عبد الكنانياسئلة كثيرة شغلت الباحثين والمؤرخين والساسة ، ومازالت تشغل وتوجع رؤوس الناس، فهذا الرجل الذي عرف بانه رجل بريطانيا الاول في المنطقة العربية واشتهر بانه عراب اكثر من صفقة في تاريخ المنطقة،
ولعل اقناعه عزيز المصري بتولي قيادة الجيش العربي كان احد الانتصارات التي حققها لبريطانيا، لان عزيز المصري كان لايثق بالانكليز ولا يحبذ التعاون معهم، من جهة ، وانه صاحب تأثير على العديد من القيادات العسكرية العربية. ومعروف بوطنيته واخلاصه لقضيته العربية من جهة اخرى لقد تمكن نوري السعيد من اقناع هذا القائد العسكري الكبير..وعلى اثر ذلك انضم العديد من الجنرالات العرب الى الجيش العربي بمواجهة الدولة العثمانية... كذلك لعب دورا خطيرا في ترتيب الاوضاع العربية لصالح بريطانيا ومصالحها وهكذا رحل وفي جميع القياسات السياسية اصبح احد الاوراق المهمة والرابحة في يد بريطانيا، ولا يمكن التفكير او الاعتقاد يوما بانها ستتخلى عنه غير ان المؤشرات التي ظهرت قبل ثورة (14) تموز كانت تشير وتؤكد ان القطيعة بين الاثنين واقعة لا محالة، ولكن من سيتغدى بالثاني قبل ان يتعشى فيه.. هذا ما نحاول في هذه المتابعة الاجابة عليه.. ولعلنا سوف لا نتوقف عند رأينا فقط بل سنحاول مزجه باراء اخرى نعتقد انها ستضيف شيئا حتى لو كان معلوما او معروفا … ان الساسة في العراق ومنذ الحكم الوطني ، ومن هم على شاكلة نوري تضخم دور نوري السعيد.السعيد اصبح الكرسي والمال عزيز عليهما وفي مقدمتهم السعيد... الذي احس وشعر من خلال مجساته ونبضاته السياسية انه اصبح في عداد المنتهية صلاحيتهم لدى البريطانيين ، وانهم بحاجة الى تجديد الماكنة السياسية من خلال بدلاء اخرين، ويبدو انه اتفق سرا بشكل او باخر مع الملك والوصي عبدالاله ودفعهما الى زيارة واشنطن.. املاً ان يستديم عمره السياسي كما هو مقرر بذهنه، وبالمقابل يبدو الى جانب ذلك كانت حاجة بريطانيا ترصد تحركات نوري السعيد من خلال علاقاته السياسية في الخليج والاقطار العربية والاسلامية لفتح قنوات اختراق للسياسة الامريكية بالاساليب الدبلوماسية التي كانت بريطانيا متحسسة منها . (كما يقول احد معاصري تلك الحقبة، والذي استهواه تتبع خيوط هذا الامر لمعرفة الجوانب الخفية فيه، فكرس قراءاته له فوجد ان حلفهما قد انتهى). بفعل ما تقدم وتضخم دور نوري السعيد في السنوات الاخيرة. ولانه اصبح احد اقطاب دولة الاتحاد العربي واحد المنادين بفتح صفحة المطالبة بضم الكويت الى هذا الاتحاد فتغدت بريطانيا بسياسة نوري السعيد وبالقضاء على شخصه قبل ان يتعشى باستئصال النفوذ البريطاني كان بامكانها ان تنقذ نوري السعيد من القتل من خلال امكانياتها العسكرية وفي مقدمتها قواعدها الجوية غير المرحلة، واذنابها وعملاؤها والبيوتات المولية لها، والتي صنعتها، وانتشرت في العراق عموما،، ويلتقي مع هذا الرأي الباحث والسياسي محمد حسن الجابري الذي عرف بمعاصرته للاحداث، وعبر انخراطه في العمل السياسي، واهتمامه بالبحث التاريخي عن احداث العراق بشكل عام، والحقب والمراحل التي مرت به..ويذكر ، بان صراعا عنيفا وخفيا كان بين المخابرات البريطانية والامريكية.. وهذا الصراع لم يظهر على السطح الا بعد قيام ثورة (14) تموز.وكشف بان ذلك الصراع كان له عمق تاريخي عميق.. ولهذا بعد ان حاولت حكومة العراق في العهد الملكي التقرب من المصالح الامريكية في المنطقة، لاسيما بعد زيارة الامير عبدالاله للولايات المتحدة الامريكية وللسعودية عام (1957) اخذت المخابرات البريطانية تفكر بتغيير النظام في العراق من خلال ايجاد البديل للنظام الملكي المتهرىء بعد ان اصابته الشيخوخة والكبر من خلال شخصياته العاجزة.. وحفاظا على مصالحها في العراق، من جانب.. ومن اجل ايجاد زعامة موازية لزعامة عبد الناصر في المنطقة، وربما بديلة بعد حدوث المد القومي في المشرق العربي الذي تبناه الرئيس جمال عبد الناصر، والذي اصبح رائدا للقومية العربية، والحركة التحررية العربية، وبصورة ادق بعد تأميم قناة السويس عام (1956) من جانب اخر.- ولكن ما الدلائل العملية على هذا التخلي؟انها لم تتدخل عسكريا لقمع الثورة، كما فعلت عام (1941) لا هي ولا حلف بغداد. وكان بامكان ذلك.. وهو ما كان يتوقعه نوري السعيد والذي كان يعول على تدخل بريطانيا خلال (24) ساعة ولكنها لم تتدخل. وكذلك منعت الجيش الاردني من التدخل ، حيث اراد الملك حسين نجدة ابناء عمومته ونصرتهم ، وما اكده ايضا فشل المحاولة الانقلابية التي قادها اللواء صادق الشرع في الاردن بعد ثلاثة اشهر من ثورة (14) تموز.واعترف بان الدافع للانقلاب كانت بريطانيا لمحاولته ونجاح ثورة (14) تموز في العراق..ان الاحباط الذي اصاب نوري السعيد جراء تخلي بريطانيا عنه، وان كان يتوقعه ادى به ان يصرح من بيت الاستربادي الذي اختبأ فيه وفي اليوم الثاني للثورة.واقسم بانه سوف لا يسمح بقدم بريطاني في العراق اذا ما فشلت الثورة..واندفع يحاول ، واخذ يتحرك حتى القي القبض عليه وقتله في منطقة البتاويين حقا! ان جميع الدلائل والمؤشرات تؤكد على ان بريطانيا كان بامكانها ا
حين تخلت بريطانيا عن نوري السعيد
نشر في: 9 مايو, 2010: 04:28 م