علي حسين
ابحث عن موضوع لعمود اليوم ، لكنني اجد نفسي محاصرا لا استطيع الإفلات من اخبار كورونا التي حاصرت نوابنا " الاشاوس " البعض معهم يعاني من الضجر في دبي ، واخرون يحصون أملاكهم في بيروت ،
فيما مجموعة " خيرة " ذهبت تستشير السلطان اردوغان فحاصرها كورونا. الخبر " السعيد " جاء من الزعيمة حنان الفتاوي التي أخبرتنا أن المكلف عدنان الزرفي تمكن من إقناعها ، وأنها ستلبي رغبة الجماهير لمحبيها وعشاق طلتها الذين يعتقدون انه ينبغي أن تلعب الزعيمة دوراً في المشهد السياسي ما بعد كورونا . ثم جاءت الأخبار التي تبشر اننا قضينا على الملعون كورونا ، ولهذا كان لا بد ان يفاجئ احمد الجبوري " ابو مازن “جماهيره” بفيديو يرقص فيه “الجوبي” كتفاً بكتف مع شخصيات ومسؤولين آخرين من بينهم وزير الصناعة.
الحمد لله وجدنا خبرا يضيف مسحة من الطرافة الى اخبار زعاطيط السياسة في بلاد الرافدين ، من خلال رغبة " الزعيم" ابو مازن بان يعلن انتصاره على فايروس كورونا ، وهو الأمر الذي أثار موجة من السعادة والارتياح عند كتلة البناء التي يلقي خطاباتها " الوردية " الراقص على الحبال احمد الجبوري .
ولأننا نعيش في عصر " جوبي " ابو مازن "! و" عبقرية " حنان الفتلاوي ، عصر عدم الكفاءة والاستسهال والدوافع الشخصية التي تمنح كرسي البرلمان لمن يحمل الصفات السحرية الثلاث :أولاً مقرب من أحد رؤساء الكتل السياسية، وثانياً مسالم ولا يثير الشغب ويرضى بالمقسوم، وثالثاً يحبّ أن يرفع شعار"أنا وأقاربي على المواطنين ".
وأتمنى أن تسمحوا لي، فهذه ليست المرة الاولى التي أعود فيها الى حديث الكتب، واعتذر لأنني وأنا في وسط "جوبي " ابو مازن ونصائح حنان الفتلاوي اعود لحديث الكتب ، وهذه المرة عن كاتب فرنسي اسمه جلين بليك اصدر منذ زمن كتاب بعنوان "المجادلة مع الحمقى" يقول فيه:
"إن للحمقى أيضا من يعجب بهم وهم الأكثر حمقاً منهم"، وقديماً خصص أحد التقاة "ابن الجوزي" كتاباً سرد فيه أخبار الحمقى والمغفلين وضع فيه وصفاً للحمق قال: "معنى الحمق والتغفيل هو الغلط في الوسيلة والطريق إلى المطلوب، بخلاف الجنون، فإنه عبارة عن الخلل في الوسيلة والمقصود جميعاً، فالأحمق، سلوكه الطريق فاسد ورؤيته في الوصول إلى الغرض غير صحيحة".
ويبدو أن مفهوم الحماقة اليوم بدأ يشمل الشعوب التي تسلم أمرها بيد مسؤولين فاقدي الصلاحية والأهلية ويكفي أن نأخذ عينات من من ساستنا " الاشاوس " كي نرى حجم الاستخفاف بالإنسان، فشراء الذمم وتزوير إرادة الناس وسرقة المال العام والمحسوبية والرشوة، جعلت المواطن المسكين والمغلوب على امره لا يملك إرادته ويعيش على هامش الحياة.
ولهذا لا مفاجأة على الإطلاق، أن نكون على قائمة بؤساء العالم، ما هي المفاجأة فى بلد يراد له ان يستقيل من التاريخ والجغرافيا والسياسة ، وان يعيش في ظل خطب الفتلاوي و" جوبي " ابو مازن .
جميع التعليقات 2
أحمد الحلي
أحسنت أستاذنا الفاضل . لقد وضعت إصبعك على الجرج . جرح العراق النازف . وقديما قيل . لكل داءٍ دواءٌ يُستطبّ به إلا الحماقةَ أعيت من يداويها
Abd AlhassanAlqurabi3
الاستاذ الكاتب يتناول ما يبهج النفس بقلمه الحر الرصين الذي تحول الى سيف لا يهادن احد من الذين نهبوا البلاد وسبوا العباد دمت ودامت موهبة الابداع مع اطيب التحيات