TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: عُزلة كورونا

باختصار ديمقراطي: عُزلة كورونا

نشر في: 29 مارس, 2020: 06:28 م

 رعد العراقي

كنّا نظن أنّ ملفات الرياضة العراقية الساخنة ستكون تحت المراجعة والمحاسبة الذاتية من جميع الأطراف في وقت فرض فيه وباء كورونا الإقامة الجبرية وهجر الموظفون المكاتب لتضطرّ منظومة الإدارة تنفيذ اعمالها عن بُعد ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

نعم كان الاعتقاد أن أجواء وخطورة ما يمرّ به البلد سيعيد حسابات الذات وتصحيح الأخطاء خشية من المجهول القادم، وتسقط رغبة التطلّع نحو مكاسب الحياة وغريزة الثأر والانتقام وتخفت جذوة وهوس شيطنة النفس على حساب النيل من الآخر لتكون العزلة تجنّبا لكرونا وهي فرصة للوئام والمصارحة والذهاب نحو إنهاء المشاكل وطرح الحلول كموقف انساني ومهني يكشف النوايا الحقيقية التي من المفترض أن تكون خارج مفهوم (الأنا).

الحقيقة الصادمة تلك التي ازدحمت بها مواقع التواصل الاجتماعي والكروبات الخاصة التي تسابق عليها البعض في تحويلها من ملتقيات للمناقشة والتحاور الى منصّات ترويج وتسويق أفكار لاستقطاب المؤيّدين عبر الإصرار على ارتداء ثوب البراءة للتستّر على اخطاء وخطايا طيلة فترة الجلوس على كرسي المسؤولية، لتتحوّل تلك المنابر الى ساحة للتنكيل والتسقيط والتشكيك وهي سابقة غير مألوفة تؤسّس وتدار بفعل الطارئين ومن يحمِل بين جوانحه آثام الفشل ولا يريد الاعتراف به!

أي إصرار على الفوضى كشفتها عُزلة كورونا.. وأي تمسّك بنهج التطلّع لمغانم الحياة الزائلة في وقت نحتاج فيه الى مراجعة النفس وتطويعها نحو مقاصد الخير وتهذيب القول والمقاصد وغسل القلوب بماء التسامح في ظرف نحن نراقب هول ما يجري في العالم وكيف أن الموت بمخالبه بات لا يعرف حدود مقاصده ولا لون ومكانة ضحاياه.

لا يستغرب البعض حين يسمع أن أهم ملفّين وهو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية وتشكيل هيئة التطبيع لقيادة اتحاد كرة القدم لم يحرص المعنيون على طرحهما للنقاش واستغلال فترة التوقف لتقريب وجهات النظر بروح مسالمة وإيجاد الحلول والخروج من عنق الزجاجة، بل على العكس فإن مواقع التواصل والكروبات الخاصة باتت تستهدف ترسيخ مبدأ رفض أي شخصية أو ترشيح وجوه جديدة للانتخابات ومحاولة النيل منها واتهامها ووضع العراقيل في طريق وصولها الى أي منصب في إصرار غريب على تمسّكهم بمواقعهم لإثبات أن الرياضة العراقية عاجزة على انجاب غيرهم.

اما الإعلام الرياضي فمازال يغضّ البصر عن كشف ورفض تلك الوسائل الهجينة التي تمثل خطراً على مبادئ الرياضة العراقية وهناك من ذهب باتجاه مسايرة وتعضيد تلك الأفعال بعلم وإدراك أو بجهل لا يتحسّس فيه عمق ضرره، وبالتالي فإن الحيادية والمهنية التي تمثل القلب النابض للصحافة أصبحت تحبو على مسلك ضيق بعد أن أخذ التسلّط والقوّة والإغراء لشاغلي المناصب الرياضية الكثير من هيبتها وثباتها.

باختصار، إن الأفعال الحقيقية تكمن في نقاء التصرّف وبراءة النوايا المخفية، فدعونا نصارح الذات ونتقرّب الى بعضنا كلاً من موقعه، ونكون اكثر حرصاً على انجاز واجباتنا بصدق دون النظر الى المكاسب الشخصية، خاصة في هذا الظرف العصيب ليكون نقطة انطلاق لرؤية جديدة تستند الى تفعيل هدف المصلحة العامة بأمانة ونكران ذات تكون خير إرث نتركه للأجيال القادمة.

لا خوف من كورونا، فثقتنا كبيرة أننا سننتصر عليه إن شاء الله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram