمرة الفايروسات، فقد استطاعت من قبل قهر وباء إيبولا ومن بعده سارس .
هذه المرأة العجيبة التي تبلغ من العمر 54 عاما عاشت أكثر من ربع قرن من حياتها تعمل بصمت في مشروع سرّي تبناه الجيش الصيني للقضاء على مرض اسمه إيبولا، وقدمت للعالم درساً في المثابرة لامكان فيه لجمل وشعارات عن عملاء البورجوازية وأصحاب الأجندات الانحرافية الإمبريالية الرجعية، التي تسببت في حرمان حنان الفتلاوي من كرسي وزير الصحة، فقررت أن تعطينا دروسا في الستراتيجية السياسية وكان آخرها أن كتبت تغريدة قدمت من خلالها خمس نصائح للشعب العراقي أبرزها أن التفاؤل خطأ، وأقواها وأكثرها كوميدية أن "الانفراد بالرأي والتعنت لاينفع"، وكنت أتمنى أن تراجع السيدة الفتلاوي خطبها ولقاءاتها التلفزيونية قبل أن تكتب التغريدة "المجيدة" فالذي يستحق النصائح من كان يعتقد أن هذا الشعب لا تنفع معه إلا نظريات التوازن في القتل الطائفي.
وبالنظر إلى الحالة الديمقراطية التي تلبست السيدة حنان الفتلاوي، فإن ما يجري هو نوع من الألاعيب التي يحاول بها البعض ارتداء قناع الثورية والدفاع عن حقوق المواطنين والتغني بشعارات مشروخة، ناسين أن بضاعتهم غالبا ما تكون رديئة ومتهرئة، فضلا عن كونها بضاعة مزيفة.
العالم يعيش هاجس الخوف من وباء "كورونا"، بينما نحن نعيش مع وباء اخطر واشد فتما وهو تصريح جهابذة السياسة الذين ينشرون كل يوم أنواعا جديدة من وباء الكذب والانتهازية والطائفية والخراب.. حين ينتشر الطاعون في رواية ألبير كامو نجد الساسة والمواطنين يصبحون أسرى داخل المدينة، فيما يبدل الوباء معالم العلاقات بينهم، فنحن هنا لسنا إزاء مرض قاتل فقط، وإنما بمواجهة التغيير الذي يحصل في علاقات الناس، فالمسؤول يبيع للناس طمأنينة زائفة مقابل أن يحصل على مزيد من الثروات مستغلا خوفهم وقلقهم، ورجل دين يدعوهم إلى طريق الهداية، فالطاعون غضب من الخالق على عباده المنحلين مثلما اكد لنا الشيخ مهدي الصميدعي الذي سخر من وباء كورونا واعتبر سفور المرأة اكثر خطورة من الوباء ويجب مكافحته .
منذ الأول من لانتفاضة تشرين بدأت الحكومة ومعها الجماعات المسلحة بإبداء توحشها تجاه ، حتى بدأ القتل والخطف وكأنه مسلك منهجي، المقصود منه مزيدا من الترويع الموجه إلى المجتمع، لقتل أي تفكير في الاعتراض والاحتجاج.