علي حسين
عفواً سيد غيتس، قرارك بالتقاعد من العمل، وتخصيص وقتك وأموالك التي تجاوزت الـ120 مليار دولار للأعمال الخيرية، هي نسخة بالكربون من حملة التعهد بالنهب في بلاد الرافدين ،
ولكن شتان ما بيننا وبينكم، بين ثرواتكم التي تهبونها لفقراء العالم وبين ثروات أغنيائنا الذين ينمون بها اقتصاد دول الجوار من خلال حسابات سرية لا يعرفها إلا الراسخون في العلم. عفوا سيد غيتس، المليارات التي تتبرع بها جاءتك من اكتشاف علمي در عليك الثروة، اما ثروات أغنيائنا فقد جاءت من خطب رنانة ومناورة وانتهازية وتوازن طائفي.. عفواً سيد غيتس نحن نظلم أنفسنا إذا حاولنا أن نلبس ثوباً ليس ثوبنا، أو أن نحاول تقليدك، فنحن أمة علمت الناس القراءة والكتابة والفروسية وأيضا كيف ينهب مال الدولة في سبعة أيام وفي وضح النهار، وفوق هذا كله فان مسؤولينا قادرون على أن يدخلوا أيديهم في جيوب الناس ويأخذوا مابها. عفوا سيد غيتس، الأثرياء عندكم يدفعون الضرائب المستحقة عليهم، وإذا نجح أحدهم فى الهروب من الموت فإنه لا يستطيع الهروب من الضرائب.أما أثرياؤنا فهم الذين يأخذون ضريبة من الناس. عفوا سيد غيتس، لا يمكن أن نطلب من السارق والنصاب أن يفهم معنى التبرع للفقراء. فقط يمكن أن يتوقفوا عن السرقة وألا يخلطوا بين خزينة الدولة وخزينتهم الشخصية، أن يكتفوا بما أخذوه، وأن يدفعوا الضرائب، وألا يتدخلوا في صياغة قوانين تسمح لهم بمواصلة السرقة والاحتكار وتخريب الاقتصاد ونهب ثروات البلد.. عفوا سيد غيتس، نحن نعيش زمن مهربي المال العام، فكيف تطلب من صاحب الثروة الحرام أن يفعل خيراً؟.. وكيف تطلب من مسؤول استغل وظيفته لمنفعته الشخصية أن يوقف مالاً من أجل الآخرين؟! عفوا سيد غيتس نحن نعرف غرضك، ولو أن بعض الظن إثم، إنها مجرد رشوة انتخابية فانت تحلم في أن تصبح مثل سياسيينا، الذين لا يعرفون الطريق إلى الناس إلا أيام الانتخابات.
عفوا سيد غيس نعرف أنك لم تكن رائداً في علوم التكنولوجيا فقط، بل كانت ريادتك الأهم في مفهوم الإنسانية عندما قررت تخصيص جزء كبير من ثروتك لمساعدة المحتاجين ومكافحة الأمراض حول العالم . وأن لاتترك هذه الثروة لأبنائك. في الوقت الذي يعيش فيه أبناء مسؤولينا في بلدان "الكفار" يتمتعون بالثروات التي هبطت على عوائلهم بالنصب والاحتيال ، ويعتقدون أنهم أبناء رجال "مؤمنين" سيهزمون بتقواهم بيل غيتس ومعه المرحوم ستيف جوبز الذي أعلنت زوجته أن الثروة التي تركها والبالغة 25 مليار دولار ستذهب إلى الأعمال الخيرية ولن يحصل أبناؤهم على شيء منها.. سننتصر عليكم أيها المبذرون وحتما بالعلم فقد أعلن مدير صحة الكرخ، أننا سنعلن النصر على الملعونة "كورونا" خلال الأسابيع القادمة.. ألم أخبرك ياسيدي أننا متفوقون؟!! .