ماجد الحيدر
في ذكرى صلاح جياد
مرة طلبت صداقة رسام ميت
كنت أحب كثيرا
رسومه في مجلة الصغار.
...
كثيرا ما كنت أراه يسير في شارعنا
لكنني أخجل من الاقتراب منه وتحيته
...
بعد ساعة لا غير وافق على طلبي
وأرسل لي أحدث لوحاته التي
رسمها بفرشاة الأبدية
قلت له: شكرا
وأرسلت له قلبا أحمر.
فأجابني: عفوا.. يمكنك الاحتفاظ بها
لقد رسمتها لأجلك..
فأنا أملك هنا الكثير من الوقت.
لكن قل لي:
ألست أنت الفتى العليل الذي كنت تعيش في زقاقنا
في ذلك البيت الأخضر الصغير الذي رسمته قبل أربعين عاما
قبل أن يهدموه بعد أن مات ساكنوه؟
-نعم هو أنا!
...
-قل لي: أين بيتك ؟
-هنا أيضا أسكن في بيت اخضر صغير
بناه لي ملاكان طيبان
هناك، عند استدارة الزقاق.
-أنت جاري إذن
تعال وزرني كل ظهيرة
لنشرب الشاي معا في الحديقة.
أشعر بالوحدة
أو ربما لم اعتد بعد على المكان.
أتدري، ربما علمتك الرسم
أو رسمت لك بورتريها..
مؤكد سأرسم لك بورتريها
أيها الولد النحيل
ذو الجناحين الورديين!