عفيفة اسكندر صوت غنائي قدم لأسماعنا اجمل الاغنيات واعذب الألحان طوال ما يقارب اربعين عاما واثرها مازال خالدا في الاذهان وذكراها لم تزل نضرة، رغم انها حبست صوتها عن جمهورها بإرادتها وحرمته من نعمة الاستمتاع به لاسباب غير معروفة ولا معقولة، ولا اجافي الحقيقة اذا قلت ان صوتها ما زال مطلوبا, وبحماس شديد من قبل الجمهور، برغم ان التلفزيون والاذاعة تنكرا لهذه الموهبة الكبيرةبفنها وشخصها.
ولأنها مطربة مثقفة ومحبةللشعر وتواقة للأدب كان مجلسها لا يخلو من المناظرات السياسية والشعرية والفنيةوالادبية حيث كان يضم كبار الادباء والسياسيين والفنانين منهم نوري السعيد وابنه صباح والوصي عبدالإله وتوفيق السويدي وسعيد قزاز وخليل كنة ,وفائق السامرائي وسواهم. rnاول مطربة تغني القصيدة المطربة عفيفة تعتبرلكثرة مطالعاتها للشعر اول مطربة عراقية غنت الشعر وقدمت ما يقارب 60 قصيدةولم يعرف عن مطربة عراقية اخرى غنت هذا العدد الكبير من القصائد، لا سيما وان غناءالقصيدة في الغناء العراقي يكاد يكون محدودا جدا، وقد غنت لأساطين الشعراء مثل سناءالملك والبهاء زهير والشيخ علي الشرقي وطبقة الشعراءالمحدثين.كانت تتكلم الانكليزية بطلاقة وتجيد التركيةواليونانية ايضا اضافة الى مقدرتها في العربية وهي أول من غنت القصيدة بين مطربات العراق.rnأول أغنيةان اول اغنية سجلتها للإذاعة في عام 1937 هي (برهم يابرهوم يا بو الجديلة عذبت حالي وايدك طويلة) ثم اعقبتها بأغنيتها الثانية (زنوبة)بعدها اتجهت في الغناء الى قطبي التلحين العراقي (صالح الكويتي وداود الكويتي) واشتهرت بسرعة بسبب رصانة صوتها وعذوبته ووقفت بسرعة بمصاف اشهر مطربات ذلك العصركزكية جورج وسليمة مراد وسلطانة يوسف وصديقة الملاية وزهورحسين.rnذكريات سعاد الهرمزيالمرحوم الأستاذ (سعاد الهرمزي) الاذاعي المعروف الذي قدم للغناءالعراقي عدة دراسات وكتب فنية وكان أحد الذين كتبوا عن عفيفة في كتبه ومقالاته فقال عنها: عفيفة اسكندر لون فريد في الغناء لا يضاهيه أو يقترب منه أي لون آخر من الوان الغناء العربي، وهو أيضا لون محير فلا تدري هل هو مونولوج أو غناء خفيف أو غناء عاطفي,,, أو هو كل ذلك معا!أما صوتها وأداؤها فيستقلان بمواصفات مميزة وخصائص متفردة ويبعدان ابتعادا غير مألوف عن صوت وأداء أي مغنية في الوسط الغنائي العربي.rnجابوكلي أو المسدس السريع الطلقات ..ومن الذكريات الأخرى التي ذكرها (الهرمزي) عن هذه الفنانة الرائدةانها - كما يقول - ظهرت للمرة الأولى على المسرح في ملهى صغير بمدينة اربيل في أوائل الثلاثينيات، وكانوا يسمونها في تلك الفترة بـ (جابوكلي) وتعني المسدس السريع الطلقات.يذكر المرحوم الهرمزي ان هناك مجموعة كبيرة من خيرة رواد التلحين في القطر قدمت العديد من الأغنيات الجميلةالتي تشكل الآن ثروة كبيرة لتراثنا الغنائي، وأبرز من تعاملت معه الفنان «سميربغدادي» أو وديع خوندة ورضا علي وناظم نعيم وكريم بدر وأحمد الخليل وعباس جميل وياسين الراوي وخزعل مهدي وسواهم.وحتى فرقتها الموسيقية التي تصاحبها في الغناء تختارها بدقة وعناية كي تتناسب مع صوتها وطريقتها في الأداء, وكما يقول (الهرمزي) ان حفلاتها كانت أسبوعية وتتضمن في كل حفلة (وصلتين) بحدود ساعة لكل وصلة غنائيةوفي بداياتها الأولى كانت فرقتها تتكون من عناصر فنية ثم تركوها وسافروا فبدأت بالتعاون مع مجموعة من الموسقييين أبرزهم سالم حسين وخضير الشبلي وجمال سري على آلةالقانون وكريم بدر وكريكور برصوميان وجوزيف حنا وجميل بشير على الكمان وخضر الياس على الناي وعلى العود كان الفنانان منير بشير وروحي الخماش كما كان الفنان حسين عبدالله يشارك في حفلاتها كضابط ايقاعالحوادث والمواقف التي لا يعرفهاالكثيرون من الناس عن المطربة عفيفة اسكندر يقول الهرمزي: لها ذكرى مع موسيقارالأجيال الفنان محمد عبدالوهاب لا أظن انها ستنساها أبدا وهي مثلت معه في فيلم «يوم سعيد» إخراج «محمد كريم» ولحن لها أغنية غنتها في الفيلم عام 1940 لكن عند عرض الفيلم لم تقدم الأغنية لأن المخرج اضطر الى حذفها مع مشاهد أخرى بعد اكتشافه ان الفيلم قد تجاوز الساعتين وهو وقت طويل ويمله مشاهدو السينما .rnمن ذكريات الصحافي صادق الازدي تحدث عن لقائه بعفيفة اسكندر في استانبول فقال: «كنت أسكن في أحد فنادق استانبول - في سفرةسياحية، وبعد ان تناولت طعام الغداء اخذت قسطاً من النوم,, لكني قفزت من فراشي وانافي عز النوم على اثر رنين الهاتف وعندما رفعت السماعة وجدت ان الفنانة عفيفة هي التي تتحدث على الطرف الآخر فتملكني العجب، اذ انها كيف عرفت بوجودي هنا! فتبين انها نزلت في نفس الفندق مصادفة وسألت صاحب الفندق عن اسماء العراقيين من النزلاءفاختارت اسمي من بينهم واتصلت بي والتقينا وتحادثنا - وطلبت ان تسهر معي واتصلت بأحد معارفها ايضاً في استانبول هو وعائلته كي يمروا علينا لنسهر معا - وجاءوااليها وكان أحد كبار رجال الاعمال ومعه ابنته وسيدة مهيبة الطلعة هي زوجة احد اصحاب الفخامة رؤساء الوزارات العراقية وتعرفت عليهم,,, وألحوا من أجل مرافقتهم - لكني اعتذرت اليهم بلطف - لأني لم أعتد السهر مع أصحاب الملايين والفخامات.ومن هو هذا الرجل وتلك السيدة بهية الطلعة؟ يقول الازدي: &a
عفيفة اسكندر .. الغناء تحت السلاح وقصص حب فاشلة
نشر في: 9 مايو, 2010: 04:32 م