اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: في تخليص المدن من النفايات

قناطر: في تخليص المدن من النفايات

نشر في: 10 مارس, 2020: 07:14 م

 طالب عبد العزيز

تناقل بعضُ المدونيين ما معناه أنَّ مديرية حقوق الإنسان في البصرة، وعبر نداء صوتي، دعت أصحاب السيارات الحوضية الى تجمع لهم، مستنهضة فيهم الشيم والقيم البصرية، من أجل القيام بحملة رش معقمات ومطهرات تشمل شوارع ومباني المدينة.

ولعل الخبر لا يخلو من الأهمية انسجاماً مع ما تقوم به بلديات المدن المتحضرة في العالم، إلا أنَّ الواقع الخدمي في البصرة وغالبية مدن الوسط والجنوب كان وما زال المرتع والموطن لمئات الميكروبات والفايروسات، بعد تردي الواقع الخدمي، وعجز الحكومات المحلية عن إيجاد الطرق المناسبة للتخلص من النفايات.

وفي مدينة كبيرة مثل البصرة ظلت قضية التخلص من النفايات واحدة من أعقد القضايا، لأنها ما زالت مصدر كسب وثراء لكبار المسؤولين في المحافظة، ومثال الشركة الوطنية للتنظيف، التي استقدمها المحافظ السابق ماجد النصراوي مازال ماثلاً أمامنا. وفي الوقت الذي ينتفع فيه هؤلاء من قضية النفايات، وتعمدهم في بقاء الحال على ما هو عليه، بل ويتخطى السيئ الى الاسوأ، نجد أن عدد المساجد والحسينيات التي بنيت هنا بعد العام 2003 قد ارتفع الى أرقامٍ خرافيةٍ، لكننا، لم نسمع من إمام او خطيب دعوته لنظافة المدينة أو تجريمه لما يقوم به المسؤولون من ردم الانهار وتجريف البساتين والعبث بالمساحات الخضراء. وهكذا نحن ضحية مؤسستين حاكمتين لا ثالث لهما، المسؤول السياسي بتعمده في بقاء الحال ورجل الدين المتسامح أو الصامت .

لم نسمع من إمام مسجد أو واعظ أو خطيب في حسينية انه حث أتباعه على القيام بحملة تنظيف في الحي الذي يقرأ فيه، إنما ظل يوصيهم بالصلاة والصيام والبكاء على الحسين وزيارة العتبات والصدقة والحج والعمرة وضرورة الزواج المبكر والتعجيل بالذهاب الى الجنة وعذاب القبر وتهويل حجم النار ووو. حين نفحص قيمة المواعظ هذه نجد أنها تقع خارج الحياة وأهميتها، فالجنة والنار وعذاب القبر تفاصيل لا يعرفها إلا رب العباد، أما الحياة الحقيقية فهي كل ما يتعلق بالعيش الكريم والحياة الآمنة الخالية من الاوبئة والامراض والسكن المعقول، الذي يليق بالانسان، بل أنَّ الحياة مستحيلة إلا مع الآخر المؤتلف والمختلف، والحضري المتعلم والمتمدن، بوصفه النضج في العلم، والمثال الذي يحتذى به، وبما يتوجب اقتفاء أثره من أجل تحقيق غايتنا في الوجود.

ما انتفاع المواطن البصري من حملة السيارات الحوضية وقد باتت أنهر البصرة الثلاثة مكباً لمياه المجاري الثقيلة والخفيفة، وماذا سيجني المواطن من رش المعقمات إذا كان أسواق العشار التي على نهر الخندق أو التي في سوق البصرة القديمة، قرب السماكة بخاصة تؤوي ملايين الذباب ومئات الكلاب والقطط المريضة والضالة وآلاف الجرذان والفئران، وماذا يعني فعل كهذا إذا كان المواطن ما زال يعتقد بأن النظافة والقذارة بيد الله، وأن المرض من الله أيضاً وأن الاستخارة تنجيه مما تتوعد به الأقدار.

الآن وبعد أن أقصيَ السياسي الوطني- العلماني بخاصة- من المشهد العراقي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram