علي سرمد
ولأنّكِ الرمادُ الذي ينبتُ
بوهن ذاكرتهم المشحونة بالرصاص
ولأنكِ الشمسُ التي يُصلبُ على كفيّها
محابرَ الكهوف وأرديةَ النطاسين
ولأنكِ بحرٌ من الأصفاد
المغلولة بأبجدياتهم
ولأنّ التاريخَ يموتُ واقفاً
على سواحلَ خصرك
ولأنّ شفتيك أقوى
من نصل حروفهم
وضعوك في ليل الوصايا
كلّما شعروا بوهن عظامهم
ورمَوك بما ابتلاهم اللهُ من الخطايا.
من زحمةِ الموت
تتعالى أنفاسُكِ وطناً
لتضمّدَ العابرين إلى جزر المنفى
بكمامات الوقت.
من زحمةِ الموتِ
تغزلينَ الخطى الموؤدة
بحبالِ صوتكِ
المنسابِ بخاصرةِ أبواقهم
أو سنابلِ شعرك
الهاربةِ من لعنة ابليس
دعيني أبدّدُ هذا العشقَ أفقيا
كلّما شعرتُ بعطشِ الإنسان في داخلي
ودعيهم يحرثون المعنى
لكي ينساقوا إلى الصليب
قبل ابتكار النص
حملتُك ألفا
وجبتُ كلَّ صحارى الروح
لم أجد أشدَّ عورةً ممّا وصفوكِ به.