TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نكتة الشابندر!!

العمود الثامن: نكتة الشابندر!!

نشر في: 31 مارس, 2020: 08:05 م

 علي حسين

يحتاج العراقيون، خصوصاً وهم محاصرون بفايروس كورونا، بعد أن حاصرهم وباء الطبقة السياسية على مدى سبعة عشرعاما ، إلى أن يضحكوا والسيد عزت الشابندر يعلن بأنه الأوفر حظا للجلوس على كرسي رئاسة الوزراء. 

أنا ومثلي جميع العراقيين نكنّ إعجاباً للسيد عزت الشابندر!!، وكيف لا نعجب به ونحن نشاهده في اليوم الواحد أكثر متنقلاً من فضائية إلى فضائية، وفي كل مرة نشعر كعراقيين بأننا مدينون له بهذه الهمة، فليس مطلوباً من السيد الشابندر أن يخرج علينا أكثر من مرة في اليوم، لكنّ هموم الوطن ومصالحه، تتطلّب منه أن يبذل هذا الجهد "العظيم"، وهي نفس المصالح التي دفعته إلى أن يطمع بكرسي الرئاسة.

صحيح أن عزت الشابندر متقلب، مرة يشتم حزب الدعوة، ومرات يمجد إنجازات أمينه العام نوري المالكي.. ومرة يسخر من صالح المطلك ثم تجده يتسامر معه ليلا في عمان، ولأنه يهوى لعبة "الثعلب فات فات" فانه مع كل أزمة يظهر ليمثل دور الخبير، وهذه المرة يخرج علينا بتسجيل صوتي يريد أن يوهم العراقيين بأن جميع الكتل السياسية لا تنام الليل من دون أن تطمئن عليه، وكان قبل هذا التاريخ قد أصر على أن يشوه احتجاجات الشباب وأن يفصح عن كراهية مستحكمة، تدفعه، للذهاب إلى أن تظاهرات تشرين تظاهرات بعثية، وأن هناك أجندات خارجية هي التي تحرك الاحتجاجات، بل ذهب به الأمر إلى وصف المتظاهرين بأنهم قطاع طرق واتهمهم في تسجيل مصور بـ "تعاطي المخدرات والكحول وممارسة الزنا ليل نهار".

عزت الشابندر الذي يتحول في الأزمات إلى ماكنة متحركة لجمع الدولارات، تراه في النهار يضحك مع إياد علاوي.. وفي الظهر يتغدى عند تيار الحكمة وفي المساء يتسامر مع حزب الدعوة وفي الليل يسهر مع مشعان الجبوري.. وبين الحين والآخر تجده ضيفا عزيزا على آل الكربولي.. وفي أوقات الفراغ يحاول أن يظهر على الفضائيات ليمثل دور حكيم الأمة.

كان الشابندر ولا يزال أحد الذين عزفوا على وتر حكومة المحاصصة الطائفية التي اكتشفنا فيما بعد أنها حكومة شراكة حقا ولكن ليس في تحمل المسؤوليات وإنما في تقاسم الغنائم والمناصب والامتيازات. ولو كان الشابندر جاد في محاولته للجلوس على كرسي رئاسة الوزراء فإنني أدعوه لامتلاك الشجاعة والنزول إلى ساحات الاحتجاج حتى يعرف هل سيأخذ المتظاهرون كلامه بجدية أم يعتبرونها نكتة على شاكلة نكات "راعي التقدم" عادل عبد المهدي؟ .

هل تريد أن تعرف ماذا كانت مشاعري عندما سمعت بترشيح عزت الشابندر؟، أنا لم أستطع الصمود، فلماذا يخفي الواحد منا ضحكته، مع هذا الكم الهائل من السذاجة؟ غير أني، قبل ذلك، تمنيت على الشابندر ان يقوم بسداد حقوق الملكية الفكرية " للهلوسة السياسية " للرائدة حنان الفتلاوي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram