محمد حمدي
ضربتْ أزمة فيروس كورونا القاتل مفاصل الحياة العامة بالصميم في أرجاء المعمورة ، ومن النادر أن لا يتحسّس أي أحد بمدى الضرر الصحّي والنفسي والاجتماعي الذي أحدثه شبح الفيروس الى الدرجة التي تؤجّل بها دورة طوكيو الأولمبية مُرغمة مع أن حجم البطولة ومكانتها هو الأكبر عالمياً ولا توازيها أية بطولة أخرى في إشارة واضحة الى تأثر الرياضة والمجتمع الرياضي بهذا العارض الاستثنائي الخطير.
ومع أن الغالبية العُظمى من المراقبين والمتابعين لم يضعوا في حساباتهم مثل هذا السيناريو الصعب الذي ألزمنا التواجد والحجر الصحي الاضطراري في البيوت ، ولو تذكرنا قليلاً حجم الاعتراضات التي واجهت وزير الشباب والرياضة يوم أقترح تأجيل دوري الكرة للعام الحالي والهجمة الإعلامية الشرسة التي وصفت التأجيل بالاجتهاد غير المبرر ، لا بدَّ أن يكون هؤلاء قد استشفوا تماماً أن الإجراء الذي لجأ اليه العالم أجمع كان ضرورياً في العراق ، حيث ليس من المعقول أن يتم تأجيل دوري الابطال الأوروبي واللاتيني والأفريقي والآسيوي ولا يكون الحال مماثلاً في العراق! المهم أن الرياضة بكل فاعليتها وروحها العالية وتنافسها قد خمدت الى فترة نتمنى أن لا تكون طويلة ، ولكن أهل الرياضة وأبطالها كان لهم ميدان آخر لمسناه بوضوح وبفاعلية التوجيه والنصح للتوعية بمخاطر المرض وتفشّي الفيروس ، وشاهدنا دون شك الابداعات والمبادرات الرائعة التي أقدم عليها أبطال أولمبيون وفرق عالمية كبيرة كتلك التي أقدم عليها نجوم فريق بروسيا دورتموند الألماني أو انتر ميلان الايطالي وهم يرتدون بدلات صحية خاصة ويحملون كرات تعفير وليست كرات للعب.
لن أصل الى حدود معينة لو تطرّقت الى الاساليب والممارسات التي تحوّلت الى آليات توعية وإرشاد في الرياضة ، ولكن بودي أن أشير إلى ما يحصل لدينا وما سجّلناه ايضاً لهؤلاء النجوم الكبار بين من تبرع بأمواله المُدْخرة أو من أوقف فندقه الخاص ليكون مشفى للمصابين أو من تبرّع بامتيازاته المالية كما فعل وزير الشباب والرياضة الدكتور احمد رياض من وحي كونه بطلاً رياضياً قبل أن يتم استيزاره ومن ثم توجيهاته ورسائله المتكرّرة للفرق التطوّعية ومراكز الموهبة الرياضية بمختلف المحافظات ليأخذوا دورهم في التوعية والتوجيه والمشاركة مع الفرق الصحية بأي جهد ممكن ، كما لا يمكن اغفال توجيهات الوزارة بتحويل المنشآت الرياضية والفنادق الخاصة بها في كربلاء والبصرة وبغداد وواسط الى مستشفيات وعرض أي قاعة رياضية أو ملعب لذات الغرض المطلوب أو الذي تمسّ الحاجة اليه ، إن الإشارة لدور وزارة الشباب والرياضة ومنذ الإعلان عن خطر تفشّي الفيروس لا بدَّ أن يكون مسجّلاً وأن لا نغفله من باب الأحقية في ذكر كل الصفحات المشرقة وبذات الوقت لا يجب أن نغفل دور الفرق التطوعية الشبابية التي مارست عملها التطوّعي المنبثق من الاحساس بالمسؤولية والمرونة في الحركة بالتوجّه الى أية بقعة تحتاج هؤلاء الشباب الذين سبقهم حسّهم الوطني وغيرتهم المعهودة على التواجد والحضور في زمن المُلمّات