محمد حمدي
في لقاء متلفز مع البطل العالمي الأميركي في السباحة وصاحب الارقام العالمية كايل درسيل وبشأن استعداداته للبطولات المقبلة ومنها الأولمبياد المؤجل ، ردّ غاضباً (اذا كانت حكومات كبرى ولها ثقلها لا تعلم حتى الآن وجهتها وتصرفها لأسبوع مقبل وسط احتدام أزمة الفيروس فكيف لي أن أعرف وجهتي؟
السؤال الذي أجاب عنه درسيل يعكس حالة وإحساس تامّين لأغلب الرياضيين في العالم مع مؤسساتهم خاصة تلك التي تدار بسندات استثمارية وقد أعلنت رسميا افلاسها كما في اتحادي الركبي والبيسبول الأميركيين أو جمعية اتحاد الاستثمار لرؤوس الأموال الرياضية في البرازيل ، فيما يعبّر البعض الآخر الذي يمتهن الرياضة كحرفة وحيدة تدر له حوافزه المالية وعلى حد رأي نجم فريق ارسنال مسعود أوزيل إن الأمل معقود باستمرار الحفاظ على اللياقة البدنية كي نتمكن من العودة الى التدريب والانسجام وهو ما يجب أن نفكر به في الوقت الراهن ولندع الأمور تتجه ذاتيا الى وجهتها السليمة حيث لا يمكن للفيروس أن يستمر الى ما لا نهاية .
نعم لن يستمر الفايروس الى ما لا نهاية ولكن لا أحد يعلم فصول حلقته الأخيرة حتى الآن وكم ستطول ، هل هي عام كامل ريثما يتم اكتشاف لقاح ناجع له على حد وصف الرئيس الأميركي أم اقصر من ذلك ؟ ومن سيحدد وجهة الألعاب الرياضية والبطولات ويوجه الضوء الأخضر إيذانا بعودتها بصورة طبيعية؟ وما هو الوقت الافتراضي لاحتساب الأوقات التكميلية التي تتعافى معها المؤسسات الساندة؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحت من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وكانت إجاباتها الافتراضية مخيّبة جداً وتلمح الى إلغاء البطولات وعدم التفكير بها أو التوجه أصلاً لوضع ستراتيجيات وخطط لاستيعاب ما حصل ويحصل خلال العام 2020 وآلية العمل بطرق جديدة بعد ذلك .
ربما يكون الطرح مثيراً للبؤس ولا يحمل في طياته طاقة للأمل ولكنه مع كل حال يبقى من الطروحات العملية التي تلامس الواقع فما جلبه فيروس كورونا الى العالم لا يمكن تحمله أو تقبل مروره مرور الكرام كأزمة صحية عالمية ضربت بطريقها أطناب الاقتصاد وسوق المال والسياحة والسياسة مروراً بالرياضة التي شلّت وتوقفت ورقدت في سريرها بصورة مخيفة ويستلزم العمل بعد تعافيها تأهيلها وعلى كل بلد كما يحصل في المانيا حالياً أن تعد العدّة والدراسات لما بعد ذلك وينبغي أن تسابق جميع البلدان العمل بهذا الاتجاه ومنها العراق أيضاً ، فطريق العودة من الرقاد يستلزم الكثير وإن العالم بعد كورونا ليس كما العالم قبلها الجميع متفق على هذه العبارة ويعملون على أساسها مضطرّين فهل سنكون مثلهم ؟
ولا ننتظر أن تحصل مبادرات ومستجدات ، الرياضة أمل وحياة والتفكير بها جلياً يستحق لبعث الأمل في نفوس ملايين الجماهير الرياضية التي تعيش حالة اضطراب غير مسبوقة.