ترجمة: المدىيحذر بعض الخبراء والمحللين السياسيين من تصاعد العداء بين الهند وباكستان واحتمال نشوء حرب بين الدولتين في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وهذا الموقف يعتبر أمراً سيئاً بالنسبة لبريطانيا والدول المشاركة في حلف الناتو.
ويخشى المراقبون أن العلاقة السيئة بين الدولتين قد تؤخر أو تؤثر بشكل ما على الانسحاب الأجنبي من تلك المنطقة.وكان تصريح باراك أوباما في الخريف الماضي من أن الولايات المتحدة الأمريكية ستبدأ سحب قواتها من أفغانستان في منتصف عام 2011، قد أثار الرعب في دلهي، لان حكومتها لم تُستشر في الأمر. وتنبع مخاوف الهند من قلقها حول عدم اهتمام أوباما بالهند أو مصالحها، على عكس الحكومة الأمريكية السابقة. ويقول بها درا كومار، سفير سابق، «أن صنّاع السياسة الهندية قلقون للغاية، من قرار اوباما لإنهاء الحرب في أفغانستان، وهي في سبيل تحقيق تلك الغاية، عازمة على مصالحة طالبان. أنهم يريدون ان تتواصل الحرب حتى تختفي طالبان عن وجه الأرض.»إن أهداف الهند لإجراء محادثات سلام تأتي مباشرة من اقتناعها بأن افتتاح مجموعات طالبان في أفغانستان هو الجيش الذي أوجدها وخاصة وكالة الاستخبارات. وفي رأيها أيضاً ان تلك المؤسسة الأمنية الباكستانية لها علاقة أيضاً بمجموعة لاشكار- ي طيبة، المسؤولة عن تفجيرات مومبي والهجمات على كشمير الهندية، وخاصة بعد إعتقال مواطن باكستاني لاشتراكه في انفجارات بومباي. وهذه التطورات الأخيرة أثارت فزع الهند وخوفها من نقل الإرهاب إلى أراضيها. ومما زاد تلك المخاوف، اعتقال احد الإرهابيين في الولايات المتحدة لمحاولته تفجير سيارة في التايمز سكوير- نيويورك وهو ينتمي إلى طالبان باكستان. كما لاحظت الهند ان باكستان تستخدم سياسة تهدف إلى إضعاف تأثير الهند في أفغانستان، حيث خصصت 1.3 بليون دولار كمساعدات إنسانية لعدد من المشاريع منذ عام 2001 – ان الهند تخشى من احتمال قيام باكستان لإعداد وتمهيد الأرض لعناصر مؤيدة لباكستان، من طالبان، للتفاوض مع كابول في محاولة لإرغام الهند للخروج من أفغانستان بعد بدء انسحاب القوات الأمريكية. وهذا الحديث يعود الى الكاتب الباكستاني أحمد راشد.ومن المؤمل أن يتولى محادثات السلام، الرئيس الأفغاني حامد كرازي في اجتماع قبائلي- مع عناصر من طالبان أواخر الشهر الحالي. ولهذا السبب تبدو الهند حريصة على ابداء رأيها ووجهة نظرها حول الموضوع. وفي حديث لكارازي في الأسبوع الماضي، مع رئيس الوزراء مانموهان سينغ، في دلهي، أكد ان تلك المحادثات ستكون شفافة وحذرة. ولكن كارازي يفتقد المصداقية، ويلعب بعدد من الأوراق مرة واحدة.إن الهند وبدون شك، ستبدي وجهة نظرها حول الموضوع للرئيس الأمريكي الذي من المتوقع زيارته للهند، نهاية العام.ولكن الولايات المتحدة تتعاطف مع باكستان بسبب استيائها من الانخراط بمشاكل أفغانستان، في الوقت الذي تحاول الهند الإطاحة بباكستان وتدريب وتمويل الانفصاليين البلوش.ومع تصاعد حدة التوتر في تلك المنطقة، التي تلعب بأوراقها أيضاً كل من الصين وروسيا وإيران، يزداد خطر التنافس على المواقع بينها، وتضمحل نتيجة الصراع، فتتعامل مع الوضع وكأن الأمريكيين قد غادروها فعلاً، ويهيئون الخطط متوقعين عودة العداء التقليدي بين الهند وباكستان.عن/ الغارديانrn
هل يتصاعد العداء بين باكستان والهند؟
نشر في: 9 مايو, 2010: 05:34 م