إياد الصالحي
تتواصل مبادرات العراقيين الأخيار في الأيام العصيبة التي تمرّ بها البشرية جمعاء لمكافحة وباء كورونا المستجد ومؤازرة المتضرّرين منه أملاً باستمرار الحياة وسط قلق مشروع من تزايد حالات الإصابة بالمرض برغم الإجراءات الاحترازية المشدّدة التي تفرضها الحكومة بالتعاون مع المواطنين حماية لأنفسهم ودفاعاً عن العراق من الانهيار الصحي إذا ما فقد السيطرة على الفيروس مثلما أحال أنظمة صحية عريقة في دول أوروبية الى العجز التام.
وسط كل ذلك، كانت لشريحة الرياضيين مواقفهم الانسانية العظيمة وهم يتسابقون لأداء المَهام التطوّعية والاستجابة للحملات المُنقذة لآلاف الأسر ذات الدخل المحدود الذي لا يَسدُّ حاجيّات البيت الشهرية، ومنها من لا تتقاضى راتباً أو منحة أو حتى أجراً يومياً نظير القيام بأعمال حرة إما لمرض ولي أمرها أو عدم وجود معيل لها أصلاً وتعيش على تلقي المساعدات من اصحاب المروءة وما أكثرهم في بلدنا.
ولاقت حملة مؤسّسة المدى (أشطب دين) دعماً كبيراً من الرياضيين والإعلاميين برغم مضي عدّة أيام على إطلاقها عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) مؤكدة في منشور لها (بينما نلتزم بالتعليمات الوقائية من كورونا، ونبقى في منازلنا، تعيش عائلات عراقية حالة يُرثى لها بسبب توقف الحياة والأعمال، وكلّما مرّ الوقت، مع استمرار الحظر، تتقلّص فرصهم في النجاة، وهم يستنفدون قوتهم من دون أمل بالمساعدة، ولن نواجه هذه الأزمة إلا بالتعاطف مع هؤلاء، وإظهار قدرتنا على التكافل والتعاون، ولن يكلفنا الأمر سوى محاولة بسيطة لتخفيف الأحمال عليهم، بحذف ديونهم في الأسواق والمحلات، لذا ساهموا بالذهاب إلى أي محل أو سوبر ماركت وأسألوا عن ديون الفقراء وأشطبوا قدر ما تستطيعون).
روادُ الرياضة ونجومُ الكرة ومسؤولون في ممثليات الأولمبية والاتحادات والأندية وإعلاميون سجّلوا أروع المناشدات المتماهية مع حملة المدى لحثّ ميسوري الحال على شطب ديون العوائل المتعفّفة من خلال مقاطع فيديو تحدّثوا فيها بعفوية دافعها الغيرة والنخوة والإحسان للآخرين الذين لا يمتلكون ثمن قوت يومهم ويهدّدهم الحجر المنزلي بالموت البطيء لصعوبة تسديد ديونهم وشراء الغذاء وبقية مستلزمات المعيشة الكريمة.
لهذا لم يتأخر أهل الرياضة والإعلام عن التفاعل مع حملة المدى ونذكرهم باعتزاز كبير وهم: الخبير الكروي الدكتور عبد القادر زينل، والمدرب أكرم سلمان، واللاعب الدولي السابق عبدالصمد أسد، ورئيس اتحاد كرة السلة الدكتور حسين العميدي، ورئيس اتحاد كرة القدم الأسبق حسين سعيد، وإبراهيم خليل الحويش رئيس ممثلية اللجنة الأولمبية في محافظة الانبار ومنسّق شؤون وزارة الشباب والرياضة في المحافظة، والمُكلف بإدارة شؤون اتحاد كرة القدم أحمد عباس، والمدرب عدنان حمد، وعمار ثامر المشهداني رئيس الهيئة الإدارية لنادي نينوى الرياضي، والإعلامي الرياضي حسام حسن، والحارس الدولي نور صبري، والمدرب يونس القطان والصحفيين رعد العراقي وعمر قبع، فيما تواصل معنا اللاعب الدولي السابق علاء أحمد ورئيس الهيئة الإدارية لنادي أربيل الرياضي الدكتور عبد الله مجيد ولاعب المنتخب الوطني صفاء هادي ووعدوا بالمشاركة في الحملة وارسال مقاطع الفيديو لاحقاً.
استجابة مثل هذه تُشعر أي عراقي بالفخر والطمأنينة على تلاحم الناس فيما بينهم لانتشال الفقراء من محنة مريرة تضاف الى مآسي حُقب سابقة لم تمنع أي عراقي من مساندة الغريب قبل القريب، وأثبتت مروءة أبناء الرافدين الأصلاء أنهم خير الأوفياء بجُودهم وأنبل المدافعين عن كرامة البؤساء.