ترجمة: أحمد فاضل
إذا كان تصوير مشاهد الأفلام في الوقت الحالي يشعرك بعدم اليقين ، فمن الطبيعي أن نبدأ في رحلة حنين إلى الشاشة قبل عقود ، فبالنسبة لجميع محبي الأفلام ، هذه لحظة لإعادة التواصل مع فكرتنا حول ما يجعل الكلاسيكية بمشاهدها الرائعة خالدة في ذهنك ،
وهكذا ، سأنتزع " كازا بلانكا " هذا الفيلم من على رف مكتبتي للأفلام ، لأعرضه عليك وسأركز على مشهد كلاسيكي واحد ، واستكشفه من الداخل ، مع كل الخلفية التي يمكنني العثور عليها خلف الكواليس ، لأوضح لك ما يجعله رائعاً .
المشهد
لنبدأ بنهاية " كازا بلانكا " أو " الدار البيضاء " للمخرج مايكل كورتز (1942) ، وهي واحدة من أشهر اللقطات على الإطلاق ، هناك نوع معين من الإطلالة البعيدة التي يحصل عليها الناس عندما تذكرهم بوجود مدينة مثل " الدار البيضاء " ، لها ميزتها الخاصة التي تختلف عن عديد المدن أثناء الحرب العالمية الثانية ، والتي خلدها هذا الفيلم من خلال قصته ، حول الهاربين والجواسيس في زمن الحرب ، المتشابكين معها في شوارعها ومنازلها وأماكنها الأخرى ، منها الملهى الليلي الذي احتل مكانة خاصة فيها ، قالت عنه أسطورة السينما إنغريد بيرغمان ذات مرة : " هناك شيء غامض في ذلك المكان وبتلك المدينة " ، التي جعلتنا نقف أمام المشهد الأخير على مدرج مطارها ، كما يوضح ريك ( همفري بوغارت ) لإلسا ( إنغريد بيرغمان) ، لكل الأسباب التي تجعلها تصعد إلى الطائرة التي تدور محركاتها للإقلاع إلى لشبونة مع زوجها ، والدقائق الثلاث الأخيرة من الفيلم رائعة إلى حد كبير بفضل وجود كلود رينز ( رئيس الشرطة ) كمتعاطف مع الغموض والتوتر المحيط بمصير ريك ، ولقطة أخيرة من الاثنين رجال يمشون في الضباب ، بينما تصدح موسيقى ماكس شتاينر بكل قوتها وصولاً بها إلى مرسيليا .
لماذا كورتز فرح وسعيد ؟
فاز المخرج كورتز وهو يختار طاقم فيلمه بتقاربهم الرومانسي وليمنح كل واحد منهم الشخصية التي تليق به ، بينما ظلت كاميرته على وجه بيرغمان تصور ذلك الوجه بتقنية الإضاءة الدخانية وهي تقابل وجه بوغارت الذي ينظر إليها كطفل ، كان
كلا الممثلين يقتربان من بداية نجوميتهما ، ولكن في هذه اللحظة بالضبط وقع الجمهور في حبهما .
خلف الكواليس
غالباً ما يتم اعتبار " الدار البيضاء " نموذجاً قابلاً للتعليم لكتابة السيناريو المثالي من قبل يوليوس وفيليب إيبستين لدرجة أنه من المدهش لم يتم تشكيله بالكامل منذ اليوم الأول ، عكس ذلك تماما في مجموعة مضغوطة للغاية ، سيظهر ما لا يقل عن سبعة كُتاب (بما في ذلك هوارد كوتش ، الوحيد الذي يشارك في الائتمان) مع إعادة الكتابة اليومية مع مرور الوقت ، فقد كانت هناك مشكلة خاصة مع النهاية ، لم تنته المسرحية الأصلية فقط بمغادرة إلسا مع لازلو ، ولكن الرقباء الأميركيين لم يسمحوا لها أبداً ، بصفتها امرأة متزوجة أن تنتهي مع ريك ، على الرغم من ذلك لم يتمكن إيبستين وهو كاتب السيناريو المعروف بحنكته من معرفة كيفية تحسين المؤامرة لجعل هذا مرضياً .
استقبال
ومع أن الحرب كانت على أشدها في أوروبا ، تم ترشيح " الدار البيضاء " لتسعة جوائز أوسكار ، وفاز بجائزة أفضل صورة ، وأفضل مخرج ، وسيناريو مقتبس ، وسيتم الاعتراف به دائماً كأحد أفضل الأفلام التي تم إنتاجها على الإطلاق من قبل استوديو هوليوود
عن / صحيفة ديلي تلغراف البريطانية