TOP

جريدة المدى > عام > آرنست بوسي.. الأبعاد البصرية ذات الاختلاط الهندسي

آرنست بوسي.. الأبعاد البصرية ذات الاختلاط الهندسي

نشر في: 8 مارس, 2020: 06:57 م

ضحى عبدالرؤوف المل 

تشكّل أعمال الفنان “آرنست بوسي” ( Ernest PoeSy) نوعا من الأبعاد البصرية ذات الاختلاط الهندسي، وفق ترددات الخطوط المتماسكة

التي تحمل في طياتها المعايير الاهتزازية للالوان وايقاعاتها الصامتة او الموسيقى اللونية الخاضعة للمحسوسات والعناصر التي ترتكز على الشكل والاسلوب، والمقاييس الخاصة بالاحجام وتجانسها ، بترفيه يضم ايحاءات لرسومات هندسية يختلط معها التجريد الهندسي الإنعكاسي وجماليته الفلسفية، الخاضعة بيولوجيا لتلقائية المزج بين الالوان والنظم الحيوية وآفاقها المتخيلة فنيا، والتي تحتاج إلى إظهار كل ما يرتبط بالواقع الحيوي للأشياء من الخط إلى اللون الى الاستطراد بالايحاءات، وكيفية انعكاساتها على العناصر الأخرى. مثل الضوء والفراغات وبتكامل تتآلف معه الاشكال الهندسية لونياً مع الاهتمام بتراكيب المعنى المجازي في لوحات هي موسيقى فنية ينتج عنها كل هذه الاشكال التي تتوالد من بعضها البعض، وتساعد على فهم الحركة في الألوان الباردة والحارة، وحتى في الاشكال الهندسية وتضادها أحياناً ، بأسلوب يحتاج الى تركيز الانتباه على البؤرة الخاصة التي تستحوذ على التأملات والعوامل المرتبطة بولادة كل لوحة . فهل يمكن تجاهل الجوانب الفنية الأخرى في أعمال ارنست بوسي؟ 

تنشط ذبذبات الألوان في أعمال الفنان "ارنست بوسي" لتكتسب الأشكال متانة تؤدي دورها في خلق تلقائية ترتبط بالتحليلات، ودلالاتها المرتكزة على الايقاع والاستمتاع بحيوية الخطوط، وما ينتج عنها من تأويلات بصرية ذات استدلالات هندسية غارقة بالتحولات والتغيرات في القيم اللونية وتدرجاتها المنخفضة والمرتفعة على السواء، لرفع قيمة الإدراك والخيال، والإثارة الانفعالية الناتجة عن الاستجابات البصرية للخطوط والألوان، والحركة المؤثرة على وجهات النظر التي من شأنها رفع مسألة أهمية علم الجمال في هذا النوع من الفن المختلط مع الفنون الأخرى من حيث التوهج والإشراق في الفن المعاصر، القائم على المزج بين عدة أساليب فنية تؤدي كل منها الى الابتكار لإثارة الخيال ، واستفزاز المتلقي لتدفعه الى التأمل. لفهم قيمة العمل الفني ومقارنته بالتجريد الهندسي لإدراك الفوارق ، وربط الأجزاء بين الأشكال والالوان وسيكولوجيتها البصرية الخاصة . فهل تتيح الخطوط في أعمال الفنان "آرنست بوسي" خلق الكثير من المعاني الجمالية في اللوحة الواحدة؟ 

خلفيات حساسة بصرياً من حيث الشفافية في الابعاد وسلاستها، وفي تكوين ثلاثي الابعاد يعيد من خلاله تأسيس التقسيمات دون الغاء المسافات الإفتراضية التي تمنح الاشكال المختلفة انسجاماً يبلغ صداه عبر الالوان، ويتغلغل بين الأجزاء واتجاهاتها المكونة من سالب وموجب، بديناميكية تستند على التناقض بين البارد والحار والسلبي والايجابي، وبجدلية التغيرات التي يفرضها "آرنست بوسي " الذي عاش في مدينة نيو أورليانز ونيويورك قبل الانتقال الى سان فرانسيسكو ، واستكمال معارضه التي تستمد من تأثيرات البيئة التي عاش فيها ضجيج الألوان والخطوط ، وبفن يميل إلى الهندسة وتصوراتها الجمالية عبر التطور الايقاعي للالوان التي يستخدمها وفق انعكاسات بصرية هي معادلات تتضاعف مع العلاقات الاخرى من ضوء ومستويات التفتيح والتعتيم، والإضافات الاستثنائية القابلة للاشتقاقات وفق معايير الاحساس بالجمال المنبثق من الاشكال المتغايرة او المتناقضة ، مما يعكس جدلية الايقاعات وأهميتها في تكوين الشكل الفني الذي يسعى اليه لفهم ماهية المؤثرات الفنية في الأعمال الفنية التشكيلية المتطورة مع الزمن، لايحاءاتها وقوتها في إبراز أهمية الانعكاس اللوني في التجريد الهندسي واضداده، وحتى تناقضاته الجوهرية بين الداخل والخارج. وهذا ما تؤكده لوحاته ومضامينها الاكثر قوة، لاقترانها بالاسلوب الانعكاسي في الفن التشكيلي وابعاده. فهل تواكب الخطوط المضامين اللونية وانعكاساتها على الوعي الهندسي وايقاعاته، وتكراره في أعمال "آرنست بوسي" ؟ 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة:  صفقة مع الخطر
عام

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة: صفقة مع الخطر

ألِكْس كورمي* ترجمة: لطفية الدليمي بينما أكتب الآن هذه الكلمات يرسلُ هاتفي النقّالُ بطريقة لاسلكية بعضاً من أعظم ألحان القرن الثامن عشر (مؤلفها الموسيقار العظيم باخ لو كنت تريد معرفة ذلك!!) إلى مكبّر الصوت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram