علي حسين
يحتاج العراقيون، خصوصاً وهم محاصرون بفايروس كورونا، بعد أن حاصرهم وباء الطبقة السياسية على مدى سبعة عشرعاما ، إلى أن يضحكوا والسيد عزت الشابندر يعلن بأنه الأوفر حظا للجلوس على كرسي رئاسة الوزراء.
أنا ومثلي جميع العراقيين نكنّ إعجاباً للسيد عزت الشابندر!!، وكيف لا نعجب به ونحن نشاهده في اليوم الواحد أكثر متنقلاً من فضائية إلى فضائية، وفي كل مرة نشعر كعراقيين بأننا مدينون له بهذه الهمة، فليس مطلوباً من السيد الشابندر أن يخرج علينا أكثر من مرة في اليوم، لكنّ هموم الوطن ومصالحه، تتطلّب منه أن يبذل هذا الجهد "العظيم"، وهي نفس المصالح التي دفعته إلى أن يطمع بكرسي الرئاسة.
صحيح أن عزت الشابندر متقلب، مرة يشتم حزب الدعوة، ومرات يمجد إنجازات أمينه العام نوري المالكي.. ومرة يسخر من صالح المطلك ثم تجده يتسامر معه ليلا في عمان، ولأنه يهوى لعبة "الثعلب فات فات" فانه مع كل أزمة يظهر ليمثل دور الخبير، وهذه المرة يخرج علينا بتسجيل صوتي يريد أن يوهم العراقيين بأن جميع الكتل السياسية لا تنام الليل من دون أن تطمئن عليه، وكان قبل هذا التاريخ قد أصر على أن يشوه احتجاجات الشباب وأن يفصح عن كراهية مستحكمة، تدفعه، للذهاب إلى أن تظاهرات تشرين تظاهرات بعثية، وأن هناك أجندات خارجية هي التي تحرك الاحتجاجات، بل ذهب به الأمر إلى وصف المتظاهرين بأنهم قطاع طرق واتهمهم في تسجيل مصور بـ "تعاطي المخدرات والكحول وممارسة الزنا ليل نهار".
عزت الشابندر الذي يتحول في الأزمات إلى ماكنة متحركة لجمع الدولارات، تراه في النهار يضحك مع إياد علاوي.. وفي الظهر يتغدى عند تيار الحكمة وفي المساء يتسامر مع حزب الدعوة وفي الليل يسهر مع مشعان الجبوري.. وبين الحين والآخر تجده ضيفا عزيزا على آل الكربولي.. وفي أوقات الفراغ يحاول أن يظهر على الفضائيات ليمثل دور حكيم الأمة.
كان الشابندر ولا يزال أحد الذين عزفوا على وتر حكومة المحاصصة الطائفية التي اكتشفنا فيما بعد أنها حكومة شراكة حقا ولكن ليس في تحمل المسؤوليات وإنما في تقاسم الغنائم والمناصب والامتيازات. ولو كان الشابندر جاد في محاولته للجلوس على كرسي رئاسة الوزراء فإنني أدعوه لامتلاك الشجاعة والنزول إلى ساحات الاحتجاج حتى يعرف هل سيأخذ المتظاهرون كلامه بجدية أم يعتبرونها نكتة على شاكلة نكات "راعي التقدم" عادل عبد المهدي؟ .
هل تريد أن تعرف ماذا كانت مشاعري عندما سمعت بترشيح عزت الشابندر؟، أنا لم أستطع الصمود، فلماذا يخفي الواحد منا ضحكته، مع هذا الكم الهائل من السذاجة؟ غير أني، قبل ذلك، تمنيت على الشابندر ان يقوم بسداد حقوق الملكية الفكرية " للهلوسة السياسية " للرائدة حنان الفتلاوي.