TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: اجتماع خالتي قماشة

العمود الثامن: اجتماع خالتي قماشة

نشر في: 6 إبريل, 2020: 08:51 م

 علي حسين

مثل أي متفرج أتابع المسلسلات التلفزيونية ، وكنت شغوفاً بأعمال الراحل أسامة أنور عكاشة ، وما زلت اتذكر مسلسله الكوميدي " في المشمش " وهي العبارة المأخوذة من مثل شعبي ، فنحن في العراق نقول لمن يعطي مواعيد كاذبة " بالمشمش " ،

ومن متابعاتي اليومية ، للدراما السياسية في العراق والتي يصر أصحابها أن تبقى كوميدية طوال الوقت ، لاحظت أن معظم أبطال هذه الدراما يرفعون شعار كلام الليل يمحوه النهار ، فبعد أن طالبنا السيد نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي بان نلتزم بقرار حظر التجوال وطلب من الجهات المختصة محاسبة الذين يستخفون بالحظر ، نشاهده وهو يحط الرحال في مدينة النجف ليحضر مجلس فاتحة أقامه المحافظ لأحد أقاربه .. إذن كسر الحظر على المسؤول يأتي ضمن شعار " بالمشمش " . لا يعرف ساستنا من وباء " كورونا " سوى إصدار الأوامر والتوجيهات والتكتيم والتعتيم على ما يجري من خراب ، تخيل جنابك أن قادة الكتل لا يجتمعون من أجل دعم البلاد وهي تواجه وباءً كارثياً ، لكنهم يسهرون حتى الصبح من أجل أن لايجلس على كرسي رئاسة الوزراء شخص لا يتلقى الأوامر منهم ، وكأنهم وجدوا في " كورونا " فرصة لمصادرة حق الناس في ان تقول كلمتها. 

لا يزال المشاهد يضحك لـبعض المسلسلات الكوميدية حتى اليوم؟ ولا تزال " خالتي قماشة " تثير سخريتنا حتى قبل أن تنطق الممثلة الكويتية حياة الفهد بجملتها العنصرية التي طالبت فيها طرد المقيمين من بلدها، ورميهم في الصحراء .

خالتي قماشة التي اضحكتنا في بداية الثمانينيات عندما زرعت كات تتجسس بالصوت والصورة على زوجات أبنائها ، نجدها اليوم تعتبر كل غريب مصدرا الشرور ، ربما يقول البعض يارجل ! ، لماذا لاتتحدث عن سلوك مسؤولينا الذين يعتبرون الشعب باكمله غريبا ، وليس من حقه التدخل في اختيار شكل الحكومة التي تقود البلاد .

كنت ياسادة اتصور ان الوباء سيجعل من مسؤولينا وساستنا أكثر إنسانية، غير أن الكثير منهم على استعداد لحرق البلاد ، من اجل تقاسم الكعكة . من حيث المبدأ، لا مصادرة على حق أي تيار سياسي في أن يسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية وليست ماليه او انتهازية ، ولكن ليس من حقه أن يستثمر انشغال العراقيين بمصيبة " كورونا " فيفرض عليهم قرارات منتصف الليل ، لان مثل هذا الامر يثبت بالدليل القاطع إن رؤساء بعض الكتل السياسية يخوضون معركتهم على طريقة " خالتي قماشة " ، بحيث يصبح جل همهم أن يقولوا للعالم نحن هنا ، سواء بالخطابات او بالصواريخ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram