TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > سقوط المثقف بوحل سلطة الفشل !

سقوط المثقف بوحل سلطة الفشل !

نشر في: 7 إبريل, 2020: 06:10 م

 عامر القيسي

لايدهشني حقا سقوط الكثير من مثقفينا واعلاميينا بوحول سلطة الفشل التي قادت العراق الى كل هذا الخراب مراكمة اياه فوق خراب الحكم الصدامي .

لايدهشني اشتغال ماكنتهم واقلامهم في مساحة تسقيط انتفاضة اكتوبر وتخوينها وتحميلها ماحدث وما سيحدث، وهو اشتغال شمل الافراد والشعارات والاخطاء والفوضى في بعض من زمنها ، فلا يعجبهم مثلا شعار نريد وطن ، لان الثوار لايعرفون معنى الوطن واي وطن يريدون !!

وحدهم هؤلاء البوّاقون يعرفون الوطن !

لايدهشني ضجرهم من شعار " نازل آخذ حقي " لأنه شعار هو الآخر غير مفهوم وهلامي ومندس وبعثي وكوروني ومنتج في مطابخ المؤامرة العالمية على سلطة المدينة الفاضلة في هذا العراق ..

لايدهشني مطلبهم بان يحدد الثائر طريقة تحقيق شعاره هذا، وكأن هتاف الثوار لم يصم آذاناهم " سلميّة ..سلميّة "..!!

كما لايدهشني توجيه سهامهم لهتاف " باسم الدين باكونه الحراميه " !! 

الذي يدهشني هذا السقوط المريع وغير الاخلاقي في الاصطفاف بخندق اللصوص والقتلة متمثلين بالاحزاب الحاكمة والطبقة السياسية الرثة التي قادت وتقود البلاد الى كل هذا الخراب ، وهو الخراب الذي شمل هذه الاصوات النابحة ، التي بعضها انتقل بقدرة قادر من اقصى اليسار الى اقصى اليمين ..

لن ادخل في تصنيفات من هذا النوع ، لكن يؤلمني حقاً ان اراهم يتهاوون الى قعر الابتذال السياسي ، وانا حتى لحظة مواقفهم السيئة من الانتفاضة الشعبية كنت أكن لهم بعض الاحترام الذي اصبح الآن جزءاً من الماضي القريب ! 

لست معنياً بالاسماء ، فانا اتحدث عن ظاهرة ليست جديدة على المشهدين الثقافي والاعلامي في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة حتى زمن اللادولة هذا ، انها اشكالية تتمدد زمنياً بين تقليديتها وتجددها الدائمين !

لايسعني أن اقدم اجابات عن تسؤلات هذا المشهد ، فالواقع يجيب ويلقم تلك الافواه بحجارة هذا الوطن الذي يتساءلون عن معناه وفحواه وشكل خارطته !

أشفق على خيانة البعض منهم لتأريخ محترم كان الاجدر بهم ان يحافظوا عليه ويضيفوا له رصيداً مهماً بالوقوف الى جانب أولئك الصبية الشجعان الذين تضرجوا برصاص قنّاصة السلطة والطرف الثالث ومسيلات مكافحة الشعب ، وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة تدق (الجواهري) فدقوها بكل قوة وعنفوان تاركين تسفيط الكلام لخونة الكلام نفسه !

اشفق عن ما سيقولونه بعد ان تنجلي هذه الغمّة ويقول التأريخ قولته ، التي قالها دائما في انتفاضات الشعوب للانعتاق من قيود الاستبداد ، قتلاً وخطفاً وتسقيطاً !

أشفق عليهم وهم يركبون رؤوسهم أو يدفنوها في وحل السلطة التي طالما اعترفت بفشلها ولصوصيتها وقتلها لشبيبة البلاد ، غالقين آخر منافذ طريق الاعتذار والعودة الى سبيل السواء لساحات التحرير الخالية من كورونا السلطة الا بمندسيها ومروجيها و " الخائفين " على الشعب من امتداداتها ، جزاهم الله خير الجزاء !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

باليت المدى: أسد عراقي في متحف

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram