TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن : كورونا بين الفتلاوي وأبو مازن

العمود الثامن : كورونا بين الفتلاوي وأبو مازن

نشر في: 26 مارس, 2020: 09:16 م
علي حسين 
ابحث عن موضوع لعمود اليوم ، لكنني اجد نفسي محاصرا  لا  استطيع الإفلات  من اخبار كورونا  التي حاصرت نوابنا " الاشاوس  " البعض معهم  يعاني من الضجر في  دبي ،   واخرون يحصون أملاكهم في بيروت  ،

فيما مجموعة " خيرة " ذهبت تستشير السلطان اردوغان فحاصرها كورونا. الخبر " السعيد " جاء من الزعيمة حنان الفتاوي التي أخبرتنا  أن المكلف عدنان الزرفي تمكن من إقناعها ، وأنها ستلبي رغبة الجماهير  لمحبيها وعشاق طلتها الذين يعتقدون انه  ينبغي أن تلعب الزعيمة  دوراً في المشهد السياسي ما بعد كورونا . ثم جاءت الأخبار التي تبشر اننا قضينا على الملعون كورونا ، ولهذا كان لا بد ان يفاجئ احمد الجبوري " ابو مازن “جماهيره” بفيديو يرقص فيه “الجوبي” كتفاً بكتف مع شخصيات ومسؤولين آخرين من بينهم وزير الصناعة.
الحمد لله وجدنا خبرا يضيف مسحة من الطرافة  الى اخبار زعاطيط السياسة في بلاد الرافدين ، من خلال رغبة " الزعيم" ابو مازن بان يعلن انتصاره على فايروس كورونا  ، وهو الأمر الذي أثار موجة من السعادة والارتياح عند كتلة البناء التي يلقي خطاباتها " الوردية " الراقص على الحبال احمد الجبوري . 
ولأننا نعيش في عصر  " جوبي " ابو مازن "! و" عبقرية " حنان الفتلاوي ، عصر عدم الكفاءة والاستسهال والدوافع الشخصية التي تمنح كرسي البرلمان لمن يحمل الصفات السحرية الثلاث :أولاً مقرب من أحد رؤساء الكتل السياسية، وثانياً مسالم ولا يثير الشغب ويرضى بالمقسوم، وثالثاً يحبّ أن يرفع شعار"أنا وأقاربي على المواطنين ".
وأتمنى أن تسمحوا لي، فهذه ليست المرة الاولى التي أعود فيها الى حديث الكتب، واعتذر لأنني وأنا في وسط  "جوبي "  ابو مازن ونصائح حنان الفتلاوي اعود لحديث الكتب  ، وهذه المرة عن كاتب فرنسي اسمه جلين بليك اصدر منذ زمن كتاب بعنوان "المجادلة مع الحمقى" يقول فيه: 
"إن للحمقى أيضا من يعجب بهم وهم الأكثر حمقاً منهم"، وقديماً خصص أحد التقاة "ابن الجوزي" كتاباً سرد فيه أخبار الحمقى والمغفلين وضع فيه وصفاً للحمق قال: "معنى الحمق والتغفيل هو الغلط في الوسيلة والطريق إلى المطلوب، بخلاف الجنون، فإنه عبارة عن الخلل في الوسيلة والمقصود جميعاً، فالأحمق، سلوكه الطريق فاسد ورؤيته في الوصول إلى الغرض غير صحيحة".
ويبدو أن مفهوم الحماقة اليوم بدأ يشمل الشعوب التي تسلم أمرها بيد مسؤولين فاقدي الصلاحية والأهلية ويكفي أن نأخذ عينات من من ساستنا " الاشاوس " كي نرى حجم الاستخفاف بالإنسان، فشراء الذمم وتزوير إرادة الناس وسرقة المال العام والمحسوبية والرشوة، جعلت المواطن المسكين والمغلوب على امره لا يملك إرادته ويعيش على هامش الحياة.
ولهذا لا مفاجأة على الإطلاق، أن نكون على قائمة بؤساء العالم، ما هي المفاجأة فى بلد يراد له ان يستقيل من التاريخ والجغرافيا والسياسة ، وان يعيش في ظل خطب الفتلاوي و" جوبي " ابو مازن  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. أحمد الحلي

    أحسنت أستاذنا الفاضل . لقد وضعت إصبعك على الجرج . جرح العراق النازف . وقديما قيل . لكل داءٍ دواءٌ يُستطبّ به إلا الحماقةَ أعيت من يداويها

  2. Abd AlhassanAlqurabi3

    الاستاذ الكاتب يتناول ما يبهج النفس بقلمه الحر الرصين الذي تحول الى سيف لا يهادن احد من الذين نهبوا البلاد وسبوا العباد دمت ودامت موهبة الابداع مع اطيب التحيات

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram