د.علي الهاشمي
خلال سني الدراسة في البكالوريوس كانت كلية التربية الرياضية تستقدم أساتذة من الخارج ، فمنهم على سبيل المثال لا الحصر الهر كريمر الألماني الذي أوصى بأن يدفن في العراق وتمّت تلبية وصيته ،
ويوزيف وفرابيل وزوجته من جيكوسلفاكيا ويوركن الألماني وبسطاويسي المصري وغيرهم إضافة الى أن من يحمل شهادة الدكتوراه من العراقيين تخرّجوا من دول مختلفة انعكس ذلك بشكل كبير على إعداد طلبة البكالوريوس بشكل يتناسب والحصول على هذه الشهادة.
لذا توزّع الخريجون على المدارس ومراكز الشباب والأندية والاتحادات الرياضية، وساهموا بالنهضة الرياضية ونشر الوعي بأهمية الرياضة في حياة الناس ، وكذلك بأهمية الانجاز في تحقيق طموحات الشعب العراقي ليرى عَلمه خفاقاً بين دول العالم والاستماع الى النشيد الوطني يعزف بلحن يستنهض روح إنتماء الرياضي الى وطنه وشعبه .
هذه التجربة ومن دول مختلفة ساهمت في تلاقح الأفكار وتعدّد الثقافات في خدمة الرياضة تستند على آخر معطيات العلم ومستجدّاته ، وبالتالي تخلق أجواء أكاديمية غابت في سنوات لاحقة عندما تم الاستغناء عن فكرة الدكاترة الأجانب والاعتماد على خريجي مختلف الدول من العراقيين الذين قاموا بواجباتهم كما ينبغي ، ناقلين أفكارهم وتجاربهم الى طلابهم ، وهؤلاء الأساتذة بلغوا سن التقاعد ومنهم صاروا في رحاب الله عطر الله ثراهم .
واستلم بعدهم طلابهم أثر حصولهم على الشهادات من داخل العراق والذين اشرفوا على الدراسات العليا فتخرّجت أجيال عديدة من حملة الشهادات ، بعضهم أقل من مستوى الشهادة في الماجستير والدكتوراه حيث تتدخل المعرفة والصداقة في مرور الطالب في المناقشة وفق سياق اعتاد عليه الطلبة بتوصية من مشرفيهم (لا تستفزوا المناقشين .. وشكراً على الملاحظات التي سأخذ بها في تصحيح الرسالة أو الأطروحة) بل وصل الحد الى اعتراض بعض المناقشين على عناوين الرسائل والأطاريح كونها لا تتعلق بالهدف أو طول العنوان وعدم تجزئته الى عنوان رئيس وثانوي أو عدم الترابط بينه ومشكلة البحث والاحصاء وما الى ذلك من الملاحظات .
في دول سبقتنا في هذا المجال تعير أهمية كبيرة لعنوان الرسالة أو الأطروحة إضافة الى الجانب النظري حيث يعتبر إغناء للرسالة أو الاطروحة إضافة الى إثراء فكر الطالب بمعلومات جديدة تشكل شخصيته الاكاديمية والعلمية ولهذا يعتمدون سياقاً متعدد الوسائل في الحصول على العنوان فيقدم الطالب للمشرف عدد آمن العناوين تتم مناقشتها بينهما ومن ثم ترشيح أفضلها لمناقشتها في المجلس العلمي في القسم المعني وبعد ذلك تناقش في مجلس القسم ومن ثم تناقش في المجلس العلمي أو مجلس الدراسات العليا في الكلية وبعدها في مجلس الكلية وعند اختيار المناسب منها يعمّم العنوان على كل كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة في ذلك البلد لمعرفة إذا كان هناك من كتب بهذا العنوان أو أية ملاحظات أخرى.
وتحدد فترة زمنية لإجابة هذه الكليات أو أقسام التربية البدنية قبل أن يُعتمد العنوان رسمياً ويطلب من الباحث فيه السير وفق منهجية البحث العلمية ، أي أن العنوان مرّ بمراحل متعددة قبل إقراره ، ولنا عودة لهذا الموضوع في وقت لاحق .