TOP

جريدة المدى > عام > في لقاء مع ابنة كامو : الطاعون منذ صدورها مازالت تجلب أجيالاً جديدة من القراء

في لقاء مع ابنة كامو : الطاعون منذ صدورها مازالت تجلب أجيالاً جديدة من القراء

نشر في: 13 إبريل, 2020: 08:58 م

ترجمة / أحمد فاضل

" ينتشر الطاعون والناس يموتون ، كل شخص أُمر بالحجر الصحي في المنزل حيث يعمل الطبيب المحلي على مدار الساعة لإنقاذ الضحايا

، هناك أعمال البطولة ، وهناك أفعال العار ، هناك أولئك الذين يفكرون في أنفسهم فقط ، وأولئك الذين يعملون من أجل الصالح العام ، إن حالة الإنسان في وقت البلاء عبثية وغير مستقرة " ، هذا ما رواه ألبير كامو في روايته " الطاعون " الصادرة عام 1947 ، والتي تجذب الآن أجيالاً جديدة من القراء .

كانت ابنة كامو تبلغ من العمر 14 عاماً عندما قرأت " الطاعون " ، قبل شهرين من وفاة والدها في حادث سيارة ، حيث قالت لصحيفة الغارديان :

" إن رسالة " الطاعون " تبدو حقيقية اليوم كما كانت في ذلك الوقت ، كما ستحدث في المستقبل" ، "يسعدني أن أعرف أن الأشخاص يقرؤونها مرة أخرى ، إذا كانت هناك فقرة في الرواية تتحدث إلى القراء ، مما يمنحهم الأمل ، فهذا هو المهم " .

ابنة كامو ، 74 سنة ، كانت تتحدث من منزلها في لورمارين في لوبيرون ، حيث عاشت لمدة 30 عاماً فيه وهو المنزل الذي اشتراه والدها من الأموال التي جمعها من جائزة نوبل للآداب في عام 1957 ، المنزل يقع في شارع ألبير كامو ، على مرمى حجر من المقبرة حيث دفن الكاتب عام 1960 عن عمر ناهز 46 عاماً ، المولود في الجزائر أثناء تحطم السيارة التي كان يقودها ناشر كتبه ميشيل جاليمار ، باصطدامها بشجرتين حيث قتل على الفور ، ولا يزال سبب الحادث لغزاً حيث كانت هناك العديد من النظريات الواردة في كتاب "موت كامو" ، للمؤلف والأكاديمي الإيطالي جيوفاني كاتيلي الذي ذكر فيه ، أن المؤلف ربما يكون قد قتل على يد المخابرات السوفيتية آنذاك بعد أن أعرب عن معارضته للنظام السوفياتي ، لم تُبلغ كاثرين وشقيقها التوأم جان ، اللذان يلقبهما والدهما "الطاعون" و "الكوليرا" ، بوفاته مباشرة وتم إبعادهما عن الجنازة ، وعلى مدار 40 عاماً ، تمكنت كاثرين كامو من إدارة إرث والدها الأدبي ، والتحكم في حقوق النشر ، ونشر رسائله .

يقول المدير المفوض البريطاني لدار نشر بنجوين أن الدار زادت من طبع رواية كامو " الطاعون " لمواكبة الطلبات عليها ، وقالت إيزابيل بليك ، مديرة الدعاية الكبرى : " لقد انتقلنا من كميات الشحن بالمئات كل شهر إلى الآلاف ، ففي فبراير من العام الماضي ، تم بيع 226 نسخة من " الطاعون " في المملكة المتحدة ، كان الرقم في الشهر الماضي 371 في الأسبوع الماضي ، بعد ثلاثة أسابيع من الشهر تم بيع 2،156 نسخة في آذار ، بما في ذلك 1504 نسخة في أسبوع واحد فقط ، قالت بليك : " يتم ذلك في الغالب من خلال المكتبات المستقلة حيث أن أمازون غير متوفر فيها الرواية في الوقت الحالي مع أننا طبعنا مرتين حتى الآن هذا العام .

الرواية تبدأ أحداثها في أحد أيام الربيع عندما يجد برنارد ريو وهو طبيب من مدينة وهران الجزائرية ، فأراً ميتاً على عتبة منزله ، كما يرى الجرذان ميتة وحية في كل مكان ، عندها يشاهد السكان المحليون وهم في مواجهة الموت بسبب الطاعون المنتشر فتأمر السلطات الجميع بالبقاء في منازلهم ، من خلال شخصياته ، كامو يسرد كيف يستجيب الناس كأفراد - وكجزء من مجموعة - للمعاناة والموت ، سواء كانت تجربة انفرادية أو إظهاراً للتضامن الاجتماعي ، ومع أن الرواية تدور أحداثها عام 1940 ، لكنها تستند بشكل فضفاض إلى وباء الكوليرا عام 1849 ، بعد الاستعمار الفرنسي للجزائر ، وقال ألبير كامو إن الرواية يمكن قراءتها على عدة مستويات ، كما أنها تحمل رمزية كبيرة تجاه المقاومة الفرنسية ضد وباء النازية والاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية ، حيث كتب قائلاً :"إن السكان الذين تم إطلاق سراحهم أخيراً ، لن ينسوا أبداً الفترة الصعبة التي جعلتهم يواجهون عبثية وجودهم وهشاشة الحالة الإنسانية " .

قالت كاثرين كامو إنها ومن خلال الرسائل العديدة التي تتلقاها حول عمل والدها ، خلصت إلى أن الانبهار المستمر معهم كان لأن :" الرجل في الرواية سأل نفس الأسئلة التي يطرحها الجميع ويتناول نفس المعاناة والألم والمخاوف ، الجميع يعتقد أننا مسؤولين عن أفعالنا " ، وقالت :

" نحن لسنا مسؤولين عن الفايروس التاجي ولكننا يمكن أن نكون مسؤولين في الطريقة التي نرده بها ، حاول بابا التحدث باسم أولئك الذين ليس لديهم كلمات خاصة بهم ، كان مصمماً على تحدي الأكاذيب ، كان يعتقد أنه عندما تكون كاتباً لا يمكنك الكذب ،إنه لأمر رائع أن الجيل الجديد يكتشف كامو ، وآمل أنه في صمت الحبس سيكون لكلماته صدى " ، وقالت :" إن الناس كانوا يتصلون بها ليقولوا إنها يجب أن تكون سعيدة لتلقي الأموال الإضافية ، مؤكدة وجهة نظرها الكئيبة بأننا أصبحنا " روبوتات " مهووسين بالمال بالطبع ، إن المال مفيد ، ولكن ليس هو الأهم ، بابا لا يحتاج إلى مساعدة أو ترويج لبيع كتبه ، عمله يتحدث عن نفسه ، لقد كتب ما كان عليه قوله وفعله على أعلى مستوى " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة:  صفقة مع الخطر
عام

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة: صفقة مع الخطر

ألِكْس كورمي* ترجمة: لطفية الدليمي بينما أكتب الآن هذه الكلمات يرسلُ هاتفي النقّالُ بطريقة لاسلكية بعضاً من أعظم ألحان القرن الثامن عشر (مؤلفها الموسيقار العظيم باخ لو كنت تريد معرفة ذلك!!) إلى مكبّر الصوت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram